لازالت عشرات العائلات القاطنة بحي المنكوبين ببلدية مناصر بولاية تيبازة، تعيش في محيط ملوث على حافة وادي لحشم في انتظار التدخل العاجل للسلطات المحلية لتحسين وضعية السكان، ووضع حد للتهديدات الوبائية التي تحاصر المقيمين بهذا المجمع السكني، الذي يقع على بعد أمتار فقط عن مقر بلدية مناصر. لم يجد سكان حي المنكوبين طريقة للتخلص من تهديدات الأمراض الوبائية الناتجة عن تفاقم الوضعية البيئية لمجمعهم السكني المتواجد على حافة وادي لحشم، الذي بات شبيها بمستنقع للمياه القذرة، التي تصب عبر قنوات أحياء مجاورة، منها حي المناجم وحي الزجاج. ولقد أدى الصرف العشوائي للمياه المستعملة والقذرة عبر قنوات تقليدية تخلو من أدنى المواصفات والقادمة من حي المنكوبين رقم 1 أو حي المناجم وحي الزجاج، إلى تعقد الوضعية البيئية بالمنطقة، حيث تتجمع المياه القذرة أسفل الوادي، مخلفة مستنقعات لاتزال تشكل خطرا حقيقيا على حياة سكان حي المنكوبين بدرجة أولى، لتواجد عدة عائلات على حافة الوادي. ومع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة تتزايد مخاطر العيش بهذا المجمع السكني، حيث تتسبب الحرارة في انتشار ملفت للحشرات الضارة نتيجة تعكر مياه الوادي، وهي المخاطر التي يدفع ثمنها بدرجة كبيرة وأولى السكان، الذين أقاموا منازلهم على حافة الوادي، والذين يبقون عرضة أكثر لمخاطر الإصابة بالأمراض الوبائية. كما لاتزال الحوادث التي تعرّض لها أطفال الحي نتيجة لسعات البعوض وعضات الجرذان، راسخة في مخيّلة الأولياء، الذين كادوا أن يفقدوا فلذات أكبادهم بسبب الأورام التي أعقبت تعرضهم لهذه اللسعات والعضات، هذا علاوة على ما تسببه الروائح الكريهة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي والوادي المتعفن. وأمام هذا الوضع المزري تواجه السلطات المحلية لمناصر تحديا آخر يضاف إلى مشكلة بحث سبل إنجاز قنوات الصرف الصحي بالقرب من الوادي، وإبعاد مخاطر تدفق المياه العكرة منها نحوه، وهو وضع يعكس التدهور البيئي الذي يشهده الوادي نتيجة الرمي العشوائي لمختلف الفضلات من طرف المواطنين، حيث تحوّل الوادي إلى شبه مفرغة عمومية، كما يعرف أعمال الحرق ليلا التي أضرت بسكان حي المنكوبين وأحياء أخرى، منه حي اللوز وحي لرباس والمناجم، وكذا وسط المدينة. والجدير بالذكر أن الوضع الذي يعرفه الوادي كان محور نقاش في إحدى دورات المجلس الشعبي الولائي خلال السنة المنصرمة، إذ اقترح إنجاز سور واق على طول الوادي تفاديا لانزلاقه، غير أن السلطات المحلية بمناصر وحتى السكان المحيطين بالوادي لم يستسيغوا الفكرة بالنظر لكون الوادي يعرف تدهورا بيئيا يتطلب التكفل به بصفة نهائية، خصوصا وأن السيول التي يعرفها الوادي عند تساقط الأمطار تحمل معها المياه القذرة إلى سد بوكردان، الذي يتغذى من مياه ثلاثة وديان نابعة من جبال البلدية، التي تأتي محمّلة بالقاذورات والمياه الملوثة.