بعد عقود طويلة من الحياة الزوجية عجائز يواجهن الطلاق في أرذل العمر يعتبر الزواج من أقدس العلاقات التي أوجدها الله تعالى في الأرض بين البشر لما فيها من تراحم ومودة بين الرجل والمرأة وكذلك لما فيها من تواصل للأنساب والحفاظ على النسل البشري إلا أن علاقة الزواج أصبحت تعرف في السنوات الأخيرة العديد من الاختلالات بسبب انتشار ظاهرة الطلاق وشيوعها في المجتمع الجزائري وزحفت حتى إلى الكبيرات في السن اللواتي أصبحنَ يطلقنَ بعد مضي عقود طويلة من زواجهنَ. عتيقة مغوفل من الأمور البديهية أنه كلما تكبر المرأة في السن وتتقدم بها الأعوام تزداد وقارا إلا أن الأمور تسير بصورة عكسية في الجزائر رغم ديانتنا الإسلامية السمحاء وأعرافنا المحافظة بحيث صارت العجائز عرضة لمختلف الصراعات والمشاكل التي تنبع من الأسرة وصارت عجائز في العقد السادس والسابع مهددات بالطلاق. 41 سنة زواج تنتهي بالطلاق أصبحت تعج الكثير من أروقة المحاكم الجزائرية خلال السنوات الأخيرة بالعديد من قضايا الطلاق فقد أصبح الزواج لعبة في أيدي الشبان والشابات لتنطبق عليهم مقولة في (الصيف القاطو وفي الشتاء البوقاطو) إلا أن الطلاق هذا أصبح يمس حتى الكبيرات في السن ومن بين هذه السيدات السيدة خديجة التي تبلغ من العمر 67 سنة ربيعا هذه الأخيرة ارتبطت بزوجها حسان الذي يبلغ من العمر 72سنة ودامت الحياة الزوجية لمدة 41 سنة وقد أنجبت منه أربعة أولاد ثلاث بنات وولد وقد عاشت السيدة خديجة مع زوجها على الحلوة والمرة طيلة هذه السنين إلا أن صبرها على معيشة زوجها طيلة هذه السنين لم يثمر عليها إلا بالحزن واليأس فقد طلقها زوجها بعد عشرة طويلة والسبب أن هذا الأخير أراد أن يجدد شبابه مع أخرى أصغر منها فقد تعرف السيد حسان على امرأة مطلقة ودون أطفال تبلغ من العمر 50 سنة كما أنها موظفة ليعجب بها فيما بعد وقد قرر الارتباط بها وقام بخطبتها من أهلها ثم أخبر السيدة خديجة بما قام به وعن نيته في الزواج من امرأة أخرى بل أبعد من ذلك طلب منها أن تذهب للعيش مع ابنها وزوجته في بيته وتترك له المنزل وهو الأمر الذي لم تقبله السيدة خديجة ليقوم بعدها أبناؤها بالتدخل لنصح أبيهم وجعله يعزف عن القرار الذي اتخذه إلا أن هذا الأخير لم يقبل بالتراجع ليدخل في شجار حاد مع زوجته انتهى في الأخير بتلفظه بالطلاق ليقوم بعدها بتطليق زوجته عن طريق القضاء وبما أن السيدة خديجة ليست امرأة حاضنة تركت بيت الزوجية الذي عاشت فيه 41 عاما وأخلته للعروس الجديدة وانتهى بها المطاف بالعيش في بيت ابنها. طلقها في السبعين وبينهما 17 حفيدا ولكن وعلى ما يبدو فإن السيدة(خديجة) ليست الزوجة الوحيدة التي طلقت بعد مضي عقود على زواجها بل غيرها من السيدات كثيرات ومن بينهن السيدة فاطمة التي تبلغ من العمر 72 سنة ارتبطت بزوجها عمي (أعمر) الذي يبلغ من العمر 77 سنة لمدة تزيد عن 50 عاما وقد أثمر زواجهما على إنجاب ستة أولاد بنتين وأربعة ذكور وقد وفق الله السيدة فاطمة بتزويج الجميع وقد أنجب لها أبناؤها 17 حفيدا والجدير بالذكر أن هذه الأخيرة زوجت ابنها الصغير معها في البيت وقد رزق هذا الأخير بثلاثة أطفال إلا أن السيدة فاطمة وبعدما بلغ بها العمر عتيا بدأت تشكو من بعض العلل مثل ارتفاع ضغط الدم كما أصيبت بمرض السكري هذه الأمراض سببت لها مشاكل في الكبد لتصبح في أحيان كثيرة طريحة الفراش وهو الأمر الذي جعل زوجها ينفر منها كلما رآها طريحة الفراش فعوض أن يواسيها ويلملم جراحها زادها آلاما بالنفور منها ليطلب بعدها من بناته تزويجه في بداية الأمر رفضت كل بناته إلا أن والدتهنَ طلبت منهنَ أن يخضعنَ لرغبة أبيهنَ ورغم تساهل السيدة فاطمة مع زوجها إلا أن هذا الأخير كان قاسيا عليها كثيرا وبينما هي في بيتها في أحد الأيام وإذا بالمحضر القضائي يدق بابها ليحضر لها استدعاء من المحكمة حين استفسرت عن الاستدعاء عرفت أن زوجها تقدم بقضية طلاق ضدها وذلك حتى يتمكن من أن يعقد قرانه على زوجته الجديدة وفي جلسة الصلح التي عقدتها هيئة المحكمة بين السيدة وزوجها استغرب الجميع من قضية طلاق الشيخ والعجوز ولم يتوان السيد(أعمر) في إخبار القاضية أن زوجته أصبحت لا تنفعه وأنه أراد الزواج من أخرى أصغر تلبي له طلباته وقد ألح على الطلاق كثيرا لتطلق السيدة فاطمة في نهاية المطاف بعد زواج دام أكثر من 50 سنة.