دعوة إلى التمسك القوي بالمرجعية الدينية ومقومات الهوية الوطنية ** * ترسيم بلمهدي أمينا عاما لرابطة علماء الساحل قدمت الجزائر من الملتقى الدولي حول (الوسطية في الفكر الديني والحياة العامة) من جهة ومن خلال الجمعية العامة العادية الأولى لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل من جهة ثانية وصفتها الخاصة بمحاربة وعلاج التطرف والإرهاب وشدّد المختصون على ضرورة التمسك القوي بالمرجعية الدينية ومقومات الهوية الوطنية كمنهج إستراتيجي للوقاية من مختلف أشكال الغلو والانحراف عن مقاصد الشريعة الإسلامية السمحاء. دعا المشاركون في الملتقى الدولي الخامس حول (الوسطية في الفكر الديني والحياة العامة) التي اختتمت أشغاله أمس الثلاثاء بغليزان إلى (الالتفاف والتمسك القوي بمرجعيتنا الدينية ومقومات هويتنا الوطنية باعتبارهما صمام أمان لمواجهة الفكر الدخيل ومختلف الطوائف والنحل المهددة للأمن الفكري والنسيج الاجتماعي). وأوصى المجتمعون في هذا اللقاء المنظم تحت رعاية رئيس الجمهورية بضرورة (تبني الفكر الوسطي المعتدل في مواجهة التطرف والغلو وتفعيل ذلك على مستوى الخطاب المسجدي والإعلامي) . كما أكد المتدخلون على أهمية (التنبيه بخطورة غياب الفكر الوسطي وما يترتب على ذلك من تهديدات أمنية وفكرية تحدق بالأمن الفكري والسلم المجتمعي) . ودعت التوصيات إلى تخصيص فضاءات إعلامية (حصص تلفزيونية وإذاعية مواقع إلكترونية مجلات دورية ووسائل التواصل الحديثة ) (تعنى بنشر وترسيخ ثقافة الوسطية كمنهج أصيل اعتمدته الدولة الجزائرية في مختلف سياساتها). من جهة أخرى حث المشاركون في هذا اللقاء العلمي على توجيه عناية البحوث العلمية الأكاديمية إلى (آليات ووسائل ترسيخ ثقافة الوسطية وثقافة التسامح والتعايش والسلم والمحبة). كما أوصوا بتأسيس (مركز للوسطية يعنى بقضايا وقيم ومفاهيم الوسطية في الفكر والاقتصاد والاجتماع والسلوك). وتضمنت التوصيات المطالبة ب(إدراج نماذج عن وسطية المجتمع الجزائري في الاعتقاد والسلوك والأخلاق في البرامج التعليمية والتكوينية لمختلف المستويات و الدراسية) وكذا تعزيز الفكر الوسطي من خلال تفعيل قيم التواصل والحوار ضمن القوافل العلمية والنشاطات الجوارية على مستوى كافة التراب الوطني وتنظيم مسابقة علمية تعنى بإبراز الجهود المبذولة في تعزيز قيم الوسطية لدى المجتمع الجزائري. وأشاد المجتمعون في ختام هذا اللقاء بالسياسة الوسطية الرشيدة التي تبناها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والتي أثمرت بعودة الأمن والاستقرار وفتحت المجال أمام التنمية. وقد شارك في هذا اللقاء الذي دام يومين أساتذة وباحثون من الجزائر وتونس والمغرب والأردن والكويت والمملكة العربية السعودية وفرنسا. رابطة علماء وأئمة الساحل: مفكرون يحاربون التطرف أكد الأمين العام لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل يوسف بلمهدي أمس الثلاثاء أن الرابطة (أصبحت وعاء للكثير من المفكرين والعلماء الساعين إلى الوقوف على الأسباب الحقيقية التي تغذى التطرف والإنحراف العقائدي في المنطقة) داعيا إلى محاربة (المدخلية كمذهب متطرف باعتبارها خطرا على المنطقة لما نتج عنها من غلو وإنحراف). وقال السيد بلمهدي في كلمته خلال إفتتاح أشغال الجمعية العامة العادية الأولى لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل بمقر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر (أننا كلنا كعلماء ودعاة ومصلحين على منهج السلف الصالح الذي يدعو إلى التسامح والتعايش إلا أن المدخلية كمذهب متطرف تعد خطرا على المنطقة لما نتج عنها من غلو وإنحراف داعيا إلى العمل على محاربة كل أنواع الغلو والتشدد في الدين. وأكد الأمين العام أن الرابطة (أصبحت اليوم وعاء للكثير من المفكرين والعلماء الساعين إلى الوقوف على الأسباب الحقيقية التي تغذى التطرف والإنحراف العقائدي في المنطقة) حيث تمكنت من (بناء شبكة فكرية) تضم علماء ودعاة وأئمة في ربوع منطقة الساحل الإفريقي للمساهمة جميعا في الحفاظ على أوطاننا. كما حققت الرابطة منذ تأسيسها -يضيف المسؤول الإقليمي- مبدأ التعاون سواء مع المصالح القائمة على الشؤون الدينية في دول منطقة الساحل وكذلك مع كل الشركاء المعنيين بمحاربة التطرف والإرهاب الذي يستهدف شعوب المنطقة في أمنها وإستقرارها كما استطاعت أن (تسجل حضورها القوي في العالم الإفتراضي الذي أصبح مجالا إستراتيجيا في الدعوة إلى الله وإلى سبل الخير). وشدد السيد بلمهدي على أن (إفريقيا هي صاحبة مشروع حضاري ولا يمكن أن تسمح لأي دخيل أن يهدد أمنها واستقرارها ومقدراتها) مبرزا أن هدف الرابطة يأتي في هذا السياق الرامي إلى المحافظة على الإستقرار والأمن. وتأسست الرابطة في جانفي 2013 بالجزائر العاصمة وتسعى إلى العمل على نشر ثقافة السلم ونبذ العنف والغلو في الدين في دول الساحل والتشجيع على الحوار والتعايش والسلام مع أصحاب الديانات والثقافات الأخرى. مورتلا رئيسا جديدا للهيئة وترسيم بلمهدي أمينا عاما تم أمس الثلاثاء إنتخاب النايجيري مورتلا أحمد رئيسا جديدا لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل خلفا للنيجيري بوريما داوود كما تم ترسيم يوسف بلمهدي أمينا عاما وذلك خلال أشغال الجمعية العامة العادية الأولى للهيئة. وانتخب أعضاء الرابطة اليوم بمقر المجلس الإسلامي الأعلى ممثل نيجيريا في الهيئة الشيخ مورتلا أحمد رئيسا جديدا بالأغلبية ليصبح ثاني شخصية تتولى منصب رئاسة خلفا للنيجيري داوود بوريما الذي بعث اليوم رسالة إستقالته بعد إنتهاء عهدته التي استمرت ثلاث سنوات وفق ما تقتضيه آليات عمل الرابطة. وأعرب الشيخ مورتلا عن تقديره للثقة التي منحها إياه أعضاء الرابطة مؤكدا عزمه مواصلة الزخم الذي تميزت به الهيئة الإقليمية وتعزيز دورها في الوقاية من الغلو والتطرف. كما وافق أعضاء الرابطة على ترسيم الإطار الجزائري بالمجلس الإسلامي الأعلى يوسف بلمهدي كأمين عام للرابطة وذلك في مداولات مغلقة تمت ضمن أشغال الجمعية العامة العادية الأولى للرابطة.