يتطلب تطور الفن السابع في الجزائر تجسيد مخطط عمل يرمي إلى ترقية تكوين حرف السينما حسبما أشار إليه الخبير الدولي الحاج بن صالح. ويعتبر التكوين غير منفصل عن آلية تأطير النشاط السنيمائي كما أضاف بن صالح خلال ندوة نشطها بالمركز الثقافي الفرنسي بمناسبة أيام السينما الجزائرية. "يجب على السينمائيين ايلاء اهتمام خاص لجانب التكوين في وقت يعرف الفن السابع ديناميكية جديدة أدخلتها الوزارة الوصية" على حد تعبير المتحدث خلال مداخلة له حملت عنوان "متحف السينما الجزائري قطب للتكوين و الإعلام". وفي هذا الصدد أكد بن صالح بأن التطور المسجل "ملموس و كمي" خاصة وأن السنوات القليلة الماضية تميزت بظهور عدة شركات الإنتاج و التوزيع الحديثة على غرار اخراج عدد معتبر من الأفلام و اهتمام السنيمائيين الأجانب بتصوير أفلامهم بالجزائر. كما بادرت وزارة الثقافة بعدة عمليات تهدف الى تشجيع الإنتاج و رد الاعتبار للحظيرة الوطنية لقاعات العرض حسب ذات المحاضر علما أنه تم اخراج و عرض ما لا يقل عن 68 فيلما خلال 2007 سنة تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية".وكانت الجزائر تعد أكثر من 450 قاعة عرض غداة الاستقلال فيما تبقى اليوم سوى 91 قاعة مفتوحة. ووصف بن صالح هذه الفضاءات الثقافية ب "مصانع المعرفة" لإبراز ضرورة تأطير المسيرين الجدد الذين سيرفعون تحدي إبقاء الجمهور وفيا لقاعات السينما. وفي هذا الصدد اقترح المحاضر إنشاء مدرسة نكوينية في حرف السينما و ذلك بهدف تقديم منتوج ذي نوعية للمتفرجين خاصة و أن الجزائر تعد العديد من المخرجين المعروفين مستعدون لتقديم مساعدتهم في تكوين الأجيال الجديدة للسينمائيين. وللذكر يتوفر متحف السينما الجزائري على 10.000 نسخة من الأفلام المطولة و5000 نسخة من الأفلام القصيرة و هو تراث يستدعي إجراءات حماية خاصة. وللإشارة تحصل الحاج بن صالح على شهادة من المعهد العالي للسينما لبروكسيل (بلجيكا) كما أخرج فيلمين قصيرين "اللقاء" و "المغرب ذو الوجهين". و في 1975 عين على رأس متحف السينما لوهران لكي ينظم في 1985 أول مهرجان دولي للفيلم القصير لوهران. كما يعكف ذات السنيمائي حاليا على التحضير للطبعة الرابعة ل "بانوراما السينما الجزائرية" المرتقبة في جانفي المقبل بفرنسا و هي تظاهرة سيعرض خلالها حوالي 20 فيلما جزائريا. وتميزت أيام السنيما للمركز الثقافي الفرنسي بعرض فيلم "الجزائر سنيمائها و أنا" للعربي بن شيشة إلى جانب أفلام من توقيع سنيمائيين شباب برزوا خلال تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة". سعاد طاهر محفوظي