الدكتور قسوم يُدافع عن المدارس القرآنية.. ويُحذّر: ** إن أخشى ما أخشاه اليوم هو أن تنتقل سياسة تجفيف المنابع بغلق المدارس القرآنية إلى بلادنا بالتضييق على التربية الإسلامية بإفراغها من محتواها كحذف آيات الجهاد وهو عماد وجودنا نحن بلد الجهاد وبلد الشهداء.. وإلا ماذا يعني إلحاق مؤسساتنا التربوية باليونسكو؟ أليس هذا يعني ضمنياً إخضاع مضامين المناهج التربوية للمراقبة الغربية والتحكم في ما يقدم وما لا يقدم من آيات القرآن؟ هكذا تساءل رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتور عبد الرزاق قسوم وهو يعبر عن -مخاوفه- ومخاوف كثيرين من مخطط مشبوه يبدو أنه يحاك للمدرسة الجزائرية والمنظومة التربوية بصفة عامة بعد الاتفاقية الأخيرة التي وقعتها وزارة التربية الوطنية مع منظمة اليونيسكو الأممية.. وتحت عنوان (لا.. لتجفيف المنابع.. !).. قال الدكتور قسوم في افتتاحية العدد الأخير من صحيفة البصائر الأسبوعية لسان حال الجمعية أن (هذه الدعوة التي ترفع اليوم في بلادنا مطالبة بإصلاح المدارس القرآنية أي إصلاح يريدون؟ هل يريدون بذلك إغلاق المدارس القرآنية؟ وماذا يبقى لأمة القرآن إن هي حرمت من القرآن؟ نخشى أن يعيدنا الحديث عن إصلاح المدارس القرآنية إلى الإصلاح السيء الذكر وهو إلغاء التعليم الأصلي الذي لا نزال نعاني تبعاته الخطيرة إلى اليوم). وجاء في مقال الدكتور قسوم: إننا من منطلق الناصح الأمين يحذونا الوفاء لعلمائنا وشهدائنا وتعبيراً منا عما يختلج في نفوس أبناء شعبنا نحذر من الإقدام على أيّ خطوة من شأنها أن تؤجج نار الغضب ونشر الفتنة باسم إصلاح المدارس القرآنية ونعتقد أن الشعب الجزائري المسلم قد يرضى بكل شيء إلا أن يحرم أبناؤه من تعلم القرآن. وأضاف رئيس جمعية العلماء: إن الأمل معقود في أن تتحمل المدرسة الجزائرية مسؤولية إعادة التكفل بالقرآن في المدارس العمومية وتخصيص حيز أكثر للقرآن في مختلف مراحل التعليم وأطواره من الحضانة إلى التعليم الجامعي فذلك أفضل وسيلة للقضاء على أسباب التطرف والغلو ومحاربة الإرهاب المعادي للقرآن وإعادة الطفل والشاب والمواطن إلى الحضن الصحيح للإسلام بحفظ جيد للقرآن وفهم أفضل لآياته وتطبيق أسلم لأحكامه أما هذه الفقاقيع التي تطلق في الهواء باسم إصلاح مزعوم وبإشراف اليونسكو بالذات فذلك ما يناقض ذاتنا الحضارية وقناعتنا الإسلامية وسيادتنا الوطنية. نحن مع كل إصلاح يجلب الخير لأجيالنا ونحن مع الأخذ بالأصلح من كل تجارب الأمم المتقدمة في مجال التربية بشرط واحد أن لا يكون ذلك على حساب كتابنا وسنتنا الصحيحة. وفي ختام مقاله (التحذيري الناصح) كتب الدكتور عبد الرزاق قسوم يقول: كل ما نملك من طاقة وما بقي فينا من نفس نقول لا لتجفيف المنابع فتلك نظرية بالية أكل الدهر عليها وشرب وهي تجربة نشاز أبعد ما يكون عن واقعنا التربوي بكل مكوناته ونهيب بالقائمين على الشأن التربوي عندنا والموكول إليهم أمر التعليم القرآني كل من موقع مسؤوليته أن يصونوا الأمانة وأن يحفظوها فذلك هو أقل معاني الوفاء للشهداء والعلماء والأصلاء رائدنا في كل ذلك قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْس مَّا كَسَبَتْ وهُمْ لَا يُظْلَمُون} (سورة البقرة/ الآية 281).