احتشد أمس الثلاثاء ملايين المصريين في مختلف المدن المصرية، منهم أكثر من مليون متظاهر في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، في إطار المظاهرة المليونية التي دعت لها قوى المعارضة الشعبية، وذلك على الرغم من قطع وسائل الاتصال عبر الإنترنت والهاتف المحمول، وأيضاً وقف خدمة القطارات على مستوى الجمهورية، بينما دعا ناشطون وسياسيون لبدء حوار فوري لإنهاء الأزمة والوصول لتوافق وطني. وفي مدينة الإسكندرية، ثاني كبرى مدن مصر، تجمع مئات الآلاف للمطالبة برحيل الرئيس المصري. وخطب في المحتجين الداعية المشهور أحمد المحلاوي من مسجد القائد إبراهيم المواجه لحديقة الخالدين التي احتشد فيها المحتجون، مطالباً بالاتفاق على مطلب واحد في هذه المرحلة من الاحتجاج وهو أن يرحل الرئيس. وطالب المحلاوي مبارك بأن يرحل "حقناً للدماء". كما ذكر شهود عيان أن آلاف المحتجين تجمعوا في "ميدان الساعة" بمدينة دمياط الساحلية عاصمة محافظة دمياط أمس الثلاثاء. وقال شاهد إن أغلب المحتجين علقوا على صدورهم لافتة كتبت فيها كلمة واحدة هي "ارحل"، ويرددون هتافاً يقول "إرحل يا سليمان أنت كمان"، في إشارة لعمر سليمان الذي عينه مبارك نائباً لرئيس الجمهورية قبل يومين. كما تجمع نحو مئة ألف محتج في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية في نطاق الدعوة إلى مسيرة مليونية امس تطالب برحيل مبارك. وقالت شاهدة عيان إن المتظاهرين الذين غص بهم شارع حسني مبارك الذي يسميه السكان شارع المشاية رفعوا لافتات كتب على إحداها شعار "شدي حيلك يا بلد.. الحرية بتتولد" وكتبت على لافتة أخرى عبارة" 30 سنة من الظلم والاستبداد". على المستوى الأمني، حذر الجيش من وجود عناصر مدنية ترتدي ملابس عسكرية سطوا عليها من محال تجارية مرخص لها رسميا ببيع الزي العسكري. ووفقا لتلك المصادر، لم يستبعد الجيش أن يكون هؤلاء الأشخاص مسلحين يبيِّتون النية للقيام بعمليات تهدف إلى الإيقاع بين المتظاهرين والجيش الذي أعلن المتحدث باسمه اللواء إسماعيل عثمان الاثنين أن القوات المسلحة تعي وتدرك المطالب المشروعة للمتظاهرين مشددا على أن القوات المسلحة لم ولن تقدم على استخدام العنف. وأكدت ناشطة مشاركة في التجمع أنها شاهدت أشخاصا بملابس مدنية ويحملون أسلحة بيضاء يوزعون منشورات تتهم المتظاهرين ب"الإرهاب والعمل على تخريب البلاد؟"، موضحة أن بعض هؤلاء المندسين اعترف أنه من رجال الأمن وأنه تم تسليمهم إلى الجيش. وعلى صعيد التحركات السياسية، دعا الدكتور محمد البرادعي داعية التغيير والناشط السياسي "إلى رحيل الرئيس مبارك لفتح الطريق لبدء حوار بين قوى المعارضة والحكومة", وقال البرادعي إنه يتعين على الرئيس مبارك الرحيل قبل يوم الجمعة المقبل. وقال البرادعي إن الأمر يتطلب حواراً لبحث ترتيبات ما بعد مبارك. ومن جانبه، أشاد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية باحتجاجات الشباب وحيا موقف الجيش بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين، وقال إن العودة لما كان قائماً قبل 25 يناير "أمر غير مطروح, ولكن يجب أن يتم الانتقال بطريقة سليمة ولائقة ومتحضرة". وعن تصوره للخروج من الأزمة، قال موسى إن عرض نائب الرئيس عمر سليمان بالدخول في حوار مع المعارضة خطوة أولى، ولكن غير كافية. وشدد موسى على أن الوقت الذي تمر به مصر يقتضى الوضوح ووضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار. وشدد على أن الدعوة إلى الحوار مسألة مهمة، ولابد أن تبدأ فوراً، وأنه لا بد مع عمل سياسي معين. وحول الدعوة لتنحية الرئيس مبارك، قال موسى إن الأمور يجب أن تسير بسلام وتسير بشكل "لائق". وأوضح موسى أن الخطوات التي اتخذت حتى الآن غير كافية، وأن المهم هو بدء الحوار، وقال إنه على استعداد للقيام بأي دور يطلب منه في هذه المرحلة.