قال الرجل الثاني في الدولة رئيس مجلس الأمّة عبد القادر بن صالح أمس الأربعاء إن قرارات مجلس الوزراء الأخيرة "وضعت البلاد أمام صيغة جديدة للتحوّلات، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وفي مجال توسيع فضاءات التعبير"، مؤكّدا أن القرارات الأخيرة التي اتّخدها رئيس الجمهورية تصبّ في إطار "التعاطي مع مستجدّات الساحة الوطنية"، والتي خصّت رفع حالة الطوارئ وانفتاح أكبر لوسائل الإعلام أمام الجميع وفتح الحوار مع الشباب والإصغاء إلى مطالبهم· وذكر السيّد بن صالح في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح الدورة الربيعية لمجلس الأمّة أن القرارات الأخيرة خصّت أيضا زيادة مناصب الشغل أمام الشباب وفتح فرص الدّعم المالي للاستثمار لهؤلاء وتنويع فضاءات التعبير وتمكينهم من إثبات ذواتهم وقدراتهم في كافّة مجالات النّشاط· وأفاد السيّد بن صالح بأن القرارات والإجراءات الرّامية إلى إعادة النّظر في ضبط السوق الوطنية والتحكّم في التجارة الخارجية بهدف حماية الأمن الغذائي والقدرة الشرائية للمواطنين "سيكون لها تأكيدا أبعد الأثر في تحسين الأوضاع العامّة في البلاد"· وبخصوص حرّية التعبير أوضح رئيس المجلس أن تشجيع حرّية التعبير سيكون له هو الآخر "تأثير كبير في مجال زيادة انفراج الأجواء السياسية وتقوية الحراك السياسي"، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات "تأتي متزامنة مع القرار المسؤول الرّامي إلى إلغاء قانون الطوارئ الذي كانت تطالب به فئات سياسية"· وأضاف الرجل الثاني في الدولة الجزائرية أن هذا الإلغاء يأتي بالطبع دون التخلّي عن الإجراءات الخاصّة بمكافحة آفة الإرهاب، والتي "يجب أن تبقى وفي ظلّ أوضاع معيّنة سارية المفعول حتى لا يضيّع المواطن المكاسب التي حقّقتها البلاد بثمن غال لبلوغ أوضاع السلم والاستقرار والوئام وبناء الجزائر المتصالحة مع نفسها"· وعن مسيرة التنمية والإصلاحات ذكر المتدخّل أن الجزائر التي تخوض مسيرة الإصلاحات والتنمية الشاملة تؤكّد مرّة أخرى من خلال توجّهاتها أنها "مصمّمة أكثر" من أيّ وقت مضى على مواصلة سياسة الاصلاح التي اعتمدها رئيس الجمهورية منذ 1999 و"هي عازمة حقّا" على تطوير نفسها وتعميق الممارسة الديمقراطية مع "احترام الرأي والرأي الآخر والعمل معه"· ودعا السيّد بن صالح كلّ فئات المجتمع إلى العمل على "صيانة كلّ المكتسبات والمحافظة عليها والوقوف ضد كلّ من يسعى إلى التشويش على مسار الجزائر"، مشيرا إلى أن ما اتّخذ من إجراءات هذه الأيّام "يتجاوز في حقيقة الأمر مجرّد تجاوب مع مطالب اجتماعية مشروعة أو مع ممارسة عادية لحرّية الرأي وإنما يأتي أيضا "ليؤكّد جدّية التوجّه الجريء، بل الشجاع والتشبّث به وتوسيع وتعميق مساحته"· من جهته، أكّد رئيس المجلس الشعبي الوطني السيّد عبد العزيز زيّاري على الأهمّية التي يكتسيها العمل الجواري والنّشاط المحلّي ممّا يتوجّب على البرلمانيين بمختلف حساسيتهم السياسية الاضطلاع به على مستوى دوائرهم الانتخابية· وفي كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الربيعية للمجلس، قال السيّد زياري إن التواجد الفعّال للمنتخبين بين مواطني دوائرهم الانتخابية والتواصل الدائم معهم "أضحى أمرا ملحّا"، معتبرا أنه يتوجّب عليهم إبراز دورهم في حركية التنمية الوطنية والإرتقاء الاجتماعي· وأضاف ذات المتحدّث أن المشاركة "القوية" للمواطنين في الاستحقاقات مرهونة بفعاليتهم وبدرجة الفائدة التي يراها المواطن في من يمثّله، مشيرا إلى أن المشاركة القوية في هذه الاستحقاقات هي التي "تعزّز الوظيفة البرلمانية والوظيفة السياسية بشكل عام" وهذا ما يعزّز كما قال "مصداقية المؤسسات"· وبالنّسبة لرئيس الغرفة السفلى للبرلمان فإن الدولة لا تكون قوية إلاّ بمصداقيتها، وأن مصداقية المؤسسات المنتخبة لا تكون إلاّ بقوّة المشاركة في الانتخابات، ملحّا في ذات السياق على ضرورة "تجنّد جميع القوى السياسية لتحقيق مشاركة قوية للمواطنين في الانتخابات"، والتي لا تتحقّق بدورها إلاّ إذا أثبت المنتخبون القدرة على أداء المهام الموكلة إليهم·