برّر تنحيه من الأفلان ب أسباب صحية ** * ولد عباس أمينا عاما بالنيابة للأفلان أعلن السيد عمار سعداني أمس السبت بالجزائر العاصمة استقالته بصفة رسمية اعتبرها متتبعون مفاجئة من منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني مرجعا ذلك إلى (أسباب صحية) وهو الذي كان قد شن يوم الخامس أكتوبر الجاري هجوما عنيفا على عدد من الجهات في الداخل والخارج قبل أن (يرمي المنشفة) بشكل لم يتوقعه كثيرون ليتم تعيين السيد جمال ولد عباس أمينا عاما بالنيابة بصفته العضو الأكبر سنا طبقا للقانون الأساسي للحزب. وجاء الإعلان عن قرار استقالة السيد سعداني خلال الدورة الثالثة للجنة المركزية للحزب التي افتتحها بطريقة عادية لم تكن توحي بأنه سيتنحى بعد (ظهيرة سياسية ساخنة) وسبقت إعلانه عن التنحي أنباء ترددت بقوة عن نيته في الاستقالة وهي الأنباء التي تداولتها العديد من القنوات الفضائية الخاصة والمواقع الإلكترونية قبل أن يقطع سعداني الشك بالقين ويعلن عن رحيله من زعامة الحزب بعد نحو ثلاث سنوات من وصوله إلى المنصب وهي السنوات التي تميزت بإثارة الرجل للكثير من الزوابع السياسية هنا وهناك آخرها تلك التي أثارها بتصرحيات (النارية) يوم 5 أكتوبر 2016. وأكد السيد سعداني إصراره على الإستقالة وذلك -كما قال- (خدمة للمصلحة العامة للحزب ولمصلحة الوطن) مذكرا أن غيابه لمدة ثلاث أو أربعة أشهر من الساحة السياسية كان لأسباب صحية . وقد سجل اجتماع اللجنة المركزية حضور 494 عضو وست وكالات وغياب 5 أعضاء. للإشارة فقد تولى السيد سعداني مهمة الأمانة العامة للحزب بموجب انتخابه خلال دورة اللجنة المركزية للحزب في 29 أوت سنة 2013. وفي سياق ذي صلة تمت تزكية السيد جمال ولد عباس أمينا عاما بالنيابة لحزب جبهة التحرير الوطني وهذا خلفا للسيد عمار سعداني الذي قدم إستقالته. وقد تمت تزكية السيد ولد عباس من طرف أغلبية أعضاء اللجنة المركزية للحزب المنعقدة اليوم في دورة عادية. وقد تم اختيار السيد ولد عباس الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي بصفته العضو الأكبر سنا في تشكيلة المكتب السياسي للحزب. وقال السيد ولد عباس في كلمة مقتضبة له أن الأمين العام السابق عمار سعداني قد أدى دورا رائدا ومتميزا أثناء توليه قيادة الحزب مستشهدا ب(المكاسب التي حققها الحزب في عهده). وقد اختتمت أشغال اللجنة المركزية بالمصادقة على بيان السياسة العامة للحزب. سعداني: بوتفليقة هبّ لحمل رسالة المجاهدين وجّه عمار سعداني تحية شكر خاصة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي قال أنه (هبّ لحمل رسالة المجاهدين والذي حباه الله تعالى باستعادة السلم والأمن للوطن). وقال سعداني في الكلمة التي ألقاها خلال انطلاق أشغال الدورة العادية الثالثة للجنة المركزية للأفلان بفندق الأوراسي في الجزائر العاصمة صبيحة هذا السبت أن الجزائر تعيش الذكرى ال11 للمصالحة بفضل رئيس الجمهورية ورئيس الحزب بوتفليقة. وخاطب سعداني مناضلي الأفلان يجب جميعا أن نبقى مع رئيس الجمهورية داعيا إلى ضرورة اليقضة أمام جميع المنافسين السياسيين. من جانب آخر دعا سعداني الطبقة السياسية إلى الإلتزام بالتنافس السياسي (النزيه) و(الإيجابي) خلال المواعيد الانتخابية القادمة. وأوضح سعداني أن التنافس السياسي يجب أن يكون نزيها وإيجابيا حرصا على تقديم قيمة مضافة في كل المجالات . واعتبر الامين العام للحزب (المستقيل) أن الرهانات القادمة تفرض على الحزب البقاء مجندا وواعيا لا سيما --كما قال- وأن (جميع المنافسين يستهدفون الحزب) معتبرا أن هذه الدورة تعد فرصة لتقييم مسيرة سنة كاملة مضت من النشاطات والإنجازات والتحضير للمرحلة القادمة لاسيما وأن التحديات تتطلب الإستعداد والتجند لكي يحافظ الحزب على مركز الريادة التي هو أهل لها . وفي هذا المجال ذكر ب(مضاعفة عدد الإنخراطات في الحزب من طرف الشباب والنساء لا سيما جيل الشباب المثقف المتسلح بتكنولوجيا المعرفة والقادر على رفع بلده إلى مصاف الدول المتقدمة). من جهة أخرى جدد السيد سعداني موقف الحزب المساند لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مشيرا إلى الحزب سيظل بجانب رئيس الجمهورية في كل المواقع والمؤسسات لا سيما في غرفتي البرلمان والمجالس المنتخبة وكذا في القاعدة الشعبية بشكل عام مبرزا أن برنامج الرئيس (يضمن الأمن والاستقرار والمناعة لبلدنا والعزة والكرامة لشعبنا). وبشأن تصريحات المسؤولين الفرنسيين قال السيد سعداني نستنكر بقوة تلك التصريحات التي تنعت جهاد الأبطال الجزائريين بالإرهاب مؤكدا أن الحزب يقف بالمرصاد لكل المتطاولين على الثورة المجيدة والسيادة الوطنية ورموز الدولة . كما اعتبر هذه التصريحات الصادرة عن جهات رسمية وغير رسمية فرنسية (مرفوضة وتندرج في إطار أجندة المناورات السياسية والسباق الرئاسي في فرنسا).