يعرف في السنوات الأخيرة انتشار داء السكري في الجزائر تزايدا محسوسا في آخر الإحصائيات المسجلة لدى الجهات المختصة، إذ فاق 03 ملايين مصاب، حسب تصريح أطباء مختصين ل"الشروق"، حيث نعتها هؤلاء بالآفة الحقيقية والمشكلة الجدية للصحة العمومية، في حين تشهد ولايات الجنوب، على غرار عاصمة الواحات ورقلة، غرداية، تمنراست، ارتفاعا محسوسا في عدد المصابين بهذا الداء الذي مسّ جميع الشرائح العمرية. وقدرت نسبة انتشار هذا الداء ب 8,4 من المائة عبر العالم، أين وصل عدد المصابين إلى 382 مليون مصاب، حسب تقارير الاتحاد الدولي، والجزائر هي الأخرى عرفت انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة لهذا الداء، حيث قارب عدد المصابين بداء السكري 03 ملاين مصاب، بينما تباينت النسب عبر باقي ولايات الوطن، في الوقت الذي سجلت فيه ولاية ورقلة، العام المنقضي، تعداد المصابين بالداء المذكور بالآلاف، حسب ما أفادت به بعض جمعيات مكافحة داء السكري ل"الشروق" على غرار "بيت السكري". ومن ثم تليها منطقة غراداية، بأرقام مرشحة للارتفاع حسب تصريح المختصين والمتتبعين لهذا الشأن ل"الشروق"، الأمر الذي أقلق سكان الجهة. وهذا نتيجة نقص الحملات التوعوية، وعدم تحلي الفرد بالثقافة الغذائية المتوزانة. وحسب تصريح طبيب مختص، فإن العادات الغذائية السليمة لم تغرس بعد في السلوكيات، مبرزا أن الحمية الغذائية لمرضى السكري لا تخص فقط الأشخاص المصابين بالسكري ولكن جميع المواطنين. ومعلوم أن داء السكري يحدث نتيجة الاضطرابات الحاصلة في نسب السكر بالدم نتيجة نقص في الأنسولين الذي تفرزه البنكرياس، الذي يعد بمثابة العضو المسؤول عن تعديل نسبة السكر في جسم الإنسان، وبالتالي يصبح الفرد عرضة لهذا الداء، الذي قد يخلف مضاعفات خطيرة علي غرار العجز الكلوي وإصابة العينين وأمراض القلب والسكتة واعتلال الأعصاب السكري والتهابات اللثة والقدم السكرية وقد يمكن أن يصل الأمر إلى بتر الأعضاء السفلى. وقد تظهر بعض الأعراض التي يمكن للشخص أن يتبين من خلالها أنه مصاب بالمرض المذكور، منها كثرة التبول، العطش المتزايد، الضعف والفتور، جفاف الفم، الضعف الجنسي، فقدان الشهية، الإقبال على السكريات، انتفاخ القدمين وغيرها من الأعراض التي تستدعى من الشخص الذي تظهر عليه، التنقل إلى طبيب مختص للكشف عن حالته، واتخاذ الإجراءات الوقائية. من جهتهم، ينصح الأطباء والمختصون في الشأن، مرضى السكري بالتقيد بتوصيات الأطباء فيما يتعلق بتناول الأدوية، وأخذ جرعات الأنسولين في أوقاتها المناسبة، والعمل على الالتزام بنظام غدائي معين، وعدم الإفراط في تناول السكريات، فضلا عن تكثيف حملات الكشف عند المختصين بصفة دورية، لتفادي الإصابة بهذا الداء. هذا وتبقى جمعية "بيت السكري" بورقلة الأكثر نجاعة واهتماما بالمصابين بالداء، من خلال تقديمها فحوصات دورية لمرضاها، فضلا عن إرشادات وتوجيهات الطبيب "بن ساسي" الذي يسهر على تقديم الجديد للمرضى.