عاودت أربع قنوات فضائية دينية البث على القمر الصناعي المصري نيل سات وهي "الناس" و"صفا" و"الرحمة" و"الحافظ"، وذلك بعد منع استمر عدة أشهر، فيما بدا جزءًا من التحول في المشهد الإعلامي في مصر عقب سقوط حسني مبارك، وهو ما اعتبره القائمون على هذه القنوات "احدى ثمرات ثورة 25 يناير المباركة". واعتبر مصطفى الأزهري المستشار الإعلامي لقناة "الناس" قرار العودة "أحد ثمرات الثورة المباركة" مثمنا دور الشباب في ذلك، وأضاف: "الشباب هم من أعادوا بث قنواتنا بانتزاعهم الحرية للجميع". وكشف الأزهري عن سعي قناة الناس إلى التغيير في شكل خطابها وأدواتها في المرحلة المقبلة، مؤكدا أن القناة كانت قد بدأت وضع خطط هذا التطوير قبل إغلاقها لكن "الإغلاق حال دون استكمال تلك الخطط وتنفيذها". وأوضح أن القناة ستسعى إلى "توسيع دائرة اهتمامها وجمهورها المستهدف"، وستخرج من نطاق الوعظ الديني إلى احتياجات المجتمع المختلفة لتلبي احتياجاته في مختلف المساحات معبرا عن ذلك بقوله "ندرك أننا لسنا مسجدا أو حلقة علم". بدورها شددت سمية رمضان مسؤولة التطوير بقناتي الحافظ والصحة والجمال على انتهاج قنواتها التطوير في أدائها، حيث اعتبرت ذلك من لوازم المرحلة المقبلة، والتي فتح المجال لها مساحة الحرية المنتزعة بثورة الشباب. ووافقت الهيئة العامة للاستثمار بمدينة الإنتاج الإعلامي على إعادة تشغيل القنوات الأربع الأحد على نفس الترددات القديمة على القمر "نيل سات" بدون أية ضمانات، بعد اكتشافها أن وزير الإعلام المخلوع أنس الفقي أصدر القرار بوقف البث لها، بدون سند قانوني. وجاء قرار العودة بعد تظاهر العاملين بالقنوات أمام مبنى الهيئة العامة للاستثمار بمدينة الإنتاج الإعلامي احتجاجا على السماح لقناة الحافظ بالعمل دون غيرها من القنوات. وكانت الهيئة العامة للاستثمار اعتمدت القرارات الصادرة عن مجلس إدارة المنطقة الحرة العامة الإعلامية بإيقاف بث قنوات "خليجية" و"الحافظ" و"الصحة والجمال" وقناة" الناس" التابعة لشركة "البراهين" العالمية بشكل مؤقت من تاريخ 14-10-2010، لما اعتبرته "مخالفة الشركة المالكة للقنوات شروط الترخيص الممنوح لها وتقديمها مواد إعلامية تثير الفتن والكراهية، أو نشر مواد غير صحيحة عقائديا؟". لكن منتقدين للقرار وأصحاب هذه القنوات اعتبروا أن قرار وقف البث يهدف إلى تكميم الأفواه وإغلاق المنابر قبيل استحقاقات انتخابية منها الانتخابات البرلمانية التي جرت نهاية العام الماضي 2010.وشهدت تزويراً فاضحاً كان من أهّم أسباب الثورة الشعبية التي أسقطت نظام التزوير والفساد والاستبداد والقمع.