أكد مدير الثقافة لولاية بومرداس السيد مختار خالدي، على هامش افتتاح المعرض الجزائري الثاني للفنون التشكيلية الإسلامية، أن هذا المعرض يأتي في إطار العمل الدؤوب والمتواصل لأجل ترقية الحياة الفكرية والثقافية بالجزائر، وفتح المجال أمام المبدعين والمتخصصين لأجل التلاقي وتبادل المعارف والخبرات وتحفيزهم على العمل الإبداعي في هذا المجال، وكذا في إطار التحضير والاستعداد للحدث الكبير الذي ستحتضنه الجزائر في سنة 2011 تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. ويعد هذا المعرض الذي نظم نهاية الأسبوع الفارط الثاني من نوعه بعد الطبعة الأولى التي نظمت السنة الماضية، ليساهم مرة أخرى في التعريف بجوانب عديدة من هذا الفن العريق، ومنح الفرصة للفنانين التشكيليين الجزائريين لإبراز ما جادت به مخيلاتهم، وما أبدعته أناملهم من لوحات فنية رائعة يمتزج فيها الخط العربي الأصيل بعبق التراث والعمران الإسلامي وبجمال البيئة الجزائرية، ليخرج في الأخير مجموعة لوحات تكاد أن تنطق من فرط روعتها وإبداع تصويرها وألوانها. ويؤكد مدير الثقافة لولاية بومرداس أن المعرض عرف هذه السنة مشاركة نحو 40 فنانا جزائريا قدموا من 18 ولاية سجلت حضورها بقوة، تحت عنوان »الفن التشكيلي الإسلامي أصالة وآفاق« عرض فيه لوحات فنية امتزجت ما بين اللوحات الخاصة بالخط العربي والزخارف والأشكال الهندسية العربية والمنمنمات ولوحات تجريدية أخرى وغيرها، يقول عنها ذات المتحدث أنها يجب أن تعلن عن نفسها للجمهور وألا تبقى حبيسة ورشات أصحابها، لأن اللوحة الفنية بكل ما تحمله من معان وإبداع ورسائل إنسانية وفنية وحضارية تبقى »بدون معنى« إن لم تتح لها فرصة الكشف عن كل زخمها وتنوعها أمام الجمهور الواسع، وتعتبر المعارض من هذا النوع السبيل الأمثل لأجل منح الفرصة لعدد كبير من الفنانين التشكيلين والدارسين والمهتمين بهذا الجانب الاستفادة من تجارب بعضهم البعض، وكذا الاطلاع على آخر التقنيات والمستجدات المتعلقة بالفن التشكيلي والفن التشكيلي الإسلامي في المقام الأول. من جهة أخرى، فقد اعتبر خالدي أن هذا المعرض يجسد بصفة غير مباشرة المشاركة المتميزة للولاية في التظاهرة الثقافية الضخمة التي من المنتظر أن تحتضنها الجزائر خلال السنة المقبلة والمتعلقة »بتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية«. تجدر الإشارة إلى أن المعرض لقى استحسان وإشادة الحضور والفنانين المشاركين الذين اعتبروا المبادرة لفتة طيبة، وخطوة مهمة في مجال التعريف بالفن التشكيلي الإسلامي للجمهور الجزائري المتعطش لمثل هذه المعارض الفنية، كونها ترتبط ارتباطا وثيقا بتاريخه وهويته وأصالته، وتساهم في ترقية وإرضاء أذواق الكثير من عشاق الفن التشكيلي وتعريفهم بأسسه وأبجدياته.