بشير مصيطفى ل أخبار اليوم : ** أثار انخفاض أسعار النفط في الآونة الأخيرة مخاوف العديد من المهتمين بالشأن الاقتصادي للبلاد خاصة وأن الأزمة الاقتصادية للبلاد تشتد يوما بعد يوم حيث عرفت اسعار النفط انخفاضا محسوسا قلّب الموازين التي تم التخطيط لها من قبل الحكومة الجزائرية حيث استقرت أسعار النفط بدرجة كبيرة نهاية الأسبوع على مكاسب متواضعة مع قيام المضاربين بخفض المراكز الدائنة خفضا حادا خلال موجة خسائر الأسبوع الماضي بفعل المخاوف من فشل تخفيضات إنتاج أوبك في تقليص تخمة المعروض العالمي. وتحرك الخام في نطاق ضيق هذا الأسبوع حيث تقافز برنت وغرب تكساس الوسيط في حدود 2.50 دولار بينما عكف المستثمرون على تقييم أثر أول خفض نفطي من منظمة البلدان المصدرة للبترول في ثماني سنوات في مقابل زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي وارتفاع المخزونات علما أن سعر التسوية لخام برنت تحدد بارتفاع سنتين عند 51.76 دولارا للبرميل في حين أغلق الخام الأمريكي الخفيف مرتفعا ثلاثة سنتات عند 48.78 دولارا للبرميل. وارتفع الخامان القياسيان 0.8 بالمئة على مدار الأسبوع. وفي هذا الصدد بات هاجس زيادة الإنتاج الأمريكي بشكل كبير وكذا الخطة المستقبلية التي وضعتها أوبك في اجتماع فيينا لتحقيق توازن في السوق الدولية خاصة بعدما أعلنت إدارة معلومات الطاقة أنها تتوقع ارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري إلى 5 ملايين برميل يوميا خلال شهر أفريل المقبل وهو ما سيكون أعلى مستوى شهري له في ما يقرب من عام إضافة إلى توقعها صعود إنتاج سبعة من كبار منتجي النفط الصخري في الولاياتالمتحدة بنحو 109 آلاف برميل يوميا إلى 4.962 ألف برميل يوميا في أفريل مقارنة مع مستواه في مارس. وتأتي هذه المخاوف في خضم انخفاض أسعار النفط بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة حيث وصلت أسعار (برنت) ولأول مرة منذ 30 نوفمبر العام الماضي إلى أقل من 51 دولاراً كما يواصل السوق استعادة بيانات الأسبوع الماضي حول نمو إنتاج النفط وعدد منصات الحفر في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالإضافة إلى ذلك ووفقاً لمعطيات وزارة الطاقة الأميركية انخفض احتياطي مواد الخام بشكل كبير في البلاد أي خلال الأسبوع الماضي انخفض مباشرة 8.2 مليون برميل أي حتى 528.4 مليون برميل . هذا وكانت دول منظمة أوبك قد توصلت في اجتماعها يوم 30 نوفمبر الماضي إلى اتفاق بتخفيض حجم إنتاجها للنفط إلى 1.2 مليون برميل يوميا بينما اتفقت الدول من خارج المنظمة على أن يبلغ الحجم الإجمالي لخفض إنتاجها للنفط ما قيمته 558 ألف برميل يوميا منها روسيا - 300 ألف برميل. وتم إبرام الاتفاق في النصف الأول من عام 2017 مع إمكانية التمديد. وفي هذا السياق توقع كاتب الدولة (وزير) السابق للاستشراف والخبير الاقتصادي بشير مصيطفى في تصريح ل(أخبار اليوم) تواصل تراجع أسعار النفط حيث قال إنه سبق وتوقعنا تراجع الأسعار بدء من الربيع وسيستمر على حد تعبيره تحت ضغط تراجع العقود الآجلة لوقود التدفئة من جهة والارتفاع منصات استغلال النفط الصخري في أمريكا إلى ما فوق 250 منصة. وأضاف الخبير الاقتصادي أن هناك كذلك جمود في تمديد التزام دول أوبك باتفاق الجزائر سبتمبر الماضي بسبب خسائر متوقعة ناجمة عن تراجع الطلب خلال فترتي الربيع والصيف مشيرا إلى أنه في كل الأحوال تمويل لحرب في سوريا يتطلب من روسيا وهي دولة خارج أوبك زيادة الإنتاج من جديد عبر عقود جديدة في اتجاه الأسواق الخارجية خاصة وأن السياسة الجديدة لأمريكا في ظل حكم الرئيس الجديد ترامب تشري الى حرب باردة جديدة في الشرق الأوسط بسبب الملف السوري والليبي مؤخرا حيث بدأت إشارات التدخل الروسي في ليبيا.