تعرض الكثير من قاعات الحفلات على زبائنها بعض الخدمات الإضافية التي من شأنها أن تمنحهم مزيدا من الراحة والرفاهية، وتبرر من جهة أخرى المبالغ المالية الخيالية التي يطلبها أحيانا بعض ملاك قاعات الحفلات بعد أن أضحت الواحدة منها لا تقل عن 6 أو 8 ملايين سنتيم مقابل 3 أو أربع ساعات على الأكثر هي عمر الحفل الذي ظل أصحابه يحضِّرون له أشهرا طويلة، ومن بين هذه الخدمات تقديم الشاي والقهوة والمشروبات الغازية والمياه المعدنية وكذا »الديجي« والنادلات، وقد يصل ثمن كل ذلك مجتمعا في بعض الأحيان إلى حوالي 10.000 أو 15.000 دج. ويقبل الكثير من الجزائريين على قبول هذه العروض وتقديم المزيد من المال، بغية التخلص من كافة الأعباء التي تسببها لهم هذه الأمور خلال يوم الحفل، كالبحث عمن ينقل المشروبات الغازية ومن يقوم بإعداد القهوة والشاي، ومن يتكفل بتوزيعهما، بالإضافة إلى أعباء نقل الفناجين وغسلها وإعادتها إلى المنزل وترتيبها في أماكنها مجددا، ما يعني المزيد من التعب والإرهاق لأصحاب العرس الذين يكونون مرهقين في الأصل ولازالت تنتظرهم المزيد من التحضيرات في تلك الليلة من تقديم وجبة العشاء ثم ترتيب الهدايا والتكفل بالضيوف الذين ينتقلون إلى المنزل وكذا الترتيبات الخاصة باليوم الموالي أو »فطور العروسة« مثلما يُقال، وترغب الكثير من العائلات الجزائرية في الحصول على أية خدمة تخفِّف عنها هذه الأعباء، وبالنسبة لها فإن الاكتفاء بمجرد حمل الحلوى إلى قاعة الحفلات التي تتكفل بتقديم الشاي والقهوة والمشروبات الغازية يعتبر قطعا لمشوار طويل من التعب والتفكير والإرهاق. وعلى هذا فإن أسعار قاعات الحفلات التي وصلت إلى حدود 8 أو 10 ملايين سنتيم، تعتبر بالنسبة لبعض أصحابها أمرا مبررا بالنظر إلى الخدمات الإضافية التي تقدمها، والتي من شأنها توفير الكثير من الجهد والتعب على أصحاب العرس، حتى وإن كانوا يدفعون مقابله أضعافا مضاعفة من الأموال، سيما بالنسبة للقاعات التي توفر أيضا فوق كل ذلك موقفا للسيارات وقاعة جميلة وغرفا لتغيير ملابس العروس والحضور. ولكن هل يمكن الوثوق فعلا بكل ما يقدمه بعض القائمين على قاعات الحفلات، وهل أن تقديم القهوة والشاي والمشروبات الغازية يمكن أن يكلف فعلا ما يقارب المليوني سنتيم؟ تقول إحدى السيدات وقد أقامت عرس ابنها مؤخرا إنها لاحظت أن القهوة التي تم تقديمها لضيوفها خفيفة جدا وباردة، ولم تستسغها الكثير من الحاضرات، بالإضافة إلى أن الشاي الذي تم تقديمه لم يكن به أي مذاق، ما تسبب في »بهدلتها« أمام ضيوفها، ولحسن الحظ أن الحلوى التي قامت بإعدادها كانت في المستوى وإلا لظلت سيرتها على كل لسان، هذا بالرغم من أنها دفعت حوالي 15000 دج فقط تكاليف القهوة والشاي والمشروبات الغازية، وإن كان لا يمكنها التعليق على المشروبات الغازية فهي تقدم جاهزة ولا يد للآخرين فيها،إلا أنها أعابت كثيرا على مشرفي القاعة وما قدموه من قهوة تم تخفيفها بدرجة كبيرة لضيوفها وهي التي حرصت على أن يكون كل شيء في عرس ابنها في مكانه وبذلت لأجل ذلك الكثير من الجهد والمال، وأنها لو قامت بإعداده بنفسها أو كلفت إحدى النساء لكان الأمر أفضل بكثير ووفرت على نفسها نسبة من تلك الأموال الإضافية. وفي نفس الإطار تكشف مسؤولة المطبخ بإحدى قاعات الشاي بالعاصمة، أن أصحاب القاعة يقومون بتخصيص علبة أو علبتي قهوة فقط لإعداد هذه الأخيرة لأكثر من 250 شخص في بعض الأحيان، مع أن علبتي قهوة لن تفيا بالغرض ويتطلب الأمر على الأقل 4 علب كي تكون القهوة مركزة وذات طعم ونكهة جيدين، ومع ذلك فإن أصحاب القاعة لا يبالون بذلك، ولا يهمهم إلا تحقيق المزيد من الأرباح وإن كان ذلك على حساب راحة زبائنهم. طبعا هذا لا ينفي من ناحية أخرى وجود قاعات حفلات تحرص كل الحرص على إرضاء زبائنها وعلى كسب رهان المنافسة، خاصة في ظل وجود عدد قليل من قاعات الحفلات حاليا مقارنة عما كانت عليه سابقا، ليبقى تقديم خدمة ذات جودة ونوعية أفضل بمثابة ضمان لاستمراريتها وكسبها المزيد من الزبائن.