ستعرف الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي الذي ستحتضنه الجزائر شهر جويلية القادم، تنظيم خمسة معارض تبرز مدى ثراء وتنوع التراث الثقافي الإفريقي، ويأتي في مقدمتها معرض الفنون القديمة ومعرض 18 تحفة المصنفة في الاتفاقية الدولية للتراث الثقافي غير المادي. وفي هذا السياق، ينظم المركز الوطني للبحث في ما قبل التاريخ والتاريخ وعلم الإنسان، أياما دراسية تختم اليوم وتجمع بين خبراء أفارقة في مجال التراث بهدف مناقشة وإعداد الآليات الكفيلة لتنظيم محكم للمعارض التي ستحتضنها الجزائر بمناسبة الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي. وجاء في كلمة وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي التي قرأها السيد سليمان حاشي مدير المركز المنظم في يوم الافتتاح، أول أمس، مدى أهمية التراث غير المادي في بناء الشخصية الإفريقية في زمن العولمة المرادف لصهر الثقافات في بالوعة واحدة مما يشكل خطرا محدقا في حق دول الجنوب. وطالبت الوزيرة خبراء التراث في إفريقيا وكل من له حس بمدى أهمية التراث في حياة الفرد، بالإضافة إلى كل المؤسسات الدولية والسلطات الوطنية المعنية بالتكافل فيما بينهم ووضع إرادتهم وإمكانياتهم في خدمة التراث من خلال تحديد رؤى وسياسات تعنى في نفس الوقت بالحفاظ وحماية وتثمين التراث الإفريقي ونقله عبر الأجيال المتعاقبة، وأضافت أن الذاكرة الفردية والجماعية هي التي تحفظ التراث اللامادي والذي يعني الموسيقى، الإنتاج الأدبي، احتفالات، طقوس وشعائر، شارات وإيماءات، واستأنفت قائلة إن هذا التراث يضم أيضا الأعمال ذات الصبغة الاجتماعية،الأعمال الفكرية وأخرى تتعلق بعلم الإنسان، مؤكدة أن عمل الخبراء الأفارقة الدؤوب في تأسيس الاتفاقية الدولية للتراث الثقافي غير المادي وإبرازهم أمام العالم أجمع أهمية الحفاظ على الكنوز التي يتميز بها كل بلد وكل قارة. من جهته تحدث محافظ المعارض بالمهرجان الإفريقي، السيد محمد جحيش، عن فحوى هذه المعارض وهي معرض "18تحفة محمية حسب اتفاقية الدولية للتراث الثقافي غير المادي"، معرض "الفنون القديمة"، معرض "صحراء"، معرض "هندسة الأرض" ومعرض "الحرف"، وقال أن هذا اللقاء أو الأيام الدراسية التي ترعاها وزارة الثقافة ويحتضنها المركز الوطني للبحث في ما قبل التاريخ والتاريخ وعلم الإنسان، يحضرها خبراء من دول افريقية وهي: الجزائر، تونس، الصحراء الغربية، النيجر، نيجيريا، غانا، غينيا، مالي، موزمبيق، بوركينا فاسو، السينغال، الغابون، الطوغو، مصر والسودان، وأضاف أن المهرجان سيعرف أيضا تنظيم ملتقى حول جماليات وفنيات التراث غير المادي الإفريقي. أما عن السيد حاشي مدير المركز، فقد ذكر أن 107دولة صادقت على الاتفاقية الدولية للتراث الثقافي غير المادي (سنة 2003)، كما أن 90 تحفة أدمجت في لائحة التراث غير المادي من بينها 18 من قارة إفريقيا، في حين تحدث المفوض والمعاون الدائم باليونسكو السيد كمال بوغابة عن اعتزاز الجزائر باحتضان الدورة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي بعد أربعين سنة من احتضانها لطبعته الأولى، مستطردا في قوله أن أربعين سنة هو سن الحكمة لدى الإنسان والحكمة هنا تتمثل في العناية بالتراث اللامادي الثري. للإشارة تم بالمناسبة عرض شريط وثائقي يظهر 18 تحفة افريقية المصنفة والمحمية في الاتفاقية الدولية للتراث الثقافي غير المادي ومن بينها اهاليل قورارة من الجزائر، قبوف أفونكاها من كوت ديفوار، السيرة الهلالية من مصر، سوسو بالا من غينيا، فيمبوزا، رقصة الشفاء من مالاوي وموسم تان تان من المغرب.