النظام يتمدد عبر المنطقة خلال ساعات فقط تغيرات كبيرة بخريطة حلب الشرقية أكثر من 311 مدني بينهم 42 طفلا قتلوا في الأحياء الشرقية من مدينة حلب السورية منذ 15 نوفمبر الماضي تاريخ بدء الهجوم الجديد للقوات الحكومية الذي أدى إلى تقليص مساحة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. والهجوم البري المستمر للقوات الحكومية والميليشيات الإيرانية الموالية لدمشق الذي يترافق مع ضربات جوية لا تفرق بين مدني ومقاتل أسفر أمس الإثنين عن تحقيق مزيد من التقدم حسب ما أظهرت خرائط للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وبعد أن كانت قد انتزعت السيطرة على مناطق واسعة في القسم الشمالي من حلب الشرقية أبرزها مساكن هنانو والحيديرية والشيخ خضر سيطرت قوات النظام والميليشيات على أحياء في القسم الشرقي وسط تراجع للمعارضة. وقال المرصد إن المعارضة خسرت في ساعات قليلة أحياء (الميسر والطحان وكرم القاطرجي وقاضي عسكر) على المحور الشرقي لتتغير بوضوح خريطة سيطرتها على القطاع الشرقي من ليل الأحد إلى فجر أمس الإثنين. ورغم الهزائم المتتالية وتوغل قوات النظام في عمق مناطق استراتيجية فإن فصائل المعارضة في حلب أبلغت الولاياتالمتحدة أنها لن تنسحب من المنطقة المحاصرة في حلب بعد أن دعت روسيا لإجراء محادثات مع واشنطن بشأن انسحابهم. إلا أن المرصد ذكر أن صمود المعارضة التي خسرت نحو 65 بالمئة من الأراضي بشرق حلب بات محل شك لاسيما مع اعتماد النظام وحلفائه على استراتيجية الأرض المحروقة المتمثلة بشن ضربات جوية لتسهيل عمليات تقدم القوات البرية. كما تسعى قوات النظام التي تأمل في الانتهاء من عملية اقتحام حلب الشرقية في غضون أسابيع إلى خنق المعارضة عبر تقطيع أوصال مناطقها بالإضافة إلى شن حرب استنزاف على أمل إنهاء مخزون المقاتلين من الأسلحة والذخائر. وأوضح المرصد (بعد سيطرتها على حي قاضي عسكر باتت قوات النظام على بعد 350 متر فقط عن ثكنة هنانو مما يسمح لها بفصل أحياء الشعار وكرم البيك وكرم الجبل وتربة لالا وضهرة عواد في الجزء الشمالي عن المناطق الجنوبية). وستمثل السيطرة الكاملة على حلب المقسمة بين المعارضة والقوات الحكومية منذ 2012 انتصارا هاما للرئيس السوري بشار الأسد في النزاع الذي بدأ باحتجاجات سلمية على حكمه عام 2011 قبل أن يتحول لحرب بعد القمع الدموي للمدنيين. والحملة الشرسة على الأحياء الشرقية من حلب التي بدأت في الأسابيع الأخيرة بعد أشهر من القصف والغارات والحصار الخانق أدت إلى مقتل 311 مدني على الأقل بينهم 42 طفلاً و21 مواطنة حسب تقرير للمرصد. كما أدت الحملة وفق تقديرات الأممالمتحدة إلى نزوح نحو 30 ألف شخص غادر منهم 18 ألفا إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة بينما ذهب 8500 إلى حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة المقاتلين الأكراد الذين شاركوا في انتزاع مناطق من المعارضة. وكشف مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن ما يزيد على 100 ألف شخص ربما لا يزالون في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب في حين أكد المرصد أن العدد قد يصل إلى 200 ألف شخص. وانعدمت إمدادات الغذاء والوقود والمواد الطبية في شرق حلب حيث تعرضت المستشفيات لغارات جوية شنتها طائرات سورية وأخرى تابعة لروسيا حليفة الأسد بالإضافة إلى إيران التي تقاتل على الأرض عبر ميليشيات لبنانية وعراقية وأفغانية وإيرانية. وبالإضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة في صفوف المدنيين تظهر اللقطات المصورة من شرق حلب حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي لم يتوقف إلا نادرا طيلة السنوات الأربع الماضية.