كثيرا ما سمعنا عن أغاني بدوية تتغزل ب"زين الموسطاش" في مجتمعنا كونها كانت ومنذ أمد بعيد رمزا للشهامة والرجولة والأنفة بدليل إبقاء الشوارب من طرف الكثير ين، وبات الالتزام بها يقتصر على فئات الشيوخ في الوقت الحالي كون أن العديد من الشبان رأوا أنها عادة قديمة لا تتلاءم مع التطور والعصرنة وباتوا يكتفون بترك لحية خفيفة وتشكيلها بأشكال متعددة على غرار "البوكلة" الشائعة بين الشبان و التي تجمع بين طبقة رقيقة جدا من الشوارب وكذا اللحية، عدا ذلك لم نعد نشاهد تلك الشوارب الممتلئة والمفصلة بطريقة محكمة إلا لدى بعض الشيوخ والكهول أما الشبان فقد اعترضوا عنها اشد اعتراض . خ. نسيمة الموسطاش أو الشلاغم كما شاع في مجتمعنا أو الشنب كما يطلق عليها المشارقة مفردات كثيرة تفيد معنى واحد وهي الشوارب التي تعلو الفم و التي تخلى عنها الكثيرون في هذا الزمن واعتبروا من يحتفظون بها من الطراز القديم، ويبتعد عنها الشبان في مجتمعنا ولم تعد تقتصر إلا على بعض الشيوخ والكهول الذين احتفظوا بإبقائها حتى أصبحت جزء لا يتجزأ من شخصيتهم. وعُرف بها الرئيس الراحل هواري بومدين الذي كان ينعت بالموسطاش بالنظر إلى شواربه البارزة بروز رجولته وشهامته التي يعترف بها الكثيرون على الصعيد الداخلي والخارجي، ولحسن الحظ أن الجزائر أنجبت الكثير من أمثاله، وكثيرا ما تغنى مطربون جزائريون في اسطوانتهم منذ القدم بالشوارب أو الموسطاش المعبرة عن الشهامة والرجولة، وتفاجأ الجميع بعزوف الكثيرين عنها في الوقت الحالي والتخلص منها بعد أن رأوها لا تتوافق مع العصرنة والتطور، وحلت محلها اللحية الرقيقة الملحقة بشوارب قليلة السماكة وأصبحت الشوارب الطويلة المبرمة غير مرغوبة من طرف الكل. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين من اجل رصد آرائهم قالت السيدة اسمهان أن مفاهيم الرجولة تغيرت في الوقت الحالي بشكل كبير عما كان سائدا في السابق ، فأنا لا أؤمن بالحكم على الرجل من خلال مظهره الخارجي فالرجولة الحقيقية هي التي تنبع من الداخل وليس في طول الشارب، وأضافت انه بحكم احتكاكها اليومي مع الموظفين رأت أن رجال اليوم تحرروا من العادات والضوابط البالية التي رسمها مجتمعنا مند أمد بعيد مشيرة إلى أن الرجولة الحقيقية تكمن في الرجل المثقف والمتحضر بعيدا عن الكذب والتملق. أما السيدة أمينة فقالت أنها تعارض ابتعاد جل الشبان في الوقت الحاضر عن إبقاء الشوارب ما أدى إلى تناسي أصولهم لاسيما وان مجتمعنا اقترن بإبقاء الشوارب كرمز مميز للرجل عن الأنثى . وكان للرجال مواقف في الموضوع إسماعيل قال أن الجزء الأهم من صفات الرجولة يتحقق بحفاظ الرجل على شكله الرجولي وذلك بعدم حلق شاربه أو لبس الألبسة الضيقة ووضع الإكسسوارات التي تتنافى مع الشكل الرجولي للرجل، نفس ما راح إليه رضوان الذي قال أن الشارب علامة فارقة للرجل ، وكل من يحلق شاربه ليس رجلا ، لأن الشارب في الوجه هو الخصلة التي تميز الرجل عن المرأة". ويرى أغلب الشبان الذين التقيناهم أن رجولة الرجل ترتفع بقدر ما يبقى ثابتا على مبادئه بعيدا عن الشكل الخارجي ، فيما يرى آخرون أن على الرجل التركيز على مظهره الخارجي بحفاظه على مظاهر رجولته من شارب وشعر ولباس لأن ذلك ما يميزه عن الأنثى ، ويتجه آخرون إلى دمج كلا العنصرين معا فالرجل الحقيقي بحسب ما قال البعض هو الذي يتحد فيه الشكل مع المضمون.