بسبب المضاعفات الخطيرة لمرض السُّكري ملايين الجزائريين مهدّدون بالعمى وبتر الأرجل * أكثر من نصف عدد المرضى يجهلون إصابتهم بالمرض يعتبر السُّكري من الأمراض المستعصية التي عجزت المخابر البحثية والأطبَّاء المختصين عن إيجاد دواء شاف ونهائي لها ولأن الجزائر واحدة من البلدان التي يشملها هذا المرض بكل تداعياتهِ ونتائجه على الدَّولة والمجتمع ككل فإنها مشمولة ضمن هذا النطاق كذلك وتشير تقديرات الفيدرالية الوطنية لمرضى السُّكري تشير إلى أنَّ عدد المصابين بهذا الدَّاء المزمن نحو 3.5 مليون شخص بينهم أزيد من 25 بالمائة من فئة الشَّباب و10 بالمائة منهم أطفال دون ال14 سنة. عميرة أيسر حسب دراسة قام بها الأستاذ سمير عويش الأستاذ المُساعد في قسم أمراض السُّكري بمستشفى مصطفي باشا الجامعي والأمين العام لجمعية دراسات السُّكري فإنَّ هناك حوالي ما بين 8 إلى 10 بالمائة من الجزائريين مصابون بهذا الدَّاء إلا أنَّ هناك أكثر من 52.5 بالمائة منهم لا يعلمون أنهم مصابون بهذا النوع من الأمراض في غالب الأحيان. السكري يزحف الى فئة الأطفال أما رئيسة جمعية مرضى السُّكري بالعاصمة السيِّدة سهيلة فرحات فتؤكد بأنَّ هذا المرض ارتفع بوتيرة متصاعدة وخصوصاً لدى الأطفال في العشر سنوات الفارطة إذ ارتفعت نسبة المصابين به من حوالي 8 بالمائة إلى 14 بالمائة وهذا ما بات يتطلَّب من القطاع الصِّحي الوطني ووزارة الصحة إيجاد إستراتيجية طبية وطنية وتضافر جهود الفاعلين في القطاع الطبِّي والجمعيات المختصة في هذا المجال والمُجتمع بكل فعالياته وآلياتها وجمعيات المجتمع المدني وذلك من أجل الحدِّ من انتشار هذا المرض الذي بات من الأمراض المنتشرة بسرعة كالنَّار في الهشيم والتي يمكن أن تكون لها تداعيات ونتائج سلبية على حياة الأفراد وسلامتهم العضوية حيث تشير التقديرات إلى أنَّ هناك أكثر من200ألف شخص سنوياً يتعرضون لمخاطر بتر القدم جراء هذا المرض ومضاعفاته الصِّحية. مضاعفات خطيرة يتجرعها المريض وبالحديث عن هذا المرض من الناحية البيولوجية والسَّيكولوجية فأن له عدَّة أعراض تكون عادة ناتجة عن ارتفاع السُّكر في الدَّم ومن أهمها ربما الإحساس بالعطش الشَّديد نتيجة ارتفاع كما قلنا نسبة السُّكر بالدم فيشعر المريض بعوارض منها صعوبة التنفس وكذلك بالتهابات متكررة يصعب شفاؤها في العادة بسبب تراجع جهاز المَناعة البشري عن أداء مهامِّه الحيوية لدى جسم مريض السُّكري. كما أنَّه قد يعاني من نحافة الجسم نتيجة ازدياد عملية حرق الدُّهون والبروتين في جسم المريض نتيجة ارتفاع معدلات السُّكر في الجسم بصورة غير طبيعية في المجمل هذه العوارض المرضية قد تتحول إلى مضاعفات خطيرة إن لم يتمَّ علاجها بسرعة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر. اعتلال العينين وتناقص الرؤية بشكل ملحوظ لدى مريض السُّكري وربما إصابته بالفشل الكلوي بسبب اعتلال عمل الكلى وكذلك إصابتهُ بأمراض القلب والشَّرايين نتيجة انسدادهاَ وارتفاع نسب السُّكر في الدم أو توقف عمل بعض الأعصاب النَّاقلة لحركة وتمزُّقها ممَّا قد يؤدي إلى حالات بتر للأطراف. المكمّل الغذائي رحمة ربي مطلب المرضى ويُعتبر الأنسولين أهمَّ الأدوية التي يعتمد عليها مرضى السُّكري بنوعيه إذ أن مرضي النوع الأول منه والناتج عن نقص في هذه المادَّة ويعوضه المريض عن طريق إبر الأنسولين وأما النَّوع الثاني فينتج عادةً بسبب قصور في عمل غدَّة البنكرياس ويتم تعويضه عن طريق إعطاءه دواءً منشطاً لهذا العضو الحيوي والرئيسي في الجسم البشري والمسؤول عن الإصابة بالمرض في حال حدوث خلل عضوي في إفرازاته لمادَّة الأنسولين ومما زاد من غبن المرضى وتأزُّم حالتهم وهذا ما وقفنا عليه شخصياً هو سحب المكمل الغذائي المسمَّى RHB للباحث الجزائري الفذّ توفيق زغبيط من الأسواق دون سبب وجيه مقنع وبعد أيام من ذلك ظهر في الأسواق مكمِّل غذائي فرنسي بنفس المواصفات ومسروق منه وبثمن باهض وهذا ما طرح عدَّة علامات استفهام؟عن حقيقة ما جرى في الكواليس! مرضى السُّكري الذين ناشدوا الجهات الحكومية المسؤولة لإعادته إلى الأسواق بعدما كان أملهم الوحيد في استعادة صحتهم وعافيتهم المفقودة ولكن لا حياة لمن تنادى.وسط صمت رسمي مطبق ووقفات واحتجاجات ينظمونها بشكل دوري في عدَّة ولايات وغياب التغطية الإعلامية المتعمَّدة لها وفي ظلِّ غياب التكفُّل والرعاية الحكومية والمجتمعية لهؤلاء المرضى وغلاء أدوية السُّكري الغير مُجدية في أحيان كثيرة تبقى المعاناة هي السِّمة الأبرز لمعظمهم وسط تكهنات بارتفاع أسعار معظم الأدوية الخاصة بهم نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد حالياً والتي سيكونون من ضحاياهاَ بالتأكيد.