ظلام وشحّ في الغذاء والدواء ** بدأت أزمة نقص الغذاء والدواء في مدينة حلب شمالي سوريا تتعمق بعد ثلاثة أشهر من حصار قوات النظام لها فحلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة وتؤوي 300 ألف نسمة تحولت إلى مدينة أشباح جراء الدمار الكبير الذي لحق بها بعد أن كانت قبل عام 2011 العاصمة الصناعية والتجارية للبلاد. ق. د/وكالات اضطر مليون ونصف المليون سوري لمغادرة المدينة منذ 22 جويلية 2012 بعد استهدافها من قبل النظام بالبراميل المتفجرة وصواريخ سكود والقنابل العنقودية والفراغية ومؤخرا بالقنابل الخارقة للتحصينات. وبعد ثلاثة أشهر من إطباق قوات النظام حصارها على مدينة حلب وكسرها لمدة أسبوع من قبل قوات المعارضة مطلع سبتمبر الماضي بدأت مؤن الغذاء والدواء في المدينة بالنفاد في ظل منع جنود النظام في نقاط التفتيش التي أقاموها عبورها إلى المحاصرين. ويخيم سواد حالك على ليل المدينة نظرا لانقطاع التيار الكهربائي بسبب الدمار الذي أصاب شبكة إمدادها بالتيار ويخشى السكان المحاصرون من إنارة أي ضوء حتى مصابيح سياراتهم خشية استهدافهم من قبل الطيران الذي لا يكاد يفارق سماء المدينة. المحرقة مستمرة في الاثناء شنّ الطيران الروسي منذ منتصف ليل أمس حتى صباح أمس الجمعة عشرين غارة على حلب السورية مستخدماً قنابل ارتجاجية وعنقودية في حين وصلت حصيلة ضحايا القصف خلال ثمان وأربعين ساعة إلى نحو 65 قتيلاً. وأفاد مركز حلب الإعلامي بأن الطائرات الروسية شنت بعد منتصف الليل أكثر من عشرين غارة وتركزت الغارات على أحياء مساكن هنانو والحيدرية والجندول شرقي مدينة حلب. ولفت إلى أن الطيران الروسي قصف بقنابل ارتجاجية حيَّي أقيول وباب الحديد في حلب القديمة والحال ذاته بالنسبة لحيَّي المشهد والميسر اللذين تعرضا إلى قصف بقنابل ارتجاجية فيما تعرض حي السكري إلى قصف بقنابل عنقودية. في السياق ذاته أشار ناشطون إلى تعرض حي السكري لقصف روسي بقنابل فوسفورية. ويعرف عن الفوسفور أنه خليط كيمياوي يشتعل تلقائياً فور ملامسته للهواء وعند سقوطه على الجسم البشري يقوم بامتصاص الأكسجين وحفر النسيج البشري بطريقة الحرق والدخول إلى داخل الجسم. وقال مسؤول الإعلام في مديرية الدفاع المدني بحلب إبراهيم الحاج إن القصف لم يهدأ على حلب والمدينة في حالة رعب من الساعة الثانية منتصف ليل الأربعاء إلى ظهر الخميس أكثر من 40 صاروخاً ارتجاجياً استهدف المدينة لافتاً إلى أن الصاروخ الارتجاجي يحدث هزة أرضية. وتُسمَّى القنابل الارتجاجية ب(مدمرة الملاجئ) وهي نوع خاص من القنابل الخارقة ويصل وزنها حتى 2.291 كيلو غراماً. وطُوّرت بداية حرب الخليج الثانية عام 1991 بواسطة شركة أميركية بالتعاون مع سلاح الجو الأميركي ثم جرى إنتاج قنابل مشابهة روسية. ووثقت فرق الدفاع المدني خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية مقتل ثلاثة وستين مدنياً وإصابة العشرات جرّاء القصف الجوي الذي شنّته طائرات روسية على أحياء مدينة حلب الشرقية المحاصرة شمالي سورية.