الحركة والمطاردات البوليسية والمغامرات كانت حاضرة عُرض مساء الأحد الماضي بقاعة الموڤار على الساعة السادسة مساء، لأول مرة بالجزائر العاصمة، فيلم »عدن« للمخرج الشاب محمد فوزي ديلمي. أمّا البطولة فكانت لكل من أحمد رياض، بهية راشدي، زمورة أمين وبوشخشوخة عبد الناصر. الفيلم يحكي قصّة محام اسمه سامي، ولعب دوره أحمد رياض، يعيش حياة عادية، إلى أن يكتشف أنّ ظروف موت والده كانت غامضة، وأنه تعرض إلى القتل على يد مجموعة أشرار، حاولت الحصول على برنامج »عدن« ولكنها لم تستطع، فيترك الوالد برنامجه مقسما بين صديقين له، ويترك وصية لابنه، يطلب منه فيها أن يكمل ما أنجزه هو، وأنّ ما فعله كله في سبيل الوطن، فيجد الابن نفسه مضطرا حينها إلى اتباع الطريق التي تركها له والده، رغم المعوقات الكثيرة والألغاز التي كانت تحيط بموت والده وكذلك أمه، بهية راشدي، والتي يدرك بعدها أن موتها لم يكن حقيقة، وجنازتها مزيفة، وأنها كانت حية. كما يصطدم البطل سامي كذلك بقضية صعبة لشاب ارتكب اعتداء بالسلاح الأبيض رغم أنه لم يكن مجرما قبلا، ما يجعل سامي يحقق في الأمر، ويكتشف أنّ الاعتداء وراءه تصفية حسابات، حيث أن الضحية كان السبب في وفاة أخت الشاب. وكان لسامي صديقان اثنان رضا وإبراهيم، كانا مقربين إليه كثيرا قبل أن يلتقي وعن طريق الصدفة بشخص يهمس في أذنه كلمات تجعله يعيد التفكير مليا في علاقاته، حيث يحذره من أقرب الأشخاص إليه قبل أن يختفي، ثمّ تتسارع الأحداث، وتطارد المافيا الإيطالية سامي، حتى تسحب منه البرنامج الذي كان هو بدوره يبحث عن النصف الثاني منه، ولما لم يتمكنوا منه قاموا باختطاف سكرتيرته ليلى، وراحوا يهددونه بقتلها إن لم يحضر لهم البرنامج، كما يقتلون صديقه رضا أمام عينيه، فيلجأ إلى الشرطة ويتفق معهم على أن يقوموا بحمايته من المافيا، لكنه بعدها يفضل أن يترك الشرطة خارج كلّ تلك الأحداث، ربما حتى لا يجازف بحياة ليلى، ويكتشف في النهاية أنّ صديقه رضا هو وراء كلّ تلك الأحداث، وأنه لم يُقتل، ثم تتدخل الشرطة وتنقذ الموقف. حاول المخرج محمد فوزي ديلمي أن يخرج فيلما من نوع الحركة. وقد وُفق إلى حد ما في ذلك، خاصّة وأن المخرج والممثلين كلهم عدا بهية راشدي، وجوه جديدة، وبحاجة إلى كلّ التشجيع والمتابعة رغم أنّ الفيلم لا يخلو من نقائص في ترتيب الأحداث والحبكة، وحتى بعض الغموض الذي رافق مجريات الفيلم، وبعض اللقطات غير المفهومة. كما لاحظنا ضعفا على مستوى اللغة، وهو الشيء الذي تعاني منه أغلب الأعمال السينمائية والتلفزيونية في الجزائر. اقتربت »أخبار اليوم« من بعض الممثلين الذين حضروا العرض بعد نهاية الفيلم، فقال لنا أحمد رياض، والذي لعب دور البطل سامي في الفيلم، أنّ المشاركة هي الثانية له بعد أن مثل فيلم »مانع«، والذي كان بطلا فيه كذلك. كما قال لنا أنّ الفيلم تجربة جديدة في السينما الجزائرية، وأنه رغم المسؤولية الملقاة على عاتقه إلاّ أنه تحمّس للدور، خاصة، يقول لنا، »مع وجود مخرج متمكن«. أمّا الممثل بوشخشوخة عبد الناصر، والذي قام بدور رضا في الفيلم، فقال أنّ الفيلم من نوع السوسبانس، وأنه وكل الممثلين الذين لعبوا فيه جدد، ولهم طموحات كبيرة وذخيرة ليس في هذا النوع فقط، وإنما في كل الميادين، على أن تُمنح الفرصة لهم لإثباتها. ومن جهته، بوصبوعة ياسين، مدير الكاستينغ، قال أنّ كل من لعب في الفيلم أدّى دوره بشكل جيد، ولم يخيبه، وأنه متأكد من أنها وجوه قادرة على أن تلقى مكانتها على الساحة مستقبلا. أمّا الممثلة القديرة بهية راشدي فقالت لنا أنّ الدور الذي لعبته دور أعجبها، وهو دور لطبيبة متألقة فيه بتلقائية كبيرة. وفي جوابها عن سؤالنا لها عما إذا لم تكن متخوفة من اشتغالها مع ممثلين شباب قالت أنها مستعدة لمساعدة الشباب في أي وقت، وأن الفريق الذي عمل في الفيلم محترف رغم صغر سنه، وحتى مصممة الماكياج صليحة كركوب تقول لنا عنها، أنها عملت باحتراف وأنها موهوبة، وقادرة على الذهاب بعيدا في مهنتها. كما أثنت بهية راشدي على الفكرة والنص الجميل والحوار، وتمنت لهم كل التوفيق.