Photo - Ennaharonline.com انطلقت صباح أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة، محاكمة المتهمين في ملف محاولة اغتيال رئيس الجمهورية يوم 6 سبتمبر2007 في باتنة، عن طريق العملية الإنتحارية التي نفّذها المكنى '' أبو مقداد الوهراني''، حيث عرفت المحاكمة الكثير من المفاجآت، على غرار كشف رئيس الجلسة ولأول مرة أنّ الإنتحاري بلزرق الهواري المكنى أبو مقداد الوهراني هو ابن غير شرعي، من مواليد مدينة وهران، وكان محل بحث صادر عن الغرفة الثانية لمحكمة وهران يوم 6 أوت2006. وقد تعرف عليه أبواه بالتبني ''ا فاطمة '' و ''ب علي ''، بعد أن عرضت عليهما صورة وجهه التي بقيت سالمة من كل الجثة المتطايرة أشلاؤها في كل مكان بعد العملية الإنتحارية، وأكدا أنّ هذه الصورة هي لابنهما بالتبني بلزرق الهواري المكنى في معاقل الإرهاب ''أبو مقداد الوهراني''، كما كشف رئيس الجلسة أثناء أطوار محاكمة المتهمين؛ أنّ مجموعة الشبّان الخمسة الذين جنّدهم المتهم الرئيسي في قضية الحال '' ز وليد ''، والتحقوا بصفوف الجماعات الإرهابية في 17 أوت 2007 ، قد سلموا أنفسهم لمصالح الأمن ومنهم شقيقا المتهم الرئيسي الثاني '' خ عماد ''، وإذا كان هذا أبرز ما كشف عنه يوم أمس، إلى جانب تراجع المتهم الرئيسي '' ز. وليد '' عن تصريحاته الأولى أمام الضبطية القضائية وقاضي التحقيق، وهو ما شدّ انتباه الحضور القوي للأطراف المدنية والمحامين ورجال الإعلام، خاصة فيما يتعلق بمن كان مع '' وليد '' أمسية يوم 6 سبتمبر 2007، وبعد أن كان هذا الأخير طيلة مراحل التحقيق الأولى يعترف ويقر بأن مرافقه يوم وقوع العملية الإنتحارية هو أبو مقداد الوهراني، وأنه تعرف عليه بمجرد رؤيته له بطريق الوزن الثقيل، لأنه كان يعرفه خلال الخمسة أشهر التي قضاها في الجبل قبل توبته، وأن أمير كتيبة الموت '' ع م '' المكنى أبو رواحة، كان يتصل به هاتفيا لتنظيم وتوجيه تنقل الإنتحاري ومتابعة العملية بتفاصيلها، فاجأ الحضور بتغيير أقواله إلى أنّ من كان معه يوم الحادثة هو أمير كتيبة الموت أبو رواحة وليس أبو مقداد الذي أنكر معرفته به أصلا، قبل أن ينكر من جهة أخرى معرفته لهدف نزول أمير كتيبة الموت عشية زيارة الرئيس، وقال أنّ الهدف -حسبه- هو اقتناء أحذية وهواتف نقالة وبطاقات تعبئة، وهو ما لم يقنع القاضي الذي قال له ردا على ادعاءاته أنه من المستحيل نزول أمير إرهابي مثل أبو رواحة الذي دوّخ رجال الأمن لأجل شراء أحذية رياضية، وهي المهمة التي قال عنها القاضي أنها من دون شك سيكلف بها العناصر الإرهابية الأخرى، فضلا عن كون صورة هذا الإرهابي موزعة ومعروفة لدى كل رجال الأمن ومن المستحيل أن يتمكن من النزول في يوم زيارة الرئيس، لأن مصالح الأمن منتشرة في كل موقع وزاوية، وإن حدث ذلك فإنه سيقبض عليه بسهولة، قبل أن يرد ممثل الحق العام ادعاء المتهم بطرح أسئلة في خصوص لون بشرة وطول وقصر أبورواحة، حيث أجاب عنها '' ز وليد'' على أساس أن أبو رواحة يوم التقى به عشية العملية الإنتحارية حسبه- كانت له شنبات ولون بشرته تميل إلى الأبيض في الشتاء وإلى الأسمر في الصيف بفعل الحرارة، وهو ما لم ينطبق على صورة وجه الإنتحاري بلزرق الهواري الذي كان دون شوارب، فضلا عن تعرف المتهم الثاني القاصر '' خ عماد '' على الصورة على أساس أنها للشخص الذي وجده مع '' وليد '' في المقهى عشية زيارة الرئيس، ما خلق قناعة مبدئية لهيئة المحكمة؛ أنّ قول '' ز وليد '' بأنّه لم يقم بنقل الإنتحاري من حي تامشيط إلى بارك فوراج، ومن ثمة إلى وسط المدينة، وأن الشخص المنقول هو أمير كتيبة الموت، إدعاء باطل، وهذه بعض الأسئلة على المتهم '' ز وليد '' في هذه النقطة المحورية والأساسية: ؟؟ ممثل الحق العام: أنت تقول بأن الشخص الذي كان معك في السيارة يوم الواقعة هو أبو رواحة وليس أبو مقداد؟ المتهم وليد: نعم كان أمير كتيبة الموت وليس أبو مقداد. ممثل الحق العام: حدد لنا الوقت الذي التقيت فيه به. المتهم وليد: حوالي الساعة الواحد والربع زوالا. ممثل الحق العام: كم قضيت معه من وقت؟ المتهم وليد: حوالي ساعتين من الزمن. ممثل الحق العام: كيف هي أوصاف أبو رواحة...أسود البشرة أم أسمر أم أنه أبيض ...الخ؟ المتهم وليد: أبيض في الشتاء وأسمر في الصيف. ممثل الحق العام : هل كان بشنبات أم بدونها عندما التقيت به؟ المتهم وليد : لا كان من دون شوارب '' موسطاش ''. ممثل الحق العام : هل هو طويل أم قصير؟ المتهم وليد : متوسط القامة. هذه بعض الأسئلة التي ردّ من خلالها ممثل الحق العام ادعاء المتهم وتراجعه عن أقواله الأولى، لأنّ الصورة التي كانت متوفرة لدى هيئة المحكمة لوجه الإنتحاري أبو مقداد، تبين بوضوح أنّ هذا الأخير لم يكن بشوارب، فضلا عن كون المتهم القاصر '' عماد '' عندما التقى بالإنتحاري في المقهى عشية الحادثة، قال عنه أنه لم يكن بشوارب أيضا، وعندما عرض عليه رئيس الجلسة الصورة تعرف عليها وقال أنّها للذي التقى به عشية الحادثة، وهذه بعض الأسئلة المطروحة على القاصر عماد صاحب البشرة الصفراء والشعر الرطب الذي كان يتحدث بصوت طفولي. ؟؟ القاضي: هل يمكنك أن تتذكر صورة الشخص الذي كان مع وليد في المقهى عشية الحادثة يقصد أبو مقداد الإنتحاري؟ المتهم عماد: لا أظن ذلك القاضي: كيف هي أوصافه؟ المتهم عماد: قرونطاي - يقصد أنه ضخم الجثة القاضي: لو نعرض عليك صورته، هل يمكنك التعرف عليها؟ المتهم عماد: الله أعلم القاضي: كيف كان يتحدث؟ المتهم عماد: بطريقة عادية '' نورمال '' القاضي: هل كان يقول ''واه'' باللهجة الوهرانية؟ المتهم عماد: لا..كان يتحدث مثلنا. القاضي: هل أخبرك من يكون عند التقائك به؟ المتهم عماد: لا لم يخبرني. القاضي: حول أي شيء تحدثتما عندما التقيتما في المقهى؟ المتهم عماد: سألته عن إخوتي الثلاثة الذين كانوا في الجبل وقتها. القاضي: وماذا قال لك عنهم؟ المتهم عماد: قال لي أنهم بخير. القاضي: تعال وألق نظرة على هذه الصورة، ما إن كانت لذلك الشخص أم لا. وبعد أن تمعن فيها المتهم عماد للحظات، قال أعتقد أنه هو.. نعم نعم.. هو نفسه الشخص الذي رأيته ذلك اليوم، ومن دون شوارب، وكانت هذه الأقوال عكس ما تصريحات المتهم ''ز وليد''. وتواصلت المحاكمة إلى غاية مساء أمس، ومن المتوقع أن تستمر لساعات طويلة أخرى. نشير إلى أنّ المتهم القاصر ''عماد '' بدوره تراجع عن أقواله التي أدلى بها أمام رجال الضبطية القضائية وقاضي التحقيق في خصوص معرفته لأبو مقداد، على أساس أنّه سينفذ عملية انتحارية وأيضا في خصوص إخطاره لوالده عشية العملية، أنه كان من المشاركين فيها، حيث قال أنّ '' وليد '' اتصل به يوما قبل الحادثة، عارضا عليه الإلتقاء بشقيقه الإرهابي المكنى ''أبو الهمام '' الذي لم يلتق به منذ أن كان في عمره أربع سنوات، ولأنه كان مشتاقا لرؤية شقيقه الإرهابي قال أنّه قبل العرض المقدم من طرف '' ز وليد ''، وأن كل الأوقات التي قضاها معه صبيحة وأمسية الواقعة، كانت من أجل الإلتقاء بأخيه فقط.