خبراء يؤكدون توقعات خليل و يبشرون الجزائريين: ** ف. هند حمل خبراء ومحللون لأسواق النفط بشرى جديدة للجزائريين الذين يعتمدون بصفة شبه كلية في تحصيل قوتهم على مداخيل النفط وأكدوا صحة توقعات الوزير الأسبق للطاقة شكيب خليل حيث أفادوا في استفتاء نشرت وكالة رويترز نتائجه أمس الجمعة أن ارتفاع أسعار الخام هذا العام مازال متوقعا بفضل تحسن نمو الطلب الذي سيساعد على تبديد أي أثر نزولي للفائض في المعروض من الخام. وتوقع 29 خبيرا ومحللا اقتصاديا أن يبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 45.51 دولارا للبرميل في 2016 بارتفاع طفيف عن توقعات الشهر الماضي البالغة 45.20 دولارا للبرميل وبزيادة قدرها 3.55 دولار عن متوسط السعر البالغ 41.96 منذ بداية العام. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت في العقود الآجلة 58.63 دولارا للبرميل في 2017 وأن يرتفع إلى 66.28 دولارا في 2018 بحسب ما يظهره الاستطلاع. وقالت لوانا سيجفريد المحللة لدى رايموند جيمس نتوقع نمو الطلب العالمي بقوة في 2016 ب 1.4 مليون برميل يوميا ونموا معقولا في 2017 بحوالي 1.1 مليون برميل يوميا . وتقود غالبية هذا الطلب كل من الصين والهند وأفريقيا الأمر الذي سيساعد على ارتفاع الأسعار . ويعد هذا التقرير التعديل الصعودي الخامس على التوالي في التوقعات الخاصة بخام برنت. وماتزال أسعار النفط مرتفعة بحوالي 60 بالمئة عن أدنى مستوياتها خلال 13 عاما التي سجلتها في جانغي الماضي لكنها تراجعت عن المستويات المرتفعة التي تجاوزت 50 دولارا للبرميل في 2016 إذ أن الوفرة المتزايدة في معروض المنتجات المكررة قد تؤدي إلى تخزين المزيد من الخام الزائد عن الحاجة حسب ما يقول محللون. وقال جيورجوس بيليريس المحلل لدى تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس إن المعروض العالمي من الخام ما زال أكبر من الطلب لكن تعطل الإنتاج الذي يحدث في أغلب الحالات بسبب القلاقل الجيوسياسية الذي ساعد على تقليص الفائض في الإمدادات. وأظهر الاستطلاع أن المحللين يتوقعون أن يبلغ متوسط سعر برنت في العقود الآجلة نحو 51.15 دولار للبرميل في الربع الأخير مع تحسن آليات العرض والطلب. وقال كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك المخاطر الجيوسياسية ما زالت العامل الداعم للأسعار في ظل مخاطر الهجمات الإرهابية في الغرب والشرق الأوسط. وتسببت سلسلة هجمات شنها مسلحون على منشآت نفطية هذا الشهر في تقلص إنتاج نيجيريا ومن المتوقع أن تستمر الإصلاحات لمدة شهر آخر على الأقل. وفي الوقت ذاته تواجه ليبيا إغلاقا لمرافئ نفطية مهمة بسبب الاحتجاجات وإذا استأنف أي من البلدين الصادرات بشكل مفاجئ فإن ذلك قد يفرض ضغوطا على أسعار النفط لكن يرى كارستن إنه من المستبعد حدوث ذلك في الأجل القريب. وتوقع الاستطلاع أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 44.12 دولارا للبرميل في 2016 ارتفاعا من 43.90 دولارا في توقعات الشهر الماضي ومقارنة مع 40.47 دولارا متوسط سعر الخام منذ بداية العام. وجاءت أعلى توقعات لخام برنت في 2016 من رايموند جيمس عند 53.15 دولارا للبرميل في حين جاءت التوقعات الأدنى من ايكونوميست انتليجانس يونيت عند 40.34 دولارا للبرميل. هذا ما توقعه شكيب خليل.. في أواخر ماي من السنة الحالية أبدى الوزير الأسبق للطاقة شكيب خليل تفاؤلا كبيرا بمستقبل أسعار النفط حين قدّم قراءة استشرافية لأسعار برميل النفط بالأسواق الدولية حيث توقع أن سعر برميل النفط سينتعش مع الأشهر القليلة القادمة ليكون ما بين 70 و80 دولارا للبرميل انطلاقا من معطيات عدة تفرضها حاليا السوق الدولية للمحروقات. وربط خليل في تصريح صحفي أدلى به للقناة الأمريكية الاقتصادية بلومبرغ ارتفاع أسعار النفط بالأسواق العالمية قريبا بالإستراتيجية التي تبنتها السعودية في الفترة الأخيرة بإغراقها السوق الدولية بالمحروقات لتكون بأسعار جد منخفضة مقارنة بأسعار استخراج الغاز الصخري الذي تتنافس على إنتاجه أضخم الشركات البترولية الأمريكية مشيرا إلى أن الإستراتيجية الدفاعية السعودية للحفاظ على حصتها من منتجي الغاز الصخري أتى بنتائج مثمرة. وقال خليل إن الإستراتيجية الموجهة أساسا لكسر إنتاج الغاز الصخري تسير بشكل جيد نظرا لاستقرار السوق النفطية وأن الارتفاع الحالي في الأسعار ما هو إلا نتاج عن تخلي عديد من الشركات البترولية العالمية الناشطة في استكشاف واستغلال حقول الغاز الصخري عن مشاريعها نظرا لتكلفة استخراجه الباهظة مقارنة بالبترول العادي محذرا في السياق ذاته من منافسة شرسة قد تواجهها الدول البترولية من منتجي الغاز الصخري بأمريكا وكندا مستقبلا. وعلاوة على ذلك -حسب وزير الطاقة الأسبق- فالاجتماع الأخير للدول المنتجة للنفط أوبك و غير أوبك في قطر لم يخرج بأي قرار من شأنه تخفيض حصص إنتاجها لترتفع بذلك الأسعار بالأسواق الدولية وهذا دليل واضح -حسبه- على أن تسييس أوبك لإحداث صدمة بترولية ثانية مماثلة لأزمة 1973 لن تكون في الظروف الحالية. وبخصوص الدور الذي تلعبه السعودية في أسعار المحروقات دوليا يرى أن خليل أن ما تقوم به هذه الأخيرة غير فعال كفاية بالمقارنة بما تقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية في المجال مشيرا إلى أن السعودية فقدت دورها المركزي كمنتج ومتحكم في أسعار البترول أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية فأضحت الأخيرة المفتاح الذي يحدد الأسعار اعتبارا من قدرات إنتاجها الهامة من مادة الغاز الصخري ومع ذلك -يضيف- أن العروض الموفرة حاليا من الولاياتالمتحدة في مجال المحروقات غير التقليدية لا تزال غير كافية لتغطية الطلب العالمي.