مجاعة في السودان وجفاف في الصومال إفريقيا تحت صفيح ساخن أدت المجاعة التي تضرب دولة جنوب السودان حاليا إلى تدفق كبير للاجئين إلى دولة السودان المجاورة وبمعدل يومي فاق المئات واضطر بعض الجنوبيين إلى السير سبعة أيام للوصول إلى ولايات حدودية مثل ولاية النيل الأبيض هربا من جحيم الجوع فيما تعيش دولة افريقية أخرى غير بعيدة نفس الماسي من خلال أزمة جفاف حادة تضرب دولة الصومال التي يحاصرها الموت من كل ناحية. يؤكد مسؤولون في ولايات سودانية حدودية أن مئات الآلاف من اللاجئين جراء الجوع والأوضاع المزرية قد وصلوا أراضيها وأعلنت ولاية شرق دارفور أن أكثر من 43 ألف لاجئ جنوب سوداني وصلوا الولاية مما يفوق قدرتها الاستيعابية. وأعلنت حكومة جوبا مؤخرا أن المجاعة قد ضربت أجزاء واسعة من الولايات والمقاطعات الجنوبية وتقول هيئات ومنظمات ومؤسسات رسمية سودانية إن أكثر من خمسمائة ألف جنوب سوداني وصلوا البلاد خلال الفترة الماضية بسبب الحرب والمجاعة. ويؤكد مسؤولون في ولايات سودانية حدودية أن مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من الجوع والاقتتال قد وصلوا أراضيها وأعلنت ولاية شرق دارفور أن أكثر من 43 ألف لاجئ جنوب سوداني وصلوا الولاية مما يفوق قدرتها الاستيعابية. الفرار من الجوع ووفق إحصاءات لمنظمات محلية فإن عدد اللاجئين الذين فروا إلى السودان من جنوب السودان منذ بداية الحرب الداخلية قد زاد على 1.5 مليون شخص دخلوا السودان عبر ولايات النيل الأبيض وجنوب كردفان وشرق دارفور وجنوب دارفور قبل أن تصبح المجاعة دافعا أكبر للهروب. وكشف مفوض العون الإنساني في السودان أحمد آدم عن أن عدد اللاجئين الذين تم استقبالهم منذ بداية الحرب الأهلية في جنوب السودان قد زاد على خمسمئة ألف لاجئ تم تسجيل ثلاثمئة ألف منهم بصورة رسمية. من جهة أخرى أعلنت ولاية جنوب كردفان وصول أكثر من 13 ألف لاجئ جنوب سوداني إلى مناطق الليري وأبو جبيهة وتلودي متوقعة مزيدا من تدفقات اللاجئين على أراضيها. وأكد معتمد منطقة الليري في جنوب كردفان عبد الله كوكو استقبال المنطقة أكثر من 32 ألف لاجئ مشيرا إلى الأوضاع الحرجة التي وصلوا بها. وأضاف في تصريحات صحفية أن المحلية استقبلت أعدادا كبيرة بمعدل 150 إلى 250 فردا من اللاجئين خلال الأيام الماضية مما شكل عبئا كبيرا في تقديم الخدمات لمواطني المحلية خاصة في مجالي الصحة والمياه. وفي بيان جديد لها أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن 31 ألف شخص فروا من دولة جنوب السودان إلى الأراضي السودانية خلال جانفي وفيفري الماضيين مرجحة لجوء نحو ستين ألفا طوال عام 2017. ملاذ آمن وتكشف المفوضية عن أن التقديرات الأولية تشير إلى أن أكثر من 80 من القادمين الجدد هم من النساء والأطفال بمن في ذلك الأطفال غير المصحوبين بذويهم. وتؤكد المنظمة أن التوقعات الأولية للمكتب كانت تشير إلى احتمال وصول ما يقارب ستين ألف لاجئ من جنوب السودان إلى السودان خلال عام 2017 ولكن جانفي وفيفري الماضيين فقط شهدا وصول أكثر من 31 ألف لاجئ إلى الأراضي السودانية. ومنذ ديسمبر 2013 بحث 328 ألفا و339 شخصا من جنوب السودان عن الملاذ الآمن في السودان بمن في ذلك نحو 131 ألف لاجئ تم تسجيل دخولهم في العام 2016 معلنة أن عدد اللاجئين من مواطني دولة جنوب السودان الذين وصلوا إلى السودان بلغ 305 آلاف شخص. وتشير المنظمة إلى دراسات لهيئات دولية تؤكد أن نحو 5.5 ملايين شخص أو ما يقرب من نصف سكان جنوب السودان يواجهون الجوع المهدد للحياة هذا العام. من جانبه ذكر مفوض العون الإنساني في النيل الأبيض صلاح تاج السر أن عدد اللاجئين الجنوبيين بالولاية قد بلغ 105 آلاف لاجئ في نقاط انتظار بمحليتي السلام والجبلين وبعض النقاط الجديدة التي تم توزيعهم فيها في مناطق كشافة وجوري والرديس والبحر. أما سلطان الدينكا بولاية شرق دارفور إبراهيم دينق مجوك فيؤكد وجود أكثر من أربعين ألف لاجئ جنوبي في معسكر الضعين إضافة إلى خمسة آلاف أسرة في ولاية جنوب دارفور في نيالا في كل من محليتي السلام وتلس. وفي ولاية غرب كردفان بلغ عدد اللاجئين ألفي أسرة في كل من بابنوسة والمجلد والفولة فيما أعلنت ولاية جنوب دارفور استقبال أكثر من أربعة آلاف من اللاجئين مع توقعات بارتفاع العدد خلال الأيام المقبلة. الجفاف يحاصر الصومال في الجهة المقابلة يدفع اتساع نطاق الجفاف إلى جل مناطق الصومال عددا متزايدا من السكان للنزوح إلى مقديشو بحثا عن حياة أفضل. لكن معاناة النازحين تواصلت بعد فرارهم من قساوة الظروف المناخية التي قضت على مواشيهم وقتلت بعضهم عطشا أو وجوعا. موجة الجفاف التي كان تأثيرها محصورا منذ قرابة عام على مناطق في إقليمي أرض الصومال وبونتلاند شمالي الصومال بدأت تجتاح مناطق الوسط والجنوب وأخذت منحى أكثر حدة نتيجة تأخرهطول الأمطار لعدة مواسم ونضوب جزئي لنهر شبيلي مما تسبب في نفوق عدد كبير من الثروة الحيوانية التي تشكل عماد الحياة بالنسبة لسكان البدو والأرياف وحتى لاقتصاد الصومال. كما أن غلاء أسعار المواد الغذائية والماء في المناطق المتضررة وعدم استجابة الحكومة والمنظمات الإنسانية بشكل سريع لاحتواء الأزمة عقدت الأوضاع أكثر. وسجلت في الأسابيع الماضية نحو خمسين حالة وفاة عطشا وجوعا وسط وجنوبي البلاد مما دفع كثيرين للنزوح نحو المدن الكبرى بينها مقديشو. وفي الفترة الأخيرة أكدت الأممالمتحدة أن الصومال يواجه كارثة وشيكة وعلى حافة مجاعة وأوضحت أن نصف سكان البلاد (نحو 6.2 ملايين) يواجهون انعدام الأمن الغذائي وبحاجة إلى مساعدات إنسانية بينما يتوقع ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد من 185 ألفا إلى 270 ألفا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وأضافت المنظمة الدولية أن الحد من آثار الجفاف وإرسال مساعدات عاجلة يتطلب توفير 450 مليون دولار في غضون الأشهر القادمة.