بين التذمر والتهكّم غلاء الموز يصنع الحدث بين الجزائريين رغم الغلاء الذي مسّ مختلف المواد الاستهلاكية إلا أن ما شد انتباه الجزائريين هو الارتفاع الذي شهدته مادة خلقت في وقت مضى عقدة لدى الجزائريين بسبب غلائها وندرتها إلا أن الأزمة يبدو أنها عادت مع دخول سنة 2017 وارتفاع سعر الموز إلى حدود 500 دينار وهو السعر الذي لم يكن يتوقعه الكل إلا أنه متداول فعلا الأمر الذي أدى إلى استياء البعض من السعر الذي سوف يحرمهم من تذوق المادة وتحولها إلى فاكهة الأغنياء فيما خلق الغلاء روح الفكاهة بين البعض الآخر على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك وراح بعض الفايسبوكيون إلى إطلاق حملة لمقاطعة تلك الفاكهة بسبب الارتفاع الجنوني في السعر. نسيمة خباجة الفاكهة الراقية عادت إلى سابق عهدها في الجزائر بحيث أن ارتفاع سعرها سوف يحرم الغالبية من تذوقها بعد أن بلغ سعر الحبة الواحدة 180 دينار وفاق سعر الكيلوغرام الواحد 500 دينار الأمر الذي أدى إلى ترؤس غلاء الموز أغلب الأحاديث خصوصا وأن الفاكهة ألفها الجزائريون واعتادوا على اقتنائها نظرا لانخفاض أسعارها في وقت سابق وكانت تنخفض إلى حدود 120 دينار ليرتفع السعر بقليل لكنه كان معقولا مقارنة بالسعر المتداول في الآونة الأخيرة مما ألغى حضور الموز بين فواكه الطبقة المحدودة وعوضته بالبرتقال واليوسفي وكان الأطفال الصغار الخاسر الأكبر بالنظر إلى أهمية وفوائد الموز في نموهم. الموز يعود إلى حقائب المغتربين! اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول غلاء الموز ومدى إقبالهم عليه بعد ارتفاع السعر فأجمع الكل أنهم حرّموا اقتناءه بسبب سعره المرتفع الذي لا يتوافق والقدرة الشرائية لأغلب المواطنين وهو ما عبرت به السيدة مليكة إذ قالت إن الموز سيعود حتما إلى حقائب المغتربين لإهدائه إلى الأقارب مثلما عهدنا عليه في الثمانينيات خاصة مع ارتفاع سعره وسيتحوّل إلى فاكهة جد (عزيزة) بسبب الجشع الذي أصاب التجار وارتفاع سعره إلى ذلك الحد وأضافت أنها تجبر على اقتنائه إلى ابنتها الرضيعة التي تبلغ من العمر ثمانية شهور بالنظر إلى فوائده الكثيرة في النمو وسلامة جسم الأطفال لكن صار يلتهم ميزانية كبيرة بعد أن وصلت الحبة الواحدة إلى حدود 180 دينار. السيد عادل قال إنه يدمن كثيرا على أكل الموز وارتفاع سعره أشعره بالتذمر والاستياء خاصة وأنه موظف بسيط ولا يقدر على اقتنائه بذلك السعر المرتفع وقال إنه فعلا احتار من ذلك الارتفاع الجنوني الذي سوف يغيّب تلك الفاكهة عن بيوت العائلات الجزائرية إلا الطبقة الميسورة التي لا يهمها السعر وتقتنيه مهما ارتفع أما الآخرون فسوف يكتفون بالفرجة عليه وهو مصطف بالصناديق ومعلق بمداخل المحلات. حملة فايسبوكية لمقاطعة الموز غلاء الموز أثار سخرية بعض الفايسبوكيين فيما راح البعض الآخر إلى إطلاق حملة لمقاطعة الموز وتركه بالصناديق حتى يفسد خاصة وأنه فاكهة سريعة التلف ولا تدوم صلاحيتها طويلا. ومن التعليقات الساخرة هي التي نشرها أحدهم وقال إن الموز سيجبرنا على أخذ السيلفي معه عبر المحلات أو حتى إن أتيحت الفرصة لأحدهم بتناول الموز فهو سوف يلتقط صورة مع الموزة قبل أكلها وهو التعليق الذي حصل على الكثير من التوقيعات فيما راح البعض إلى إظهار صورة الموز وسط المجوهرات الذهبية على واجهة محل لبيع المجوهرات معلقين أنه بعد ارتفاع سعره مكانه المفضل هناك ولا بديل عنه. وعبر آخرون عن استيائهم وأطلقوا حملة تدعو إلى ضرورة مقاطعة الكل لتلك الفاكهة بعد ارتفاع سعرها إلى حد جنوني والاتجاه إلى اقتناء الضروريات لحفظ الميزانية من الاختلال خاصة وأن الموز هو ليس فاكهة ضرورية ولا يدخل في خانة المواد الاستهلاكية مما يلائم أكثر مقاطعته وهو ما عبر به أحدهم في إحدى الصور التي تظهر الموز متبوعا بعبارة (خليه يفسد) ويكون ذلك درسا للتجار من أجل تخفيض سعره.