بلغت نسبة تقدم الأشغال في مشروع تموين دوائر وبلديات جنوب ولاية تيزي وزو انطلاقا من سد كوديات أسردون بالبويرة 98 بالمائة، مستغرقة بذلك فترة تجاوزت الأربع سنوات، بعدما حالت جملة من المشاكل التي واجهها الفريق القائم على الأشغال كالتضاريس الصعبة وكذا العمليات الإرهابية التي استهدفت العمال والإطارات الأجنبية دون انتهائه في الوقت المحدد. إلا أن الإرادة والعزيمة التي تحلت بهما الجهات المعنية والمشحونة بالشكاوى والمعاناة المستمرة للمواطنين سمحت لهذا المشروع برؤية النور بعد مخاض عسير تولد عنه توديع ما لا يقل عن 184 قرية موزعة عبر 14 بلدية لازمتها أزمة العطش لعقود خلت، بعد عجز الشبكة المائية المستقدمة من وادي سيباو عبر جبال سيدي علي بوناب عن تلبية حاجيات المواطنين، الحاجيات التي ارتفعت بارتفاع الكثافة السكانية بالمنطقة وتوسعها، ومن المنتظر أن تستعمل مياه سد كوديات اسردون من طرف سكان المناطق الجنوبية لولاية تيزي وزو ما بين 30 جوان و03جويلية المقبلين وذلك كأقصى تقدير حسب ما أفاد به السيد عباس مدير الري بولاية تيزي وزو، وستكون الحصة التي تستهلكها ولاية تيزي وزو من سد كوديات اسردون21 مليون متر مكعب، وبلغ مخزون المياه المسجلة حاليا بسد كوديات اسرذون إلى 206 مليون متر مكعب، هذا المشروع القطاعي الضخم الذي تزودت به الموارد المائية عبر الوطن، ما رشحه ليحتل المرتبة الثانية وطنيا من حيث قدرة الاستيعاب بعد سد بني هارون بولاية ميلة، وذلك بحجم 640مليون متر مكعب، وستمون انطلاقا منه 04 ولايات مجاورة للبويرة بشبكة توزيع تزيد عن 400كم، وتجدر الإشارة حاليا أن مياه سد كوديات اسردون وصلت الخزان المائي المتواجد بذراع الميزان والذي يتسع ل8 آلاف متر مكعب، بالإضافة للخزان الثاني الذي يتسع ل16ألف متر مكعب والكائن بمنطقة بوغني، وينتظر أن تمون من خلال المنشأتين جميع القرى المعنية والتي يشملها المشروع، حيث سيتم تدعيم الشبكة الحالية المتواجدة ببعض المناطق وتجديدها وإنجاز شبكات جديدة للسكنات والقرى والمداشر التي لم تمسها بعد عملية التموين بالمياه الصالحة للشرب، هذه الأخيرة التي عانى السكان الأمرين من نقصها وحدة ندرتها طول أيام السنة، خاصة بعد التلوثات الخطيرة التي طالت الينابيع الطبيعية التي استنجد بها المواطنون للتخلص من المورد الحيوي، وسط المخاطر الصحية المطروحة جراء تلوث المياه الجوفية ومياه الينابيع والآبار بعد التسربات الكثيرة للمياه القذرة بفعل الصرف العشوائي لقنوات الصرف الصحي، الظاهرة التي وضعت السلطات المحلية للمناطق المتضررة في قفص الاتهام لعدم اهتمامها بإتمام المشاريع التنموية البلدية، وعدم الحفاظ على الموارد الطبيعية للمياه بحمايتها من التلوثات المختلفة، حيث يعمد السكان إلى ربط سكناتهم بطرق عشوائية وتركها تصب في العراء متسربة للمياه الباطنية. وسيسمح مشروع استقدام المياه الصالحة للشّرب من سد كوديات اسردون برفع الغبن عن المواطنين، وتجدر الإشارة إلى أن مشروع إنجاز هذا السد الضخم و أشغال تحويل المياه انطلاقا من وإلى الولايات التي شملتها عملية التموين أشرفت عليها شركات أجنبية عمل بها عمال وإطارات أجانب، منهم من أشرف على أشغال سد تاقسبت بتيزي وزو وتجاوزت فترة تواجدهم بالوطن وعملهم في مجال بناء السدود عقدا من الزمن، ولحد الساعة لم يتم تكوين إطارات وطنية استفادت من الخبرة الأجنبية ويمكن الاعتماد عليها لإنجاز مشاريع مماثلة في المستقبل، حيث لا تزال العديد من المشاريع المبرمجة في إطار تدعيم قطاع الموارد المائية بالسدود معول فيها على الإطارات والشركات الأجنبية لتجسيدها، ما جعل التبعية في هذا المجال قائمة خاصة فيما يتعلق بالتسيير والتحكم التقني لهذه السدود التي اعتمد في بنائها على أساليب وتقنيات جد حديثة تعتمد أساسا على التحكم التقني والآلي لسير العمليات المتعددة لتسيير هياكل السدود والمحطات المختلفة المتصلة به من تحويل وتصفية ومعالجة وغيرها، الأمر الذي يستدعي تحرك السلطات المعنية وزرع الإطارات الشابة الجزائرية أوساط هؤلاء الأجانب للاستفادة من خبرتهم وتجربتهم في الميدان للتخلص من الهيمنة الأجنبية في الإشراف على المشاريع القطاعية الهامة، الوضع الذي فرضه انعدام الخبرات والطاقات المحلية المؤهلة لإنجاز منشآت يمتد وجودها لمئات السنين وللأجيال القادمة.