شارك السيد زين الدين فلاح مفتش تربوي من ولاية أم البواقي في صالون الابتكار 2012 الذي انتظم مؤخرا بقصر المعارض بالعاصمة، وقدم المبتكر اختراعين قال أنهما لعبتان تربويتان تساهمان في تنمية عقل الطفل من مرحلة اللعب إلى مرحلة الابتكار... يعتبر السيد فلاح أن الملاحظة والخيال إذا تم استغلالهما جيدا فإنهما يوصلان إلى الابتكار، كما يعتبر هذان العاملان موجودين في كل شخص، ما ينقص فقط هو استغلالهما الجيد، لأن اكبر الاختراعات قامت على الذكاء نعم ولكن على الملاحظة الجيدة وتنميتها لتصبح فكرة خلاقة. المبتكر كما ذكرنا توصل إلى اختراع لعبة لتنمية مهارات الأطفال الذهنية واللغوية كذلك، فاختراعه الأول عبارة عن قلم مركب يحمل الحروف اللاتينية والأرقام كذلك، وهو كلعبة تلعب بين شخصين إلى أربعة أشخاص، بحيث يرمى القلم ويحاول اللاعبون تركيب اكبر قدر ممكن من الكلمات عند الرمية الواحدة، سواء بالفرنسية أو الإنكليزية قد تصل إلى حوالي أربعين كلمة، وهذا يساهم في إثراء الثقافة الشخصية لكل طفل، وهو الهدف من هذه اللعبة التي تعتمد بالدرجة الأولى على الذكاء والإستراتيجية، وهما عاملان موجودان عند كل شخص ولكنهما غير مُمرنين. يقول المتحدث موضحا: “حاليا تم إقرار النشاطات اللاّصفية في المدارس ولكن المعلمين غير مدربين على استغلال تلك السويعات في اللُعَب الهادفة لتنمية ذكاء الأطفال، وهذا ما أسعى إلى إرسائه بمثل اختراعاتي هذه، المعتمدة في الأصل على تفعيل ذكاء التلاميذ وكأنه تمرين لذكائهم، ذلك لأن الذكاء يحتاج إلى بعض التمرينات لتفعليه”. ويضيف “كل المخترعين يعتمدون على عاملي الملاحظة والخيال الصحيح الذي إذا تم توجيهه يصبح حلما، والذي بدوره إذا تم توجيهه يصبح ابتكارا أو اختراعا، والاختراع الحسن ذو الجودة يفيد المستهلك والمنتج والاقتصاد الوطني ككل؛ بل ويزيد الربح ويخلق مناصب الشغل ويشجع الابتكار، وهذه حلقة تدور حول نفسها بنقاط ايجابية، لأن الفرد الياباني أو الألماني أو غيرهما له نفس القدرات العقلية التي يتمز بها كل البشر، ولكن السائد في مجتمعنا خطأ أن الفرد الجزائري يستهلك فقط، ولهذا يتكاسل الناس في مجتمعنا، ولكني جد متفائل فأنا مثلا انتظر منذ 20 سنة حتى اظهر للعلن وعندي براءات اختراعات كثيرة، وأسعى دائما للابتكار أكثر وهدفي تطوير الإنتاج المحلي وتشجيعه”. وعرض السيد فلاح زين الدين أيضا اختراعا ثانيا يتمثل في فرشاة أسنان بخزان معجون للأسنان، صالحة لأن ينقلها التلاميذ معهم داخل الجيب “إذا كنا نربي التلاميذ علميا فلابد لنا ان نربيهم صحيا أيضا، وحتى تكون التربية والتطبيق مترادفين فقد فكرت في ان حماية صحة الفم تكون أحسن أوجه الحفاظ على الصحة العامة، ولهذا قدمت اختراعي الثاني الذي لا يحمل تكنولوجيا معقدة، فهو في الشكل عبارة عن سيالة توضع في الجيب وسهلة التعبئة، والاختراع فيه 3 أقسام، فرشاة أسنان صغيرة ومكبح وخزان يُملأ بأي نوع من معجون الأسنان ويكفي بقدر قليل من الماء ان ينظف الطفل أسنانه وهو خارج المنزل، وهكذا يحافظ على صحته والصحة العامة”. في آخر حديثه إلينا، يؤكد السيد فلاح ان كل إنسان يمكن ان يكون مخترعا ومبتكرا، يكفي فقط ان يثق في قدراته ويوظف معارفه وان يسعى لأن يضع بصمته في الحياة من حوله.