عزيزتي حواء حينما يمّن الله عليك بغريزة الأمومة يكون لديك عطاء بلا حدود لطفلك تكوني شمعة تحترق لتضيء له الطريق وتتمني له مستقبلا رائعا لكن هل فكرت أن تصنعي من هذا الطفل عالما مبدعا؟ قد تجيب الأم بكلمة واحدة مستحيل أو أتمنى. كيف؟ الأمر ليس مستحيلا حيث إن الله سبحانه وتعالى يرزقك بالطفل كالصفحة البيضاء تنقشين عليها كما أنه كائن ذكي جدا لديه قدرات يجب أن تنمى بطريقه صحيحة وهذا ما يحتاجه الطفل داخل الأسرة كلنا يعلم أن التربية هي الوعاء الذي تنتقل فيه ثقافة المجتمع من جيل إلي جيل لذا نهتم بالتربية الدينية التربية الرياضية التربية الفنية....الخ لكننا نغفل أهمية التربية الإبداعية. التربية الإبداعية التربية الإبداعية ببساطة هي كيفية توفير مناخ ينمي مهارات الطفل وقدراته الإبداعية وتعتمد التربية الإبداعية على إثارة العقل للتفكير بتسلسل غير مألوف والبحث عن حلول فهذا النوع من التربيه يركز على تنمية مهارات التفكير التباعدي ولنعطي أمثلة: توجه الأم سؤالا للطفل: ماهي الاستخدامات المختلفة لهذه الورقة؟ ماذا تفعل لو أنك تطير مع العصافير وتغرد معها؟ماذا لو انتقل بنا المنزل إلى وسط النهر؟ تسرد للطفل قصة دون نهاية وعليه أن يضع النهاية نترك الطفل يقوم بحل مشكلة خاصة بألعابه لننمي عنده مهارة حل المشكلات. حين يمشي في الشارع تتحدث معه الأم وتركز على التفاصيل التي تدفعه للملاحظه والتأمل وتترك الأم المجال مفتوحا للطفل وتستقبل إجاباته العديدة بتقديم التعزيز الإيجابي الذي يدعم الثقه بالنفس. - قد تتساءل الأم هل يقتصر الإبداع على الطفل شديد الذكاء؟ لقد أثبتت الدراسات بأن الارتفاع في درجة الذكاء لا يتبعه بالضرورة ارتفاع في القدرات الإبداعية وإن المبدع يحتاج إلى قدر متوسط من الذكاء ولابد من أم شديدة الذكاء تهيئ المناخ المناسب لتنمية قدرات الطفل الإبداعية وخاصة في المرحلة العمريه من 3-5سنوات فهي مرحلة هامة جدا. توفير المناخ الإبداعي للطفل توفير المناخ الإبداعي المناسب له شقين: تهيئة المناخ الخارجي ويتمثل في الجو المحيط بالطفل واحتياجه لأسرة هادئة مستقرة وتهيئة المناخ الداخلي وهو مرتبط ببعض السمات لدى الطفل مثل الفضول وحب الاستطلاع وروح المغامرة والتحدي فيجب علي الأم استغلال سماته الشخصية لتنمية القدرات الإبداعية من خلال الأنشطة والألعاب. - من هو الطفل المبدع؟ هو الطفل الذي لديه القدره على التعبير الحر الذي يمكنه من اكتشاف المشكلات والمواقف الغامضة وذلك من خلال تقديم أكبر عدد من الاستجابات غير المألوفة والتي تتميز بالمرونة والحداثة للطفل نفسه. تتنوع أشكال التعبير حركي فني قصصي.... لو قابل الوالدان أفكار الطفل غير المألوفة بالاستنكار والإهمال فإن هذا يجعل أطفالنا يتمسكون بالطرق التقليدية في التفكير ويخافون من التعبير عنها. معوقات الابتكار الخلافات الأسرية لما لها من آثار سلبية على الطفل الانشغال عن الطفل وتركه أمام التلفاز الاتجاهات الخاطئة تربويا ونفسيا مثل التفرقة بين الأبناء التدليل الزائد الإهمال. أيضا النقد المستمر الذي يجعل الطفل يخشي الفشل ويؤثر على ثقته بنفسه عدم التواصل بين الأسرة والروضة نوعية الألعاب المقدمة للطفل فمثلا المسدس كيف ينمي الجانب الابتكاري عند الطفل. - هل التعليم يساعد على تنمية الجانب الابتكاري لأطفالنا؟ للأسف الطفل في الروضة غارق في تعلم القراءة والكتابة والحفظ وهذه المرحلة العمرية تحتاج إلى أنشطه وألعاب لتنمية المهارات والقدرات الإبداعية للطفل هل نخرج بأطفالنا إلى معسكرات لنعطيهم فرصة للاستكشاف والتأمل والملاحظة ؟ نحن نحتاج إلى تخطيط تربوي للتعامل مع هذه المرحلة العمرية حتى تجني مجتمعاتنا ثمارا طيبة فيما بعد وتستقبل كوادر تلبي احتياجات هذه الأمة. وصفة إبداعية لكل أم - على كل أم توفير الاحتياجات النفسية للطفل من الحب والحنان وتقدير الذات والشعور بالأمان ولنجعله يتمتع بقدر كاف من الثقة بالنفس. - ينبغي على الأم عدم نسيان أو تجاهل الفروق الفردية بين الأطفال فلكل طفل إمكاناته وقدراته. - تقديم الألعاب التى تساعد الطفل على التجريب والاكتشاف وتنمي مهارات التفكير مثل ألعاب الحل والتركيب القص واللصق وهكذا. - لا نقدم للطفل حلولا لمشكلته حتى ننمي عنده مهارة حل المشكلات فمثلا يريد اللعبة من مكان مرتفع بحجرته ندعه يفكر كيف يصل إليها بدلا من أن تحمله الأم للحصول عليها. - اعط للطفل فرصة لاختيار ملابسه عند الشراء او اختيار مكان للتنزه فيه حتى ننمي عنده مهارة اتخاذ القرار. - استغلال المواقف اليومية لننمي قدرة الطفل على الملاحظة والاستكشاف مثلا (تمسك الأم بلعبه وتتركها وتسأله لماذا سقطت على الأرض؟أين ذهب السكر الذي وضعناه في كوب الشاي؟). - الحوار مع الطفل والاستماع له والاستمتاع بخياله. - لنجعل للطفل مكتبة صغيرة في حجرته بها القصص حتى نغرس حب القراءة واحترام الكتاب منذ الصغر. - وعلى كل أم التواصل مع الروضة حتى تتكامل الجهود المبذولة مع الطفل.