المحرقة مستمرة والضحايا في ارتفاع *** جلسة طارئة بمجلس الأمن لبحث الإبادة تواصلت الغارات التي تشنها طائرات النظام السوري والطيران الروسي على حلب وأريافها لليوم الثالث على التوالي مخلفة أكثر من مائة قتيل ودمارا هائلا رغم التحذيرات الدولية من حرمان مليوني شخص من مياه الشرب. ق.د/وكالات بعد التصعيد الدامي الذي طال حلب في الأيام الأخيرة طلبت بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في المدينة الواقعة شمال سوريا بحسب ما أفاد دبلوماسيون ليل السبت. وقال الدبلوماسيون إن المجلس يجتمع لبحث التصعيد الذي شهده القتال في حلب في الآونة الأخيرة. وأضاف الدبلوماسيون أن هذا الاجتماع الذي طلبته الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا سيكون علنياً. وشهدت حلب على مدى أكثر من 4 أيام متتالية ولا تزال ما يشبه محاولة الإبادة الجماعية لمن بقي في المدينة بحسب وصف الائتلاف السوري الذي استنكر السبت ما يحصل في المدينة. تصعيد مخيف وأسلحة حارقة إلى ذلك أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء السبت أن الأمين العام (أصابه الهلع من التصعيد العسكري المخيف) في مدينة حلب السورية. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك منذ إعلان الجيش السوري قبل يومين عن هجوم للسيطرة على شرق حلب وهناك تقارير عن ضربات جوية تشمل استخدام أسلحة حارقة وذخيرة متطورة مثل القنابل الخارقة للتحصينات. الأوروبي يعتبر الهجمات انتهاكا للقانون الإنساني من جانبه اعتبر الاتحاد الأوروبي السبت أن الهجمات ضد المدنيين في مدينة حلب بشمال سوريا تشكل (انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي). وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والمفوض الأوروبي للشؤون الإنسانية خريستوس ستيليانيدس في بيان أن المعاناة العشوائية التي لحقت بالمدنيين الأبرياء هي انتهاك غير مقبول للقانون الإنساني الدولي. وبلغ عدد القتل في حلب السبت حوالي 97 قتيلاً بعد يوم دام فاق فيه عدد القتلى المئة. ولم تظهر بعد أية بوادر لتوقف الغارات أو تراجعها رغم الدمار الهائل الذي أحدثته ورغم سقوط عشرات القتلى والجرحى من مختلف الأعمار وغيرهم ممن طُمروا تحت الأنقاض. وبلغ عدد القتلى في حلب وريفها أكثر من مائة أغلبهم نساء وأطفال. ويؤكد النظام السوري أنّ الهجمات البرية والجوية على المدينة وأريافها مع القصف المدفعي لن تتوقف إلا بمعطيات يحددها القادة في الميدان. وأعلنت الأممالمتحدة أن مليوني شخص تقريبا يعانون من انقطاع المياه في حلب بعد أن قصفت قوات النظام إحدى محطات الضخ بينما أوقفت الفصائل المقاتلة العمل في محطة أخرى تضخ نحو الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وقالت ممثلة منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) في سوريا هناء سنجر إن الهجمات المكثفة التي شنت مساء الخميس دمرت محطة ضخ مياه باب النيرب والتي تزود بالمياه نحو 250 ألف شخص في الأجزاء الشرقية من حلب. وأوضحت سنجر أن أعمال القتال تعيق وصول فرق الصيانة إلى المحطة وردا على ذلك تم إغلاق محطة ضخ سليمان الحلبي وتقع أيضا في الشرق مما أسفر عن قطع المياه عن 1.5 مليون شخص في الأجزاء الغربية من المدينة. وأكدت أن حرمان الأطفال من الماء يعرضهم لخطر كارثي لتفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه ويضيف إلى معاناتهم وشعورهم بالخوف والرعب. ودعت سنجر جميع أطراف النزاع إلى وقف الهجمات على البنية التحتية للمياه وتسهيل الوصول إلى محطة باب النيرب لتقييم الأضرار وإصلاحها وإعادة ضخ المياه مرة أخرى. وتعرض حي بستان القصر أمس السبت لقصف عنيف ضمن 25 حيا شهدت عشرات الغارات من الطائرات الروسية والسورية حيث استهدف الطيران الروسي سوقا لبيع الخضراوات إضافة إلى حيي أرض الحمرا والصاخور. وذكرت مصادر في وقت سابق أمس أن أطفالا ونساء قتلوا جراء غارات روسية بالقنابل العنقودية على الأحياء المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب مشيرا إلى أن الضحايا ينقلون بالشاحنات لكثرة أعدادهم. وأفادت بأن العشرات أصيبوا أيضا بجروح وأن آخرين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض في وقت لحق دمار كبير بالأبنية السكنية. وأضافت أن القصف شمل أسواقا شعبية ومخابز مشيرا إلى أن هذه هي أوسع حملة جوية على المدينة تستهدف الجزء الخارج عن سيطرة النظام فيها. وأظهرت صور بثها ناشطون اندلاع حرائق في معمل بمنطقة السلوم في ضواحي بلدة عين جارة بريف حلب جراء الغارات السورية والروسية. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر في الدفاع المدني أن 323 مدنيا قتلوا جراء القصف الجوي خلال الأيام الستة الماضية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب. ووفق إحصاءات الدفاع المدني فقد جرح 1334 في الغارات الجوية التي استهدفت أحياء بستان القصر والمشهد والكلاسة والفردوس والأنصار والقاطرجي وباب النيرب والصالحين والمعادي وغيرها. في الأثناء تضاربت الأنباء بشأن مخيم حندرات الواقع شمال حلب حيث قالت مصادر الجزيرة إن قوات النظام والمليشيات الموالية له وبدعم جوي روسي سيطرت على المخيم بعد معارك مع مقاتلي المعارضة المسلحة. لكن بيانا صادرا عن المعارضة السورية مساء أمس عاد وتحدث عن تمكن المعارضة من استعادة المخيم من أيدي قوات النظام.