القضاء على إرهابي وآخر يسلّم نفسه    يوم دراسي حول التوقيع والتصديق الإلكترونيين    زعلاني يبرز الأشواط الكبيرة التي حققتها الجزائر    وزير الاتصال يشدد على أهمية احتكام الصحفي للموضوعية واكتسابه للمهارات    بسكرة: السيد سعداوي يشرف على تدشين متوسطة جديدة بشتمة    ارتفاع قيمة التداول ببورصة الجزائر    رحلة ليلية جديدة بين العاصمة ووهران    الوزير الأول النيجري يشيد بإنجازات "سونلغاز" في إطار التعاون الثنائي بين البلدين    الجزائر/إيطاليا : شركة "بونيفيكي فيراريزي" تتحصل على عقد امتياز لمشروع الحبوب والبقوليات بتيميمون    السيد بداري يؤكد على دور الجامعة الجزائرية في تكوين الطلبة الأفارقة    الجزائر تُعبّر عن استغرابها ودهشتها    مجلس الأمة يُجمّد علاقاته مع نظيره الفرنسي    تطبيع بلا قيود وقمع بلا حدود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48365 شهيدا و111780 جريحا    الجزائر تدين بشدة الانتهاكات الجسيمة المستمرة للقانون الدولي من قبل قوات الاحتلال الصهيوني    أسماء مرشّحة للسقوط من قائمة بيتكوفيتش    الشلفاوة يقتربون من المقدمة    حماد: الحفاظ على النجاحات المحققة ومضاعفة الجهد من اجل انجازات اخرى    ما تمّ إنجازه.. سيخلّده التاريخ    إقبال واسع على الأسواق الجوارية بالجنوب    إتمام صبّ المنحة التضامنية لرمضان    الجزائر تحيي اليوم العالمي للحماية المدنية بتنظيم عديد التظاهرات على المستوى الوطني    السيد قوجيل يعزي في وفاة محمد عبد اللطيف بلقايد شيخ الزاوية البلقايدية الهبرية    بوغالي يعزي في وفاة محمد عبد اللطيف بلقايد شيخ الزاوية البلقايدية الهبرية    تحرّي هلال رمضان غداً    حكم محكمة "التاس" في قضية اتحاد الجزائر-نهضة بركان : انتصار كبير للجزائر    اتفاق وقف إطلاق النار في غزة: الاحتلال الصهيوني يشرع في الافراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين    إيليزي: إجراء ما يزيد عن 300 فحص طبي وأكثر من 70 عملية جراحية    حكومة نواف سلام تنال ثقة مجلس النواب اللبناني ب 95 صوتا    سهرة الفنون القتالية المختلطة (الطبعة الرابعة): تنشيط 80 منازلة للمحترفين والهواة يوم الجمعة بقاعة حرشة حسان    يوم دراسي بالجزائر العاصمة حول التعاون الجزائري العماني في مجال المتاحف    الجزائر تدعو إلى تحقيق دولي في جرائم الكيان الصهيوني بغزة    متقاعدو التعليم مهدَّدون بالطرد    ضبط الجدول الزمني لأشغال المجلس الشعبي الوطني    تخصيص سفينة لشحن البضائع المصدّرة إلى موريتانيا    تجهيز مشروعين سياحيَين    مخطط مروري جديد يخفّف الضغط عن قسنطينة    مشاريع تنموية هامة ببلدية زموري    توقيع سبعة عقود محروقات مع شركات عالمية    إرادة قوية ورؤية طموحة لتطوير الصناعة المحلية    مهمة صعبة ل"السياسي" أمام "العميد"    نودّع إماما مربّيا ومعلّما أفنى حياته في خدمة الدين والوطن    هذه أوقات عمل المؤسّسات التعليمية في رمضان    أجال دفع تكلفة الحجّ تنتهي غدا الجمعة    أفرد ملفا خاصا بالجلسات الوطنية للسينما.. تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك"    قمّتان في سطيف وتيزي وزو ومهمة صعبة للاتحاد بالبيّض    21لوحة تبرز نقاط التقاطع والانجذاب    المنيعة..مشاريع تنموية جديدة لفائدة بلديتي المنيعة وحاسي القارة    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تعزيز العمل خلال شهر رمضان الكريم    كيف تفوز الأسرة برمضان؟    تتويج الفائرين في الطبعة الرابعة للمسابقة الوطنية للصحافة البيئية    هل يحطم مبابي أسطورة رونالدو في الريال؟    شركة قطر فارما تبدي اهتمامها بالاستثمار في الجزائر    وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تنشر إمساكية رمضان    حج 2025: آخر أجل لدفع التكلفة هو يوم الجمعة المقبل على الساعة الثامنة مساء    سايحي يستقبل وفدا عن النقابة الوطنية المستقلة للقابلات الجزائريات للصحة العمومية    الشوق لرمضان    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    









رحلة الذنب المغفور
نشر في أخبار اليوم يوم 07 - 09 - 2016


تعرف على مناسك الحج..
**
في الأيام الأولى من شهر ذي الحجة من كل عام تهفو قلوب المسلمين وتتجه أنظارهم نحو بيت الله الحرام يحدوها الشوق ويدفعها الأمل فيما عند الله سبحانه وتعالى مستجيبين لدعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام عندما أمره الله بقوله: (وأذن في الناس بالحَج يأتوك رجالا وعلى كل ضَامر يأتين من كل فج عميق) (سورة الحج).
ولذلك نعرض هنا أهم ما ينبغي للحاج الإلمام به من أحكام هذه الشعيرة العظيمة.
أولا: مواقيت الحج
المواقيت جمع ميقات وهو ظرف العبادة من زمان أو مكان والمقصود به هنا ما حددته أحكام الشرع للإحرام بالحج من زمان أو مكان يتعلق بهما صحته. وهي نوعان:
أ- المواقيت الزمانية: وهي أشهر الحج: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة وهي التي يصح فيها انعقاد الحج ويقع فيها التمتع بالعمرة إلى الحج.
ب - المواقيت المكانية: وهي الأمكنة التي عينها النبي صلى الله عليه وسلم لأهل كل جهة ليحرم منها من أراد الحج أو العمرة منهم أو ممن كانوا وراءهم وهي خمسة أماكن:
1- ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة ومن مر به من غيرهم ويبعد عن مكة 450 كيلومتر.
2- الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومن مر بها من غيرهم ويبعد عن مكة 204 كيلومترات.
3- يلملم: وهو ميقات أهل اليمن ومن مر به من غيرهم ويبعد عن مكة 54 كيلومترا.
4- قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد ومن مر به من غيرهم ويبعد عن مكة 94 كيلومترا.
5- ذات عرق: وهي ميقات أهل العراق ومن مر بها من غيرهم ويبعد عن مكة 94 كيلومترا.
ومن كان أقرب إلى مكة المكرمة من هذه المواقيت فميقاته محل سكنه وكذلك أهل مكة يحرمون بالحج من مكة أما العمرة فيحرمون لها من أدنى منطقة الحل. ومن كان طريقه يمينا أو شمالا من هذه المواقيت فإنه يحرم حين يحاذي أقربها إليه.
وإذا خاف المحرم ألا يتمكن من أداء نسكه لعائق يعترضه من مرض أو خوف أو غلب على ظنه أن يمنع بسبب الإجراءات الإدارية ونحو ذلك فيستحب له أن يشترط عند الإحرام فيقول ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لبيك اللهم لبيك ومحلي من الأرض حيث حبستني فمتى حُبس عن إكمال حجه حل من إحرامه ولا شيء عليه.
ثانيا: الإحرام وأنواعه
الإحرام هو نية الدخول في نسك الحج أو العمرة أو هما الاثنان مع التلبية فإذا وصل من يريد الحج أو العمرة الميقات المكاني المحدد للجهة القادم منها فيستحب له قبل إحرامه الاغتسال وتنظيف شعره وأظافره والتطيب ثم لبس ثياب الإحرام وإن كان الوقت ليس وقت نهي صلى ركعتين. وبالإحرام يمتنع على المحرم ما كان مباحا له قبله من محظورات الحج أو العمرة.
وللشخص المحرم في فترة أشهر الحج (شوال وذو القعدة وذو الحجة) أن يختار بين ثلاثة أنواع من النسك لينوي أحدها عند إحرامه وهي:
أ- التمتع: وهو أن يحرم الشخص بالعمرة وحدها فيقول عند إحرامه: لبيك عمرة ويؤخر الإحرام بالحج إلى يوم التروية وحتى غروب الشمس يوم عرفة وعلى المتمتع الهدي. أما من أحرم بالعمرة قبل أشهر الحج فإنه يسمى معتمرا لا متمتعا.
ب- الإفراد: وهو أن يحرم الشخص بالحج وحده فيقول: لبيك حجا فإذا وصل مكة طاف للقدوم ثم سعى للحج ويبقى على إحرامه حتى يتحلل منه بعد رمي جمرة العقبة والحلق يوم العيد وليس عليه هدي.
ج- القِران: وهو أن يحرم الشخص بالعمرة والحج جميعا فيقول: لبيك عمرة وحجا أو يحرم بالعمرة أولا ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها. وعمل القارن كعمل المفرد إلا أن القارن يلبي بالعمرة والحج معا وعليه الهدي.
ثالثا: مناسك الحج
أ- حكمه وفضله:
فرض الله تعالى الحج على مستطيعه بدنياً ومالياً من المسلمين البالغين وجعله -بوصفه خامس أركان الإسلام- من أفضل العبادات لاشتماله على كافة معاني العبادات الأخرى لاجتماع عبادتيْ البدن والمال في شعائره وقد قال النبي صلى الله عليه وسم تنويها بمكانته: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
ومن الحِكَم والمقاصد الشرعية المرعية في الحج أنه يعوّد المسلم على الصبر وتحمل المشاق من أجل الغايات العظيمة ويطهر نفسه من المعاصي والآثام والشح كما يعلمه النظام والانضباط والالتزام والزهد والتواضع هذا إضافة إلى ما يشتمل عليه من تجمع هائل للمسلمين من كل مناطق العالم وأعراقه وما يؤدي إليه ذلك من تعارفهم وتعاونهم وتراحمهم.
ب- أركانه:
وللحج في الإسلام أربعة أركان من ترك أحدها حتى فات وقته فقد بطل حجه:
1- الإحرام وهو نية الدخول في النسك مقرونا بعمل من أعمال الحج كالتلبية أو التجرد.
2- الوقوف في عرفة ووقته من طلوع فجر يوم عرفة (التاسع من شهر ذي الحجة) إلى طلوع فجر اليوم التالي وليس لما يسميه العامة (جبل الرحمة) مزية شرعية عن باقي نواحي عرفة.
3- طواف الإفاضة ويبدأ وقته من فجر يوم العيد والأفضل أن يعمل يوم العيد ومن لم يتمكن من ذلك ففي أيام التشريق.
4- السعي بين الصفا والمروة ويقع بعد طواف الإفاضة أو أي طواف آخر وللمفرد والقارن أن يقدماه مع طواف القدوم.
ج- واجباته:
1- التلبية وصيغتها: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ووقتها يبدأ من الإحرام بالحج للقارن والمفرد إلى أن يرمي جمرة العقبة.
2- طواف القدوم عند المالكية أما عند الجمهور فسنة.
3- طواف الوداع عند الجمهور وعند المالكية سنة وقد رُخِّص فيه للحائض والنفساء وأهل مكة. وليس على الحاج طواف سوى هذه الثلاثة إلا أن يتنفل.
4- المبيت بمزدلفة وقد رُخِّص في التحرك بعد منتصف الليل لمن كان له عمل متعلق بالحج وللعجزة والضعفة.
5- رمي جمرة العقبة بسبع حصيات من شروق شمس يوم العيد إلى الزوال ومن لم يتمكن من رميها قبله فله أن يرميها إلى ما قبل الغروب ومن لم يتمكن من رميها قبل الغروب رماها في أول أيام التشريق.
6- المبيت في مِنى أيام التشريق فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه والتأخير أفضل من التقديم لأهل مكة ولغيرهم ومن تعجل فليخرج قبل الغروب وإلا وجب عليه التأخير.
7- رمي الجمار مُرتَّبة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى وهي العقبة كل واحدة بسبع حصيات يبدأ الرمي من الزوال إلى الغروب.
8- صلاة ركعتيْ الطواف خلف المقام أو في أي مكان من الحرم.
9- حلق الشعر أو تقصيره ولا تحلق النساء.
ومن ترك واجبا من هذه الواجبات فعليه فدية (ذبح شاة ونحوها) لا يأكل منه ولا يهدي ولكن يتصدق به.
د- مستحباته:
1- أن يحرم الرجل في إزار ورداء أبيضين أما المرأة فلها أن تحرم في أي لون شاءت والأفضل لها غير البياض.
2- أن يغتسل لإحرامه ولو كانت المرأة حائضا أو نفساء.
3- أن يحرم عقب صلاة مكتوبة فإن لم يتمكن أحرم عقب ركعتين.
4- أن يغتسل لدخول مكة المكرمة وكذلك ليوم عرفة.
5- في الطواف يستلم الركنين الحَجَر الأسود والركن اليماني إن تمكن وإلا أشار إليهما.
6- يقول عند بداية كل شوط: بسم الله والله أكبر.
7- يدعو بين الركنين ب(اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
8- أفضل الحج الثجّ وهو كثرة الذبح للهدي والعجّ وهو رفع الصوت بالتلبية للرجال.
9- الإكثار من الذكر وتلاوة القرآن والتصدق.
10- أن يتضلع من ماء زمزم.
11- أن يلتقط الجمار لجمرة العقبة من مزدلفة.
12- أن يكثر من الذكر والدعاء وقول لا إله إلا الله يوم عرفة.
13- أن يدعو طويلا بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى أيام التشريق.
ومن ترك شيئا من السنن والمستحبات فحجه صحيح ولا شيء عليه.
ه - محظوراته:
يحظر على الحاج بمجرد عقده نية الإحرام أن يفعل الممنوعات التالية:
1- إزالة شعر الرأس وسائر الجسم بحلقه أو نتفه وكذلك تقليم الأظافر وقصها.
2- استعمال الطيب في كل ما يتعلق بالحاج.
3- الجماع وتلحق به المباشرة الجسدية لشهوة وكذلك عقد النكاح أو خطبة النساء.
4- قتل الصيد وأما قطع الشجر فليس بحرام على المحرم إلا ما كان منه داخل حدود الحرم.
5- من المحظورات الخاصة بالرجال لبس المخيط من الثياب المفصل على هيئة البدن أو جزء منه.
6- من المحظورات الخاصة بالرجال تغطية الرأس بملاصق له كالطاقية ونحوها.
7- ومن المحظورات الخاصة بالمرأة البرقع والنقاب الذي يغطي الوجه ويباح لها من المخيط ما سوى ذلك.
ومن فعل شيئا من هذه المحظورات ناسيا أو جاهلا أو مضطرا فلا شيء عليه ومن فعلها لحاجة ماسة فلا إثم عليه وعليه الفدية ومن ارتكبها متعمدا بلا عذر فعليه الإثم والفدية معا إلا الجماع فإن تعمده يفسد به الحج إذا كان قبل التحلل الأول.
رابعا: مناسك العمرة
يؤدي المحرم بالحج مفردا أو متمتعا عمرة لدى وصوله مكة المكرمة يبدؤها بالإحرام ثم يتبعه بالطواف حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط يستلم خلالها -في كل شوط- الحجرَ الأسود إما تقبيلا إن استطاع أو إشارة كي لا يزاحم غيره ويقول حين مقابلته إياه: بسم الله والله أكبر ويدعو بما شاء من الدعاء.
وعند الانتهاء من الطواف يصلي المعتمر ركعتين خلف مقام إبراهيم إن أمكنه ذلك أو في أي مكان آخر داخل الحرم ثم يتجه بعد ذلك إلى الصفا والمروة للسعي بينهما سبعة أشواط بادئا بالصفا وخاتما بالمروة.
وحين ينتهي من أشواط السعي يذهب إلى الحلاقين لحلق شعر رأسه أو تقصيره (والنساء يأخذن قطعة من شعرهن) وبذلك يتم المرء عمرته ويتحلل من إحرامه.
ومناسك العمرة هذه هي التي تجب -وبنفس الكيفية- على المعتمر العادي خارج موسم الحج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.