انطلقت أمس السبت القافلة البحرية للمساعدات الإنسانية »أسطول الحرية لغزة« من تركيا بالتعاون بين جمعية حقوق الإنسان والحرية التركية للمساعدات الإنسانية، والعديد من المنظمات الدولية، التي شكلت فيما بينها ما يسمى ب »ائتلاف الحرية لغزة«. وذكر موقع »عرب 48« الإخباري، أنه أقيم في الساعة 11 احتفال في منطقة »سراي بورنو« في إسطنبول بمناسبة انطلاق القافلة التي تضم 9 سفن، منها ثلاث تركية واثنتان من بريطانيا وواحدة من كل من اليونان وإيرلندا والجزائر والكويت. الاحتفال حضره عددٌ كبير من المواطنين والصحفيين والسياسيين والكتّاب ومسؤولي المنظمات المدنية والفنانين لوداع السفن التركية الثلاث التي انطلقت من إسطنبول على أن تلتقي بالسفن الأخرى في نقطة محددة بالبحر الأبيض المتوسط. ونقلت التقارير عن مسؤولين بجمعية حقوق الإنسان والحرية التركية، أن ما يقرب من 50 دولة قدّمت الدعم لقافلة المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى دعم الرئيس الماليزي السابق والرئيس الفنزويلي. وتحمل القافلة 10 أطنان من الإسمنت والحديد ومستلزمات طبية متنوعة وأغذية للأطفال. وعلى متن السفن ما يقارب 750 شخص. وستصل السفن إلى غزة خلال فترة 24 ساعة بحال عدم اعتراض الجانب الإسرائيلي طريقها. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت مطلع الأسبوع الماضي، أنها لن تسمح بوصول سفن الإغاثة الانسانية إلى غزة. ونقلت التقارير الإسرائيلية أن مدير قسم أوروبا في الخارجية الإسرائيلية، نور غيلون، التقى الإثنين الماضي مع كل من سفراء تركيا واليونان وإيرلندا والسويد، وطلب منهم العمل من أجل منع مواطنيهم من المشاركة في هذه الحملة. وقالت التقارير ذاتها إن غيلون »شدد أمام السفراء على أن الحملة هي استفزاز وانتهاك صارخ للقانون الإسرائيلي«، وأن حكومته »لا تنوي السماح للحملة بالوصول إلى غزة«. وحسب تقارير إسرائيلية سابقة، يستعد سلاح البحرية الإسرائيلي لمنع وصول أسطول السفن المحمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، وهو أمر سيضع »أسطول الحرية« كما يؤكد القيمون على الحملة أمام اختبار حقيقي. من جهته، أكد الناطق باسم القافلة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة، زاهر بيراوي، في تصريحات صحفية أن »تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بحجز سفن القافلة والتصدي لها هي تهديدات جوفاء«. ونقلت تقارير فلسطينية عن بيراوي قوله: »إسرائيل اعتادت استخدام هذا النمط من التصريحات والمستوى الكلامي«، جازماً بأن »المهم هو أن أسطول الحرية تحرك شاء الاحتلال الإسرائيلي أم أبى، وهو لن يستطيع أن ينفذ تهديداته؛ لأن أي اعتراض أو تعد سيعرّض قادة الاحتلال الإسرائيلي للملاحقة الدولية كون القافلة تعد قافلة إنسانية«. ولفت بيراوي إلى أن »الإسرائيلي ليس على درجة من الغباء تجعله يصدر قراراً بالسيطرة على السفن في وقت صورته تصبح أكثر فأكثر محرجة، وهكذا تصرف قد يفضحه أمام المشاركين الممثلين لعدة منظمات أوروبية وعالمية«. وأضاف بيراوي: »لا خيار أمامنا سوى خيار واحد هو الوصول إلى قطاع غزة المحاصر، وإمداد أهلنا فيه بالمساعدات التي يحتاجونها«. وحدد بيراوي مسار التحرك الدولي الحالي بأنه »معركة سلمية سياسية إنسانية إعلامية حتى كسر الحصار أو فتح المعابر أمام قطاع غزة«. وختم بيراوي متهكماً: »لو أرادت إسرائيل وقف هذه السفن عن القدوم إلى القطاع المحاصر أو منع إزعاج القافلة فلتفتح المعابر وتكف عن حصار الشعب الفلسطيني في القطاع«. يُذكر أن سفينة »راشيل كوري« (تيمناً بالناشطة الأمريكية التي قضت على يد الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة سنوات)، »انطلقت من إيرلندا متجّهة للالتقاء مع السفن الأخرى قرب المياه الإقليمية للقطاع المحاصر من طرف إسرائيل ومصر، وهذه السفينة مموّلة من رئيس الوزراء الماليزي السابق، مهاتير محمد عبر المؤسسة التي يرأسها، مؤسسة »بردانا«، وهي سفينة شحن كبيرة محمّلة بالمساعدات الإنسانية.