تشير التقديرات الجديدة إلى إصابة 5,3 مليون جزائري بمرض السكري،رقم أعلنت عنه الفيدرالية الوطنية لمرضى السكري عشية إحياء اليوم العالمي للداء رقم يرى الأخصائيون أنه مرعب، خاصة في ظل انتشار المرض بين الفئات الشابة، حيث تقدر نسبة الإصابة بينهم ب 25 بالمائة فيما لم يسلم الأطفال من الداء، بسبب عامل الوراثة وسوء النمط الغذائي، حيث بلغت نسبة إصابتهم 14 بالمائة . أحيت الجزائر اليوم العالمي لمرضى السكري الموافق ل 14 نوفمبر من كل سنة، حيث اختارت له هذا العام شعار »داء السكري لنحمي مستقبلنا«، في وقت يتفشى فيه داء السكري بين الجزائريين يشكل كبير إذ بلغت إصاباته 10 بالمائة من مجموع سكان الجزائر،من بينهم 20 إلى 25 بالمائة غير مؤمنين اجتماعيا. الأمر الذي يؤثر سلبا على صحتهم ويفتح الباب واسعا أمام مضاعفات السكري التي لا ترحم .كالإصابة بقدم السكري التي تهدد 200 ألف مريض ببتر القدم إضافة إلى إصابة 80 بالمائة من مرضى السكري في الجزائر بضغط الدم الشرياني مما يشكل أخطارا ومعاناة مزدوجة. السكري يضرب المتمدرسين ارتفعت نسبة الإصابة بالسكري بين تلاميذ المدارس في الجزائر,الأمر الذي دفع بجمعيات أولياء التلاميذ إلى دق ناقوس الخطر فالكثير من التلاميذ المصابين يجهلون إصابتهم كما يجهل الأساتذة أحوالهم الصحية وبالتالي لا يعرفون التعامل معهم في حال حدوث غيبوبة سكر على سبيل المثال. وفي هذا الإطار،دعا أحمد خالد إلى ضرورة التكفل الأمثل بالتلاميذ المصابين بداء السكري في الجزائر والذين بلغ عددهم مليون تلميذ حسب تقديراته مطالبا بضرورة التعامل مع الدفتر الصحي للتلميذ لمعرفة مشاكله الصحية ومراعاتها كالتبول في أوقات كثيرة والأكل في أوقات مختلفة أو الدخول في غيبوبة وهنا شدد احمد خالد رئيس جمعيات أولياء التلاميذ على أهمية وجود طبيب وممرضة وأخصائي نفساني على مستوى كل مدرسة لمراعاة الظروف الصحية للتلاميذ ومساعدتهم على تجاوزها. كما كشفت دراسة جديدة قامت بها الفيدرالية بأن سبب انتشار السكري بين أطفال الجزائر سببه الانتشار المفرط للبدانة في الوسط المدرسي بسبب الإقبال الكبير للتلاميذ على استهلاك المشروبات الغازية والعصائر، ورقائق البطاطا زالشيبسس وغيرها من الأطعمة غير الصحية. وهو ما دفع بجمعيات المستهلكين إلى القيام بحملة وطنية للمطالبة بتخفيض نسبة السكر في هذه المشروبات بالتنسيق مع وزارتي الصحة والتجارة والجمعية الوطنية لتصنيع المشروبات.فيما طال أخصائيون بضرورة التدخل لإنقاذ صحة أطفال الجزائر من الأمراض التي تحدق بهم في ظل فوضى الاستهلاك وانعدام الرقابة الأسرية مما يهدد مستقبل جيل كامل من أبناء الجزائر تهدده مختلف الأمراض وعلى رأسها السكري. وهو نفس ما ذهب إليه فيصل أوحادة رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر حينما حذر من مخاطر المشروبات الغازية والعصائر التي تصنَّع في الجزائر لأنها بعيدة كل البعد عن المقاييس الدولية، وهي سبب انتشار الكثير من الأمراض و في مقدمتها السكري .مشيرا إلى أن كوبا واحدا من المشروبات عندنا يحتوي على 12 حبة سكر، الأمر الذي يجعلها مدمرة للبنكرياس على المدى البعيد. وفي هذا الإطار ترى المختصة بأمراض السكري بمستشفى بولوغين بالعاصمة الدكتورة مغنيش نورة في تصريحها بالمناسبة، أن أسباب ارتفاع إصابة الأطفال بالسكري زناتجة عن الصدمات التي تعرض لها الأطفال خلال الكوارث الطبيعية التي ألمت بالجزائر، من زلازل وفيضانات وحوادث الطرق، والتي تجعل الجسم يفرز هرمونات تحرض على إفراز الأنسولين فيرتفع بالدم، وفي سنوات الإرهاب ارتفع عدد المصابين بالسكر وضغط الدم إلى زهاء 20 بالمائة نتيجة الصدمات التي تعرضوا لها. التغذية المتوازنة تجنب مرضى السكري خطر المضاعفات يؤكد الأخصائيون بأن التزام مرضى السكري بتغذية صحية ومتوازنة يجنبهم مضاعفات السكري الخطيرة وعلى رأسها القدم السكري واعتلال الشبكية . وينصح الأخصائيون عشية إحياء اليوم العالمي لداء السكري المصابين بإتباع نظام غدائي متوازن، يتضمّن مختلف أنواع الخضر والفواكه الغنية بالأملاح والألياف المعدنية، لأنّ الجسم يحتاج إلى البروتينات والدسم وكذا السكريات، ولكن دون الافراط في تناولها. ويحذّر الأخصائيون من المأكولات السريعة التي تشكّل خطرا كبيرا على المصاب بداء السكري، زيادة على المشروبات الغازية والدسم المشبّعة التي ينصح بتفاديها، فمريض بالسكري يتوجّب أن يكون غداءه صحيا ومنتظما من أجل تفادي المضاعفات الخطيرة. ويشدّد الأخصائيون على أهمية مراقبة مستويات السكر في الدّم بصفة دائمة، وتفقد القدم السكري من خلال تعقيمه يوميا، إضافة إلى القيام بتمارين رياضية وضبط الوزن والتقيد بجدول محدد للوجبات، لأن ذلك يساعد المريض في التحكم في داء السكري والعيش لمدة طويلة دون مضاعفات. التشخيص المبكر للسكري يجنب المرضى تعقيداته يعني التشخيص المبكر لمرض السكري يخص بصفة خاصة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة ممن من يعيشون وسط عائلات تتوارث المرض جيلا بعد جيل. إلى جانب من يعانون من فرط الوزن أو البدانة حتى ولو كانوا أطفالا أو شبابا، هؤلاء حسب البروفيسور بروي مطالبون بإجراء فحوصات دورية لقياس نسبة السكري في دمهم، أما في حالة إصابتهم فيجب أن يواظبوا على متابعة العلاج بحرص وجدية، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام و اتباع حمية غذائية يصفها لهم الطبيب, وكلما كان التشخيص مبكرا كان السكري تحت السيطرة وتجنب المرضى المضاعفات والتعقيدات. أما مرضى السكري من النوع الثاني غير الوراثي فعليهم الاهتمام بالتغذية الصحية ومن المضاعفات الخطيرة أن 75 بالمائة من المصابين بداء السكري من الصنف الثاني يتوفون بأمراض القلب. و30 بالمائة من المصابين بهذا الداء يعانون من الأمراض التاجية للقلب و25 بالمائة من بينهم يعانون من أمراض الشرايين بالأعضاء السفلى المؤدية إلى التهابات هذه الأعضاء والتي تتسبب في تعفنها، كما أن واحدا من بين 4 مصابين بشرايين الأعضاء السفلى التي يتسبب فيها داء السكري يتعرض إلى بتر ساقهصص.كما يؤدي السكري إلى إصابة شرايين العين ل 8,21 بالمائة من الأشخاص الذين يعانون من الداء، فضلا عن إصابة الكلى بنسبة 14 بالمائة والأعصاب بنسبة 33 بالمائة. وترى الأمينة العامة لجمعية مرضى السكري سهيلة فرحات أن العدو الأكبر لمريض السكري هو الجلوس الطويل أمام التلفاز والحاسوب، والأخطر هو الألعاب الإلكترونية التي تسبب الخمول للأطفال، لذا من المهم ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني لنصف ساعة في اليوم، ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل، فالحركة تنشط عمل البنكرياس. وأكدت الجمعية ارتفاع نسبة الأطفال المصابين بالسكري حيث بلغت 14بالمائة بعدما كانت 8بالمائة قبل عشر سنوات. وحذرت فرحات في حديثها من مغبة علاج السكري بالأعشاب،وهو نفس ما ذهبت إليه الفيدرالية الجزائرية لمرضى السكري التي نشرت بيانا تحذر فيه من خطورة التداوي بالأعشاب من مرض السكري وهذا بعد أن انتشرت وصفة التداوي بأوراق الزيتون بسن المرضى.