كشفت تقارير صحفية أمس السبت عن إصابة المتهمين الاربعة حبيب العادلى وزير الداخلية السابق وزهير جرانة وزير السياحة السابق وأحمد المغربى وزير الإسكان السابق وأحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني بحالة نفسية سيئة بعد قرار النائب العام بحبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات لاتهامهم بالرشوة وغسيل الأموال والتربح فضلا عن ارتكاب وقائع فساد. ونقلت صحيفة "الوفد" المعارضة عن مصادر داخل سجن مزرعة طرة ان المتهمين الاربعة رفضوا تناول الاطعمة داخل الزنزانة وجلسوا في حالة صمت طويلة رفضوا التحدث لأي شخص وباتوا لياليهم الأولى وسط حالة من الذهول ولم تذق اعينهم طعم النوم. واضافت الصحيفة ان أفراد الحراسة والأمن احضروا اربع وجبات طعام مكونة من عيش وبيض وفول وجبن للمتهمين الاربعة إلا انهم رفضوا تناول تلك الاطعمة وتوجهوا إلى الكافيتريا الموجودة داخل السجن. وذكرت تقارير اخبارية ان المتهمين الاربعة تمت معاملتهم كسجناء عاديين وسط تشديد الحراسة حولهم خوفا عليهم من النزلاء، حيث تم وضعُهم فى غرف متجاورة بمكان معزول تماما عن باقى السجناء. رحلة ترحيل المتهمين وروى ضباط وأفراد فى الشرطة تفاصيل رحلة ترحيل المتهمين الأربعة من مجمع النيابات فى القاهرةالجديدة إلى سجن مزرعة طرة، مشيرين إلى أنه تم ترحيلهم فى سيارات منفصلة، مؤكدين أن عز كان يحمل حقيبة ملابس كان أحضرها معه إلى النيابة، واستقل سيارة الترحيلات دون أن يتكلم، فيما كان المغربى غاضبا وغير مصدق لقرار الحبس، وظل يهمهم بكلمات غير مسموعة. وأضاف الضباط أن جرانة طلب عدم تكبيل يديه، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، فيما كاد العادلى أن يتسبب فى أزمة، وارتفع صوته أمام النيابة عندما اقتاده الضباط إلى سيارة الترحيلات، حيث فوجئوا بقوله إنه لن يركب السيارة، وسوف يذهب بسيارته الخاصة، لكن 5 ضباط صغار السن أصروا على أن يركب سيارة الترحيلات. وفي جو من الترقب كانت الحراسة في سجن مزرعة طرة متأهبة، حيث استقبل السجن، لأول مرة، وزير داخلية سابق يتم إيداعه في سجن الاحتياط، وكذلك استقبال وزراء السياحة والإسكان وأمين التنظيم السابق بالحزب الوطني. وكان اللواء رئيس المنطقة المركزية لقطاع السجون ومديرو سجن المزرعة والضباط بمختلف الرتب، يقفون حال وصول سيارات التأمين والترحيل، وكان الصمت يسود جموع الحاضرين حيث أودع المسؤولون السجن كأي سجين وسط تشديد الحراسة خوفا عليهم من باقي السجناء حيث تم وضع الثلاثة، المغربي وجرانية وعز، في غرف متجاورة بمكان معزول تماما عن باقي السجناء، وبعد ساعة من وصولهم قام الوزيران وأمين التنظيم باستبدال ملابسهم العادية إلى ارتداء الترنج الأبيض حتى لا يكونوا مخالفين لتعليمات قطاع السجون، وذلك المشهد تكرر بعد مرور ساعتين في موكب ترحيل وزير الداخلية السابق حبيب إبراهيم العادلي لتنفيذ قرار النائب العام بحبس الوزراء الثلاثة وأمين التنظيم 15 يوماً على ذمة التحقيقات كل منهم على حدة. وكانت مدرعات وسيارات وجنود وضباط الشرطة العسكرية بالقوات المسلحة ترافق موكب ترحيل العادلي، وحيث كان في سيارة ترحيلات صغيرة "بيك أب" بها صندوق خلفي أزرق اللون، حيث دخلت إلى مبنى مجمع نيابات أمن الدولة بالتجمع الخامس في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف مساء حتى هبط الوزير داخل المصعد وبرفقته اللواء عابدين محمد مدير أمن حلوان، وثلاثة عمداء ومقدم، وفي لحظة مشاهدة الوزير لسيارة الترحيلات أمام المبنى، حيث لم يجرؤ رجال الحراسة على اظهار الكلابش، وقال أحد الموجودين: "نحن آسفون يافندم"، فتمتم العادلي مبتسما وقال: "لا.. لا.. مفيش حاجة هذا أمر القانون.. والمتهم بريء حتى تثبت إدانته". وكانت سيارات مدير الأمن تسير أمام سيارة الترحيلات وخلفها باقي سيارات التأمين، حتى تم استقبالها بداخل سجن المزرعة. تحقيقات النيابة وكانت التحقيقات التى باشرتها نيابة أمن الدولة مع المتهمين الأربعة كشفت ارتكاب أحمد المغربى وزير الاسكان السابق، ارتكاب عدة جرائم منها التربح والاضرار العمدي بالمال العام وتسهيل الاستيلاء عليه وذلك لإرساء مزايدة بيع قرية آمون بمحافظة أسوان والمملوكة لشركة مصر للسياحة لصالح شركة "بالم هيلز" التى يساهم فيها والمملوكة لابن خالته، وذلك بالمخالفة للقانون. واشارت التحقيقات إلى قيام المغربي بتسهيل التعدي على أرض مملوكة لشركة ايجوث والكائنة بميدان التحرير وبيعها لاحدى الشركات التى يساهم فيها بثمن بخس بما يخالف سعرها الحقيقى وكشفت التحقيقات قيام المغربي بالاستيلاء على أرض مساحتها 5 ملايين متر مربع بالغردقة والتصرف فى فندق نوفوتيل بمدينة اسوان والذى تديره شركة اكور الذى يساهم فيها. وتبين من التحقيقات ان المغربى سهل لبعض الشركات الاستيلاء على المال العام وتخصيص قطعة أرض مساحتها 3 ملايين متر مربع لاحد المستثمرين العرب مقابل 50 جنيها للمتر بالمخالفة. ووجهت النيابة الى أحمد عز تهم التربح وحصوله على تراخيص بانشاء مصنعين بالمنطقة الحرة بالسويس لإنتاج الحديد على خلاف القواعد المقررة. ووجهت النيابة لزهير جرانة وزير السياحة السابق إصدار تراخيص وموافقات لبعض الاشخاص بعينهم لانشاء شركات سياحية بالمخالفة. وقال مصدر قضائي إن المتهمين الأربعة سيخضعون لتحقيقات أخرى أمام جهات قضائية مختلفة فى قضايا أخرى طوال الأسبوع الجارى، متوقعا صدور قرار نهاية الأسبوع بإحالتهم إلى محاكمة عاجلة، مشيرا إلى أن بعض هذه القضايا موجود منذ فترة، لكن لم تكن هناك مستندات تؤكدها، مناشدا المواطنين الذين لديهم أى مستندات قد تساعد فى الوصول إلى حقائق، تقديمها إلى النيابة. وتجدر الاشارة الى أن سجن مزرعة طرة هو أحد السجون الخمسة في منطقة سجون طرة وهو سجن معروف بأنه مقر احتجاز السياسيين ورجال الأعمال ورجال الشرطة والقضاة المحكوم عليهم في قضايا فساد وتربح. * كانت التحقيقات التى باشرتها نيابة أمن الدولة مع المتهمين الأربعة كشفت ارتكاب أحمد المغربى وزير الاسكان السابق، ارتكاب عدة جرائم منها التربح والاضرار العمدي بالمال العام وتسهيل الاستيلاء عليه وذلك لإرساء مزايدة بيع قرية آمون بمحافظة أسوان والمملوكة لشركة مصر للسياحة لصالح شركة "بالم هيلز" التى يساهم فيها والمملوكة لابن خالته، وذلك بالمخالفة للقانون.