طالب، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الرزاق ڤسوم، وزارتي التربية وكذا الشؤون الدينية بإعطائهم توضيحات كافية حول دفتر الشروط الجديد الذي كشفت عنه وزيرة التربية نورية بن غبريت، الخاص بالمدارس القرآنية لجعلها، هذه المدارس القرآنية، تحضيرية تعد الطفل لمرحلة التمدرس وتتماشى والأهداف البيداغوجية للتربية الوطنية. وشدد ڤسوم، في هذا الصدد، على ضرورة عدم المساس بالدور الأساسي الذي أنشئت من أجله المدارس القرآنية. صرح عبد الرزاق ڤسوم، في اتصال ب"الخبر"، بأنهم لم يحصلوا، إلى حد الآن، "على أي توضيحات بشأن" ما وصفه ب"دمج المدارس القرآنية وجعلها تابعة لوزارة التربية"، مضيفا أنهم سيطالبون بكل التفاصيل قبل تطبيق القرار، بحكم أن الجمعية هي المخول الأول بتنظيم هذه المدارس القرآنية. ورغم تطمينات الوزارة الوصية بأنها مجرد خطوة لإعادة تنظيم هذه المدارس حتى تكون في المستوى المطلوب وليس لها نية في إلغائها، إلا أنه وجب، يقول المتحدث، أن تُقدَم التوضيحات الكافية سواء من وزارة التربية أو حتى وزارة الشؤون الدينية. وعاب المتحدث على وزارة التربية تغييبها لرأي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حول الاقتراح، رغم أنها الجهة الأولى المعنية بالتعليم القرآني ولها طابع تعليمي تربوي، بدليل أن "عدد المدارس التابعة لها تكاد توازي ما تحوزه وزارة الشؤون الدينية أو مثلها". وأضاف المتحدث قائلا ل"الخبر": "مهما كانت التغييرات التي ستطرأ على هذه المدارس والجهات التي تقف وراء هذا الاقتراح، إلا أنه لا يجب المساس بالدور المنوط بالمدارس القرآنية، كونها قضية مقدسة ولا تقبل أي قسمة أو أي تساهل"، مشيرا في الصدد ذاته إلى أنها قضية يجب أن تصان من جميع أنواع التسييس. وشدد المتحدث على أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار المعتقدات الدينية للشعب الجزائري، مستدلا بقول عبد الحميد بن باديس "شعب الجزائري مسلم"، كما اشترط عدم المساس أيضا بالنسبة المعينة من حفظ القرآن في هذه المدارس وعدم المساس بالمقدسات الدينية المطلوبة، في حال تم إدماجها مع المدارس التحضيرية. واعتبر ڤسوم أن التطمينات التي قدمتها الوزارة للجمعية تبقى غير كافية إلى غاية معرفة رأي وزارة الشؤون الدينية، وكذا الحصول على المعلومات اليقينية الدقيقة من الجانبين سواء الشؤون الدينية أو وزارة التربية، لإعطاء موقفهم من هذا القرار "في ظل الغموض الذي يلف المقترح والجدل الذي أثاره"، يقول المتحدث . وكانت وزيرة التربية، نورية بن غبريت، قد كشفت، خلال ندوة صحفية نشطتها بداية الأسبوع الجاري على هامش تنصيب تنسيقية الشبكة الجزائرية للمدارس المنتسبة لليونسكو، أن لجنة مشتركة مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تعكف، حاليا، على إعداد دفتر شروط خاص بالمدارس القرآنية ودليل للأساتذة "لجعل هذه المدارس مدارس تحضيرية تعد الطفل لمرحلة التمدرس وتتماشى والأهداف البيداغوجية للتربية الوطنية". كما أضافت أن هذه "المدارس القرآنية ستواصل أداء الأدوار المنوطة بها".