أكد المتخصص في الفن السابع والمسؤول المكلف بالسينما سابقا لدى وزارة الثقافة السيد حسين أرحاب، أن الإنتاج السينمائي الدولي المشترك يُعد »عملا للتفتح والتقريب بين الثقافات يحظى دائما بالتشجيع في الجزائر«. وأبرز السيد أرحاب خلال محاضرة نشطها بقاعة العروض لمتحف السينما لوهران بمناسبة افتتاح دورة موضوعاتية بعنوان »فيلم مرحلة«، »أهمية تثمين الإنتاج المشترك أكثر فأكثر نظرا لفوائدها في مجال تكوين المخرجين والتقنيين الجزائريين«. وأوضح المحاضر أن »أكثر من ثلث الإنتاج السينمائي الجزائري يندرج ضمن الإنتاج المشترك؛ مما سمح للعديد من المخرجين والتقنيين والممثلين التعلم في الميدان في ظل غياب مدرسة للتكوين«، مشيرا إلى أن 70 عملا من مجموع 182 مسجل منذ 1964 هو ثمرة الإنتاج المشترك؛ أي ما يعادل نسبة 4.38 بالمائة. ولاحظ المحاضر في هذا الصدد ارتفاعا محسوسا للإنتاج المشترك خلال العشرية الأخيرة 2000 ب 25 فيلما من مجموع 43 مقابل 21 من بين 41 خلال التسعينيات و9 من مجموع 38 في الثمانينيات، و11 من 44 خلال سبعينيات القرن الماضي، و4 من إجمالي 16 إنتاجا في الستينيات. وتفسَّر الحيوية المسجلة خلال هذه العشرية، حسب المختص السينمائي ذاته، بتدعيم صندوق تطوير الفنون والتقنيات والصناعة السينمائية وتنظيم تظاهرات كبرى، على غرار سنة الجزائر في فرنسا (2003)، وتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية (2007). وتُعتبر فرنسا -حسب السيد أرحاب- »شريكا متميزا في هذا المجال، بإحصاء 49 فيلما جزائريا أُنتج مع هذا البلد«. وتتمثل البلدان الأخرى التي اشتركت في الإنتاج مع الجزائر في إيطاليا ومصر وتونس والسينغال ومالي ومدغشقر وأوزبكيستان وفيتنام وجمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا وبلغاريا، إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية من خلال فيلم »سنعود« لمحمد سليم رياض، الذي حاز على جائزة دولية فور صدوره في سنة 1973. وقد تميز افتتاح دورة »فيلم - مرحلة« بعرض فيلم بعنوان »ثلاثة مسدسات ضد سيزار«، وهو إنتاج مشترك جزائري إيطالي (1967) لموسي حداد وإينزو بيري؛ حيث يشكل - حسب المنظمين - الفيلم الجزائري الأول والوحيد من نوع »الوسترن«، وقد تم تصويره بمنطقة بوسعادة. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة التي ستتواصل إلى غاية نهاية شهر ماي الجاري، عدة أعمال من إنتاج مشترك، على غرار »مهزلة« لإلياس سالم (2008) و»ز أو تحليل اغتيال سياسي« لكوستا غافراس (1968)، و»إيليز أو الحياة الحقيقية« لدارش (1970)، و»الحمار الذهبي« لسارجيو سبينا (1980). كما خُصص جانب من هذا البرنامج للأطفال بعروض مبرمجة في إطار دورة »سينما الثلاثاء« المنظمة من طرف جمعية »شقراني«، بالتعاون مع مديرية الثقافة لوهران. للإشارة، أشرف على انطلاق فعاليات هذه التظاهرة السيد عزيز بوكيروني المكلف بالبرمجة والتنشيط بمتحف السينما الجزائرية.