''من بين مليون ونصف إنسان يعيشون في قطاع غزة يوجد شخص واحد فقط بحاجة إلى المساعدة والإغاثة هو الجندي شاليط المحتجز لدى الحركة الإرهابية حماس''. عندما سمعت هذا الكلام الذي أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي لوسائل الإعلام، أدركت مدى الخسة والنذالة والرخص والهوان الذي ينعتنا به اليهود كعرب ومسلمين يعيشون على هامش حاشية الهامش المصاحب للصراع الديني الصهيونوصليبي الإسلامي. كما أدركت أيضا السبب الحقيقي الذي من أجله يعيش شعب غزة هذا الحصار الاقتصادي والسياسي والعسكري المطبق, ذلك أنهم رضوا بوجود فئة إرهابية بينهم تهدد أمن إسرائيل، فأحاطوها بالدعم والحماية ودفعوا بفلذات أكبادهم إلى صفوفها مجاهدين ومدافعين عن حق أمة جاوز تعداد سكانها المليار والنصف. كما أدركت أيضا بل وشاهدت تلك النبوءة التي حدث بها الصحابةَ نبينا الأكرم حين قال لهم ولنا: ''(يوشك أن تداعى الأمم عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا : أوَ من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال لا، بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله عن صدور أعدائكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت)، إذ ما معنى أن يبادر حكام اليهود مدعومين من شعبهم إلى معاقبة شعب بأكمله بسبب جندي لهم أسر في الحرب القائمة بينهم وبين حركة حماس الفلسطينية، ولا يتحرك حكام العرب والمسلمين لنصرة مليون ونصف من إخوانهم المحاصرين من قبل اليهود، وهم الذين يعلمون يقينا أن إيماءة منهم بل أقل من ذلك نحو شعوبهم ستقلب الأوضاع الحالية رأسا على عقب، ذلك أن الخير لا زال باقيا في هذه الأمة التي تحمل في رحمها مورثات النخوة والعزة والأنفة والشجاعة والاستعداد للموت انتصارا لهؤلاء المستضعفين المحاصرين من قبل اليهود ولكنه المرض العضال ''حب الدنيا وكراهية الموت'' الذي أصاب هؤلاء السادرين في اللهو واللعب والرقص على سنفونية ''اليوم خمر وغدا أمر واليوم كرة وغدا كرة'' ولنا عودة إلى هذا الموضوع بعد أربع أو ثماني سنوات إن بقيت الأمور على ما هي عليه- عندما تتأهل إسرائيل إلى نهائيات كأس العالم، وتكون أكثر الفرق حظا في الاستحواذ على عرش الكرة العالمي، وعند ذلك سيبدأ الحلم اليهودي في التحقق، لأن كرة القدم لا تعترف إلا بالروح الرياضية.