أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن النظام الليبي بقيادة العقيد معمر القذافي فقد شرعيته نهائياً ولا يجوز للجيش الليبي أطاعة أوامره فيما يتعلق بمواجهة مظاهرات الشعب، وإلا أصبحوا شركاء له في الجرم . وقال شيخ الأزهر في بيان له: "لقد تابعت بقلب مثقل بالألم الأحداث الدموية في ليبيا الشقيقة، وسبق أن أصدرت بيانا صريحا بأن ثوار ليبيا الأبطال هم شهداء قُتلوا دون حقهم، وأوضحت فيه بجلاء أنه لا يجوز لحاكم أن يريق دماء شعبه للحفاظ على سلطان زائل". واستطرد قائلا: "إلا أنني وإزاء الجرائم الشنعاء التي ارتكبها ولا يزال معمر القذافي وأعوانه، أجد لزاما عليَّ ديناً وعروبة وإنسانية، أن أصدع بكلمة الحق وبحكم الإسلام الحنيف صريحا قاطعا، حيث أن إن النظام الليبي قد استحل الدماء التي حرمها الله تعالى، وغلا في تكبره وعدوانه واعتزازه بالإثم، ففقد كل شرعية وحكمه الآن حكم الغاصب المعتدي المتسلط على الناس ظلما وعدوانا". وأوضح البيان أن "الأزهر الشريف وبحكم مسؤوليته الشرعية والقومية والإنسانية يدعو كل المسؤولين الليبيين وضباط الجيش الليبي وجنوده أن يرفضوا طاعة النظام في إراقة دماء الشعب الليبي واستحلال حرماته، وإلا أصبحوا شركاء له في الجرم، يُؤخذون به في الدنيا والآخرة". وناشد البيان باسم الأزهر المجتمع الغربي من واقع مسؤوليته الأخلاقية بأن يكون اهتمامُه بالدماء التي تسيل من الشعوب المطالبة بحقها في الحرية أكثر حرمة من اهتمامه بحقول البترول وكيفية تأمين إمداداتها. كما ناشد الأزهر الشريف العرب والمسلمين والشرفاء في مشارق الأرض ومغاربها أن يهبوا إلى نصرة الشعب الليبي الشقيق بتقديم الدعم الإنساني والطبي وكل ما يمكن من أسباب النصرة والدعم. ودعا البيان أيضا السلطات المصرية المعنية إلى "المبادرة بتقديم الغوث الإنساني وإلى بذل كل ما يمكن لإجلاء المصريين الذين يعانون من عسف النظام الليبي وعدوانه، وضمان سلامتهم وصيانة حقوقهم".