هجمات انتحارية وإبادات جماعية ** يعيش العراق الحبيب في السنوات الأخيرة أسوا أيامه على الإطلاق حيث تتوالى الجرائم والمجازر الدامي التي تنفذها المنظمات المسلحة الإرهابية والتي على رأسها داعش وكذا الحشد الشعبي فالعراقيون يتعرضون إلى إبادة مزدوجة تأتيهم من كل ناحية فأين المفر؟ ق.د/وكالات ارتفع عدد قتلى تفجير سيارة ملغومة ضرب ساحة لبيع السيارات جنوببغداد أول أمس الخميس وتبناه تنظيم الدولة إلى 51 قتيلا على الأقل وإصابة العشرات في أكثر هجوم دموية في العراق هذا العام وسط تنديد دولي واسع. وقالت المصادر الأمنية إن السيارة كانت متوقفة في شارع مزدحم مليء بساحات انتظار السيارات وتجار السيارات المستعملة في حي الشرطة. وأفاد طبيب بأن عدد القتلى مرشح للارتفاع لأن العديد من المصابين في حالة حرجة بحسب ما أفادت وكالة رويترز. من جهتها نقلت مصادر عن مسؤول في وزارة الداخلية قوله إن عدد القتلى بلغ 52 شخصا كما أصيب أكثر من خمسين آخرين بجروح وهو ما أكده مسؤولون في المستشفيات أيضا. وصرح العميد سعد معن الناطق باسم عمليات بغداد بأن الاعتداء الإرهابي في معارض البيع المباشر في منطقة البياع كان بواسطة عجلة (سيارة) مفخخة مركونة . وأظهرت مشاهد بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي جثثا متفحمة وممزقة وأضرارا جسيمة طالت المنطقة المستهدفة فيما كان الدفاع المدني يحاول إخماد الحرائق. وفي بيان على الإنترنت أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن التفجير في وقت زاد التنظيم من هجماته بعد أن فقد السيطرة على شرق الموصل أثناء هجوم للجيش العراقي تدعمه الولاياتالمتحدة. وهذا التفجير هو الثاني الذي يستهدف سوقا للسيارات حيث وقع آخر الأربعاء المنصرم مما يشير إلى أن تنظيم الدولة توصل إلى أن من الأسهل ترك سيارات محملة بالمتفجرات في أماكن تتواجد فيها مئات السيارات الأخرى. من داعش إلى الحشد من جهتها اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الحشد الشعبي العراقية بهدم منازل مئات من العرب السنة قرب مدينة الموصل معتبرة ذلك يرقى إلى جرائم حرب تستدعي التحقيق الدولي. وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن قوات الحشد الشعبي -وأغلبها من مقاتلين شيعة- دمرت 345 منزلا في قرى غربي الموصل بعد استعادة السيطرة عليها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية. وأوضحت المنظمة في بيان لها أن أعمال الهدم وقعت في الفترة بين نوفمبر الماضي وفيفري الجاري دون أي ضرورة عسكرية ظاهرة وهو ما يرقى لمصاف جرائم الحرب . ونقلت وكالة رويترز عن لمى فقيه نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش القول إن أعمال الهدم ستمنع العائلات النازحة بسبب الحرب من العودة إلى قراها. ودعت المنظمة أطرافا خارجية للمشاركة بالضغط على المسؤولين العراقيين لفتح تحقيق جدي ومنها الولاياتالمتحدة والدول الغربية التي تقدم مساعدات عسكرية للعراق أيضا. كما دعت مجلس حقوق الإنسان أيضا إلى توسيع نطاق آلية التحقيق التي أنشئت في عام 2014 ليشمل الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها مليشيات الحشد الشعبي الخاضعة للقيادة المباشرة من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي . لكن متحدثا باسم قوات الحشد الشعبي في بغداد قال إن المنازل التي أشار لها تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش دمر معظمها بسبب هجمات بسيارات ملغومة كان تنظيم الدولة يشنها في مواجهة تقدم القوات. وقال المتحدث في هذه القرى لقد هاجمونا على الأقل بعشر سيارات مفخخة يقودها انتحاريون مما تسبب بتدمير عدد من المنازل والكثير من الأضرار . وتشارك قوات الحشد الشعبي -التي تلقت تدريبا من إيران- في حملة تدعمها الولاياتالمتحدة منذ أكتوبر لطرد تنظيم الدولة من الموصل آخر معقل كبير له في شمال العراق. وتهاجم القوات مقاتلي تنظيم الدولة في المنطقة الواقعة غربي الموصل التي تمتد بين المدينة والحدود السورية. واستعادت قوات الحكومة العراقية السيطرة على شرق الموصل الشهر الماضي وتستعد حاليا لحملة على الجانب الغربي الذي ما زال تحت سيطرة الإرهابيين ويقسم نهر دجلة مدينة الموصل إلى نصفين. 140 ألف طفل مهددون بالموت جوعا في الأثناء قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن الجوع يضرب غرب مدينة الموصل ويهدد نحو 140 ألف طفل بالموت. يأتي هذا في حين توقعت الأممالمتحدة فرار 250 ألف مدني من غرب المدينة. ومع اشتداد الضربات عليه يمنع تنظيم داعش تجار المدينة من توريد أي مواد غذائية لسكان غرب الموصل في حين يوفرها لعناصر التنظيم وعائلاتهم حسب المرصد العراقي لحقوق الإنسان. وأضاف المرصد أن مئة وأربعين ألف طفل هناك يواجهون خطر الموت جوعاً توفي العشرات منهم حتى الآن. ويحدث هذا في منطقة يعيش فيها حوالي 750 ألف شخص في ظروف تشبه الحصار وفق الأممالمتحدة.