واصل المتظاهرون المصريون، أمس، اعتصامهم في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة، مبدين تمسكا بمطالبهم المتلخصة في رحيل نظام الرئيس حسني مبارك، ورافضين كل الرفض لما جاء في خطابه ليلة أول أمس، عندما قال أنه باق في منصبه حتى انتهاء ولايته، فيما دعا ائتلاف المعارضة المصرية إلى تنظيم مظاهرة كبرى يوم غد الجمعة لإرغام مبارك على ترك منصبه. وأعلن متحدث باسم ائتلاف المعارضة المصرية عن الدعوة لاستمرار الاحتجاجات في ميدان التحرير، داعيا إلى تنظيم مظاهرة كبرى يوم الجمعة في مختلف المحافظات، لإرغام مبارك على الرحيل. سنقتحم قصر عابدين ونرسل مبارك لزين العابدين وزاد إصرار المتظاهرين الخطاب الذي ألقاه حسني مبارك ليلة أول أمس، حيث سارعوا بالرد عليه بالقول ''مش هنمشي.. هو يمشي''، واصفين الوعود التي قدمها مبارك في خطابه بأنها حيلة من مبارك للتشبث بالسلطة. وطبقا للمظاهرات المليونية التي سادت مدن مصر أول أمس، فإن المتوقع يوم الجمعة هو أن تتحول الاحتجاجات المطالبة برحيل مبارك إلى سيول بشرية، في وقت دعا نشطاء ومعارضون إلى التوجه بعد صلاة الجمعة نحو القصر الرئاسي المعروف في مصر باسم ''قصر عابدين''، إذ ردد الكثير من المحتجين بالقول أنهم سيقتحمون قصر عابدين ويرسلون مبارك إلى زين العابدين في يوم جمعة، شبهه كثيرون بأنه سيكون مثل الجمعة التي قضى فيها فرعون مصر نحبه عندما أهلكه الطوفان عقب مطاردته للنبي موسى. تردد جديد لاستلام بثها على القمر الاصطناعي نايل سات ''الجزيرة'' تهدد بمقاضاة نايل سات إذا استمر منعها من البث حذرت شبكة ''الجزيرة الإخبارية'' إدارة القمر الاصطناعي ''نايل سات'' من استمرارها في قطع الخدمة على قناتي ''الجزيرة'' و''الجزيرة مباشر''، مهددة إياها باللجوء إلى القضاء طلبا للتعويض، كاشفة عن ترددها الجديد الذي سيسمح لمتتبعيها بالتقاطها. وطالبت إدارة قناة ''الجزيرة'' القطرية إدارة القمر الصناعي المصري ''نايل سات'' بإعادة الخدمة إلى قناتيها ''الجزيرة'' و''الجزيرة مباشر''، والتي تم حذفهما من سلسلة القنوات التي تطل على كافة العرب عبر القمر الصناعي المصرين، وهذا على خلفية التغطيات الميدانية لقناة ''الجزيرة'' للأحداث الأخيرة التي هزت وتهز الشارع المصري والمطالبة بإسقاط نظام حسني مبارك. وفي السياق ذاته، كانت إدارة ''النايل سات'' قطعت بث قناتي ''الجزيرة'' قبل أيام لأنها كسرت جدار التعتيم الإعلامي الذي انتهجته إدارة القمر الصناعي المأمورة من النظام المصري المهدد بالسقوط، أين تفاعل الناس عبر العالم بكل ما بثته قناة ''الجزيرة'' عبر قناتيها، والذي صورت فيه الواقع الحقيقي لما يحدث في مصر وتجاوزات النظام المصري.كما صعدت قناة ''الجزيرة'' من لهجة خطابها لإدارة القمر الصناعي المصري، مهددة إياها باتخاذ إجراءات قانونية لمقاضاتها ومطالبتها بتعويضات عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بها وبمشاهديها، لاسيما وأن ذات القناة الإخبارية تعتبر المفضلة لدى المشاهد العربي، يأتي هذا بعدما أعلمت إدارة المدينة الإعلامية في الأردن شبكة ''الجزيرة'' بأنها تعرضت لضغوط من ''نايل سات'' لإسقاط قناة ''الجزيرة'' من باقتها وهددتها بقطع الإرسال عن أي باقة تضم أيا من قنوات ''الجزيرة''. من ناحية أخرى، أعلنت شبكة ''الجزيرة'' عن إتاحة تردد جديد لاستلام بثها على القمر الاصطناعي ''نايل سات'' بعد تعرض تردداتها للتشويش والقطع من قبل إدارة شركة ''نايل سات'' المصرية للاتصالات. ''الجزيرة'' تسمح لكافة الفضائيات بنقل تغطيتها للأحداث في مصر أعلنت قناة ''الجزيرة'' أمس، عن سماحها لكافة القنوات بنقل ما تبثه من تغطية للأحداث في مصر.وقالت القناة القطرية إنها سمحت لقنوات ''المستقلة''، ''أن بي أي'' و''الأقصى'' بنقل تغطيتها للوضع في مصر، في رد على منع إدارة القمر الصناعي ''نايل سات'' بتوقيف بث ''الجزيرة''. التظاهر لمساندة مبارك مقبل 100 جنيه و''كاسكروط'' جابت أمس، شوارع القاهرة، مجموعات من المواطنين تؤيد بقاء الرئيس حسني مبارك في السلطة، وسط أنباء عن وقوع مشادات كلامية بين المشاركين في هذه المسيرات وأنصار المعارضة الذين كانوا متوجهين إلى ميدان التحرير.ونقلت مصادر إعلامية أن الآلاف شاركوا أمس، في مسيرات مؤيدة لمبارك وبقائه على رأس السلطة باعتباره رمزا للأمن والاستقرار والتنمية في البلاد، في خطوة فسرها مراقبون بأنها محاولة من الحزب الوطني الحاكم لاستعادة المبادرة في الشارع، وتوزعت المسيرات التي رفعت لافتات تطالب ببقاء مبارك في مناطق متفرقة من العاصمة المصرية، منها حي المهندسين وقرب مقر التلفزيون الرسمي الذي لا يبعد كثيرا عن ميدان التحرير، حيث حشدت المعارضة مظاهرة احتجاجية وصل عدد المشاركين فيها -وفقا للناشطين السياسيين- إلى أكثر من مليون شخص. وعملت بعض العناصر الأمنية على الفصل بين المشاركين في هذه المسيرات وأنصار المعارضة الذين كانوا يتوجهون إلى ميدان التحرير، لا سيما بعدما وقعت مشادات كلامية بين الطرفين. وقد وصف المشاركون في المسيرات المؤيدة للرئيس مبارك خصومهم المتجمعين في ميدان التحرير بالخونة، مؤكدين أن بقاء مبارك على رأس السلطة يعتبر ضمانة للاستقرار والأمن في البلاد.بيد أن مصادر إعلامية أخرى، نقلت عن شهود عيان قولهم إن منظمي هذه المسيرات دفعوا للمشاركين 001 جنيه، وذكرت مصادر محلية أن البعض تقاضوا مبالغ مالية ووجبة طعام مقابل المشاركة في المسيرة. كما ذكرت مصادر أخرى ل''الجزيرة'' أن المشاركين في هذه المسيرات هم من رجال الأمن أو من موظفي هيئة الإذاعة والتلفزيون الذين أجبرهم وزير الإعلام أنس الفقي على المشاركة، وأضافت أن الشرطة فصلت بين عشرين متظاهرا مؤيدا لمبارك عن قرابة ألف متظاهر معارض له في ميدان التحرير. بتسليح ''البلطجية'' بالأسلحة البيضاء ودفعهم وسط الميدان جنرال مصري يتهم مبارك بمحاولة توريط الجيش أكد العميد أركان حرب متقاعد، صفوت الزيات أن النظام يحاول توريط القوات المسلَّحة في معركة مع الشعب، باستخدام العنف ضد المتظاهرين بميدان التحرير، وفي مناطق مختلفة بالمحافظات، بعدما دفع المئات من ''البلطجية'' وميليشيات الداخلية المسلَّحين بالأسلحة البيضاء وسط الميدان. وأضاف في تصريح ل''إخوان أون لاين''، أنه إذا ازدادت حدَّة الاشتباكات ووقعت حالة فوضى عارمة وسط الميدان، فإن ذلك سيكون مبررًا لتدخُّل القوات المسلَّحة بعدة طرق، منها إطلاق مكثف للعيارات النارية في الهواء، وتحريك الدبابات والآليات العسكرية ذهابًا وإيابًا، وآخرها إدخال القوات الخاصة إلى الميدان لفضِّ الاشتباكات القائمة وتفريق المتظاهرين وتفتيت المنطقة بشكل آمن. وشدَّد، الزيات، على أنه من المستحيل أن تستخدم القوات المسلحة العنف أو القوة ضد المتظاهرين مهما ارتفعت حدَّة الاشتباكات الدائرة بين الطرفين، بعد تعهداتها المتواصلة بذلك.