تدفق كبير للزوار على المنطقة جبال تيكجدة تلبس حلة بيضاء من الثلوج اكتست السلسلة الجبلية لجرجرة والمحطة المناخية بتيكجدة الواقعة شمال شرق البويرة بغطاء أبيض من الثلج عقب الكميات الهائلة التي تساقطت عشية الاحتفال بيناير 2967 مما يبشر بسنة مليئة بالخيرات وبالإضافة إلى التقليد المعروف المتمثل في العشاء العائلي الذي يتربع فيه الكسكسي بالديك الرومي على الموائد فإن الكثير من العائلات تفضل الاتجاه نحو الأشكال الجديدة للاحتفالات التي تجري خارج المنزل ولكن في أجواء حميمية. م. ق وتميل بعض العائلات إلى القيام بنزهات في (السجادة البيضاء) (الثلج) في المرتفعات وهي إحدى الطرق العصرية لفتح الباب للعام الجديد وتمجيد عالمية الثقافة الأمازيغية من خلال استذكار القائد الأمازيغي شاشناق مؤسس الأسرة ال22 المصرية الحاكمة. ويرمز يناير الذي يعد أول يوم في الرزنامة الأمازيغية لموسم شتوي قارص تميزه الأمطار الغزيرة والثلوج. وتأتي هذه الأخيرة (الثلوج) لافتتاح سنة أمازيغية تبشر بالخيرات لسكان البويرة بصفة خاصة ولجميع الجزائريين بصفة عامة. الثلوج تعيد البهجة لسكان المنطقة منذ الساعات الأولى للصباح استيقظ سكان المناطق المجاورة على غرار حيزر والبويرة والعجيبة على غطاء أبيض ناصع يغطي السلسلة الجبلية لجرجرة وتيكجدة مما جلب حشدا كبيرا من الزوار الذين أتوا من مختلف أرجاء الولاية وحتى من الولايات المجاورة. ورغم التأخر المسجل في تساقطها هذه السنة إلا أن الثلوج أضفت البهجة على السكان المحليين وأعادت الحياة للمنطقة عقب عدة أشهر من انتظارها من طرف فلاحي البويرة. وبهذا عادت البسمة إلى وجوه سكان البويرة الذين أعربوا عن أملهم في أن تجلب هذه الثلوج الكثير من المياه لتروي عطشهم وتسقي حقولهم وأخيرا تساقطت الثلوج نحمد الله لأن هذه بشرة خير للسنة الجديدة خصوصا للفلاحين الذين يحتاجون للماء الوفير حسبما أكده لوأج محمد أربعيني وصاحب أحد بساتين الزيتون بالعجيبة مضيفا أن الثلج يعد فأل خير لمنطقتنا. وبالنسبة لذات المتحدث فإن يناير بدون ثلج لا يعد احتفالا لأن تقليد الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة له علاقة وطيدة ومباشرة مع الثلوج والشتاء بصفة عامة مشيرا إلى أنه في الماضي لم نحتفل قط بيناير بدون ثلوج لأن السنة الجديدة تصادف 12 يناير من كل سنة وهو شهر شتوي. وجلب تساقط الثلوج على جبال جرجرة بردا قارصا على كل المنطقة ورغم هذا شرع المواطنون خصوصا شباب المناطق المجاورة في التوافد على تيكجدة للاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية وممارسة التزحلق على الثلج. أوقات للاسترخاء للعائلات توافدت العائلات مرفوقة بالأطفال بكثرة على أعالي جبال جرجرة وتيكجدة للاستمتاع بالثلوج التي غطت الجزء الشمالي للولاية. حيث اكتظ الطريق الوطني رقم 33 بالسيارات المرقمة من ولايات البويرة وبجاية والجزائر العاصمة وبومرداس وكانت الأجواء البهيجة في الموعد سواء داخل أو خارج المركز الوطني للرياضة والتسلية بتيكجدة حيث تجد العائلات وأطفالهم يمرحون بالثلج لتتعالى صرخات الصغار التي ملأت الجو وتفضل العائلات تخليد هذه اللحظات في الثلوج بينما يحاول البعض الآخر اكتشاف في جماعات للمرة الأولى الهواء النقي لهذه المحطة المناخية ومناطق الغابات المجاورة. (لم أزر قط محطة تيكجدة). وهذه السنة قررت القدوم لاكتشاف الثلوج وجمال هذا الموقع الطبيعي الذي أعجبني كثيرا يقول سمير شاب من بومرداس في 27 من عمره أما بالنسبة للمعتادين على المكان فقد تنقلوا أفواجا في مختلف أرجاء المحطة خصوصا (شالي الكاف) الموجود في أعالي جرجرة لتناول القهوة أو الغذاء بينما يتجه البعض الآخر لاكتشاف أسرار غابة تيكجدة التي تعد معقل قرد الماغو وتزامن تساقط الثلوج على أعالي جرجرة وتيكجدة مع عطلة نهاية الأسبوع مما ساهم في جلب عدد هائل من الزوار.