تحتاج إلى إعادة التهيئة والاستغلال واحة فوناسة مكسب سياحي يحاصره الإهمال تتوسط واحة فوناسة اثنين من أهم جبال المنطقة التي أحدثت عجبا أيام ثورة التحرير الكبرى هما: جبل مزي وميرأما تاريخيا هي عين جارية سكانها قوم رُحَّل يُسَمَّون (بني عامر) وهي عين جرى ماؤها قبل ذلك على ما يزيد عن ثماني كيلومترات وصولا إلى منطقة ضَيات أو المعذر كما يسميها سكان جنين بورزق اليوم. لم يَجف الماء بالرغم مما قام به بنو عامر بل ظلت (فوناسة) سخية تسُد حاجات الساكنة بما يقتاتون عليه من منتجات زراعية مختلفة الثمار إلى أن تمّ َترحيل سكانها خوفا على أمنهم الشخصي في تسعينيات القرن المنصرم فلم تعد تسمع سوى صوت نقع الضفادع أو أصوات ابن آوى. أما اليوم فلم يبق فيها سوى الأطلال أطلال تذكر الأحياء من أهلها الذين عمَّروا المكان المرتبط بالتراب والأرض فأصبحوا في خبر كان. فوناسة اليوم في خطرين: أحدهما بيئي ممثلا في الإتلاف الحاصل بفعل فيضانات الوادي أما الثاني فيتمثل في الاعتداءات البشرية والمواشي غير المحروسة التي تكاد تأتي على جذوع الشجر بعد أن أتت على أوراقها إلا ما نجا بفعل اللطف والعناية الإلهية. بينما واحة فوناسة الوعد فهي المرجوة من وعود السلطات الولائية التي خصصت آنذاك غلافا ماليا معتبرا لشق طريق يربط عين الصفراء بصجنين بورزق على مسافة ما يربو عن الأربعين كيلومتر أو يزيد وهو مشروع استبشر له سكان المنطقة لما فيه من تحقيق لآمالهم المرتبطة بالتنمية المحلية خصوصا بواحة فوناسة هي ما يريده مواطنو أكثر البلديات بعدا على مركز الولاية (النعامة). وما يريدونه فعلا أن يتم تخصيص ميزانية لإعادة تأهيل الواحة فلاحيا ومن ثَمّ َإعادة تعميرها بإنشاء قرية سياحية. وهو أمر يتوقف في نظر ساكنة المنطقة على وفاء السلطات بوعدها المتمثل في الإسراع في إنجاز طريق فوناسة والذي حسب علمنا أنه جاهز على مستوى الأوراق والتخطيط الهندسي. هذا الطريق الذي سيفك العزلة ليس على بلدية جنين بورزق فحسب وإنما على سكان الجنوب الغربي للجزائر الذين تحاصرهم الفيضانات كل مرة بقطع معابر الطريق الوطني رقم 06 كما أن فيه اختصار للوقت والجهد بالنسبة لنقل البضائع وتنقل الأفراد من الشمال إلى الجنوب والعكس.. فهل من مجيب لاستغاثة الواحة المنسية-.