قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله قال: لا أنتم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل وليوشكن أن ينزع الله من قلوب أعداءكم المهابة ويلقي في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت) فهذا حديث شريف بين الله فيه الداء والدواء فالداء هو حب الدنيا والدواء هو أن يتخلى المسلمون عن تمسكهم وتشبثهم بالحياة الدنيا ولهذا فإن الله حين استنفر المسلمون فتباطأ بعضهم عاتبهم ولامهم على تمسكهم والتصاقهم بالدنيا فهي ولاشك سبب قعودهم عن النفرة في سبيله قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [التوبة: 38] وهذا واقع الأمة الآن وكثير من أبنائها للأسف الشديد ولهذا تحقق موعود الصادق فتداعت الأمم علينا. يحتاج المسلمون أن يعودوا إلى الله ويعلموا من خلال القرآن حقيقة الدنيا وقدرها قال تعالى:{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}[الأنعام: 32] لعب ولهو.. فياليتنا نفطن لأمثال القرآن حتى تعود لنا عزتنا المفقودة!