تنشط دوائر التنصير ومنظماته في شتى أنحاء العالم لا سيما العالم الإسلامي ودوله الفقيرة التي تعاني الفقر والحرب والاستبداد، ومعروف أن التنصير كالمرض لا ينشط إلا في الجسد المتهالك وفي ظل الأجواء السلبية، ودليل ذلك تكالب المنظمات التنصيرية على البلدان الإفريقية والإسلامية التي تعاني من المجاعات والأزمات. حيث يتم مساومة المسلمين على دينهم مقابل الغذاء والمكافآت العينية والمادية، وقد حدث ذلك في الصومال وحدث في سوريا داخل ملاجئ اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، وتم ذلك من خلال توزيع الكتب التنصيرية على اللاجئين السوريين ليتم حفظ ما فيها مقابل المال. ومؤخرًا تمكن جهاز الأمن والمخابرات السوداني من توقيف شبكة تنصيرية دولية تديرها سيدة كندية بالتعاون مع أجانب من جنسيات مختلفة، ونقل مركز السودان للخدمات الصحفية عن مصادر رفيعة -لم يسمِّها- أن الشبكة اتخذت من إحدى الشقق المفروشة بمنطقة (أركويت) مقرًّا لممارسة تبشير تنصيري واسع، مخالِفة بذلك قوانين البلاد. وأوضحت المصادر أن عملية الضبط جاءت بعد مراقبة مطوَّلة للشبكة التي تستغل البسطاء من المواطنين في الأحياء الطرفية؛ حيث كثفت عناصر أجنبية نشاطها في مناطق الكلاكلات وأحياء الإنقاذ ومايو بالخرطوم. ولفت المصدر إلى أن تمويل هذه العمليات يتم بواسطة سيدة كندية تستغل شقة مفروشة تتبع في الأصل لفلبينية تعمل سكرتيرة لمدير فندق كبير بالخرطوم، وأن الشقة مخصصة لسكن العاملين بالفندق فقط. فالغرب الصليبي بعدما عزل الجنوب السوداني وافترسه من خلال عصابات التنصير توجه إلى السودان شمالاً ليأتي على البقية الباقية منه، ليتحول السودان كله إلى معول نصراني لهدم الإسلام في القارة السمراء. والناظر إلى المخطط الكنسي وأنشطته التنصيرية في السودان يلحظ أن هذا المخطط كان موجهًا بالدرجة الأولى في السابق إلى مواطني جنوب السودان، ثم في جبال النوبة (جنوب كردفان، غرب البلاد)، لكن السنوات الأخيرة شهدت اتجاهًا للتبشير المسيحي في أوساط المسلمين الذين يعيش غالبيتهم في شمال وشرق وغرب البلاد. يقول عضو هيئة علماء السودان الشيخ شمس الدين علي: (لا بد من محاربة ظاهرة التنصير بإيجاد جسم آخر ينمي ويقوِّي الإيمان في النفوس التي ضعُف الإيمان فيها، فالقلوب المصابة بهشاشة في الإسلام هي الأقرب إلى التنصير والانحراف، أضف إلى ذلك أن الفقر والجوع من أهم عوامل الانحراف والانجراف وراء التنصير). وشدّد (شمس الدين) على ضرورة الإنفاق على الدعاة والدعوة والأئمة والتركيز على دور الزوايا والمساجد والمدارس الإسلامية والقوافل الدعوية للمناطق الطرفية لترسيخ الدعوة والدين الإسلامي في النفوس، بجانب دور الدولة ومنظمات المجتمع المدني وأهمية التكاتف و(اليد العليا) بسدّ حاجة المؤمنين من قِبل المقتدرين، وأكد على دور الشرطة في محاربة أوكار الرذيلة وبؤر الفساد؛ لتقويم المجتمع حتى يكون مُعافى. وردًّا على تنصر عدد من السودانيين وجَّه الدكتور محمد عثمان صالح، الأمين العام لهيئة علماء السودان، انتقادات للسلطات لتجاهلها الوزارة المعنية بأمر الدين ومجالس الدعوة وهيئة العلماء. وطالب الدكتور محمد عثمان صالح في تصريحات صحفية، الأسرَ والجماعات والدعاة والسلطة الحاكمة بالانتباه إلى مخططات أعداء الإسلام لرد المسلمين عن دينهم، وأشار إلى تعدد وسائل استهداف المسلمين لتنفيرهم، ومن ذلك الحصار والحروب وفصل الجنوب والمشكلات في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحرب المسلمين فيما بينهم في دارفور. فعلى علماء السودان الانتباه لما يحدث في الداخل السوداني؛ فالسودان الآن أكثر استهدافًا من ذي قبل، من قِبَل جمعيات التنصير والمنظمات التغريبية لتغييب الهوية الإسلامية عن السودان، ولعزل دول الشمال الإفريقي الإسلامية عن وسط وجنوب القارة السمراء، وقد بدأ هذا المخطط فعليًّا بعزل جنوب السودان ليتحول من إقليم مسلم إلى دولة مسيحية صهيو- صليبية.