** من آثار الثورة المصرية سقوط كثير من رموز الفساد والاستبداد وتحويل بعضهم للمحاكمة؟ ويغمر الكثير من شباب الثورة نشوة من الفرح والشماتة فيما آل إليه حال أعوان النظام السابق؟ فهل الشماتة حرام؟ * يجيب الدكتور مسعود صبري الباحث في المركز العالمي للوسطية عن هذا السؤال بالقول: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد: ففرح المسلم بسقوط الظالمين والطغاة والسراق وحسابهم هو من الإيمان، وذلك لأن من تمام الإيمان أن تحب لله وأن تكره لله تعالى، على أن يكون الفرح ليس من باب التشفي من الشخص ذاته لما قد يكون بينه وبينه من العداوة الخاصة، لأن ساعتها ستكون شماتة منهياً عنها شرعا، كما جاء في الحديث: "لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيعافيه الله ويبتليك". أما الفرح لسقوط الظالمين وإظهار ذلك لأجل إظهار الحق وهزيمة الظلم، فما أحسبه إلا من الإيمان. أما الشماتة المنهي عنها شرعا فهي من أمراض القلوب التي تتعلق بعلاقات الأفراد فيما بينهم، والمسلم لا يشمت في أخيه لمرض أو بلاء وقع فيه. وأرى أنه من الأولى أن نظهر الفرح بنصر الله ومحاسبة الفاسدين وسقوطهم مع بيان سبب الفرح أنه من إقامة العدل في الأرض، وأن كل ظالم سيفعل فعلته سينال مثل جزائه دون أن يكون للإنسان نصيب في قلبه من هذا. وهذا هو الغالب على الشعب المصري، إلا قليلا، فغالب الذين يفرحون إنما يفرحون بسقوط النظام ورموزه وليس لأشخاصهم وذواتهم. وعليه: فإظهار الفرح بسقوط الظالمين ومحاسبتهم جائز شرعا، وقد قال تعالى: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم). وكما قال تعالى: (ويشف صدور قوم مؤمنين).