احتفل الآلاف من المصريين صباح أمس السبت، باليوم الأول لرحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك بالهتافات والأغاني والرقص في الشوارع. وإلى ذلك، بث التلفزيون المصري بياناً هنأ فيه الشعب والجيش على نجاح "الثورة العظيمة"، نقلاً عن تقارير لوكالة الصحافة الفرنسية. وقد بدأت عناصر من الجيش المصري صباح أمس إزالة الحواجز من محيط ميدان التحرير وسط القاهرة، الذي كان مركز الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام. وعلى الجسر المؤدي إلى ميدان التحرير وسط القاهرة، تجمَّع حشد من الشباب رافعين الأعلام المصرية واستوقفوا السيارات لتحية ركابها وتهنئتهم. وكان أحد هؤلاء الشباب يصيح "يا صباح الحرية"، وقد أمضى الكثيرون ليلتهم في ميدان التحرير وسط القاهرة في أجواء احتفالية تواصلت حتى الصباح. وبحّت حناجر الكثيرين منهم جراء صراخهم وهتافاتهم لاسيما عقب الإعلان مساء الجمعة عن تنحي مبارك وتكليفه الجيش إدارة شؤون البلاد. وقال أسامة توفيق سعد الله وهو مهندس في الأربعين من عمره "أنه يوم عيد، لقد وُلدنا من جديد". ومن ناحية أخرى، قال البيان الذي بثه التلفزيون صباح أمس إن "اتحاد الاذاعة والتلفزيون المصرية يهنئ الشعب المصري بثورته العظيمة التي قادها خيرةُ شباب مصر، ويقدِّم كل التحيات لقواتنا المسلحة لدورها العظيم في حماية الثورة وحفظ الوطن والمواطنين"، وتعهد الاتحاد بأن يكون "أميناً في رسالته". من جِهتها، تحدثت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن "ارتياح يسود البلاد" إثر تنحِّي مبارك، ونقلت وجود احتفالات في مختلف نواحي البلاد. ويأتي ذلك بعد تلقي الإعلام المصري الرسمي انتقادات شديدة على دوره في تغطية التحركات الاحتجاجية، ويبدو أن هذه الانتقادات نجحت في دفعه شيئاً فشيئاً إلى تعديل خطابه حتى قبل سقوط النظام. ودلالة على عدم الثقة الذي كان سائداً بالإعلام الرسمي، رفع المتظاهرون في ميدان التحرير في الأيام الماضية لافتة كتب عليها "الكذب الحصري على التلفزيون المصري".