يقول المثل الشعبي: "ما تتفاهم العروس والكنة، غير إذا دخل إبليس الجنة" ويبدو أن الصراع بين الزوجة وأم الزوج أزلي لا ينتهي، وهو ما يبرزه الواقع، حيث أنه قليلة هي العائلات التي تعرف اتفاقا بين العروس وبين أم زوجها، حتى أن الكثيرات يشترطن قبل الزواج أن يكون لهن مسكن خاص وما ذلك إلا لأنهن يعلمن أنهن قد لا يلاقين معاملة حسنة في بيت الزوج، أما الأم من جهتها فقد تحاول هي الأخرى إبعاد زوجة ابنها، أما الرجل فيجد نفسه محتارا بين الاثنتين، ولا يعلم من يصدق، وقد يتخذ قرارات مصيرية بسبب ميله إلى صف ما· لكن، وإن كانت العجوز، أو أم الزوج دائما مخطئة في نظر البعض، فإن العرائس الجدد، هن كذلك يمكن أن يكنّ أسوأ من الأم، لا يكن "شيبة النار" ولكن عرائس النار، حيث يحرضن أزواجهن على أمهاتهم، وعلى التخلي عنهم، كل ذلك من أجل الاستحواذ على البيت، أو نفي إمراة أخرى من حياة الزوج، حتى لو كانت أمه· الكثير من الحوادث المشابهة تحدث باستمرار، حيث يخضع الزوج لرغبة زوجته، ويترك أمه بسهولة، وهو ما وقع للحاجة فاطمة، والتي اختارت لابنها زوجة من العائلة، فما كان من القادمة الجديدة إلا أن صارت عدوتها اللدودة، حتى أنها، تقول لنا فاطمة، تحاول دائما إرضاءها حتى لا تسبب لها مشاكل مع ابنها، ومع الوقت، صار ينظر للأم على أنها امرأة تكره الجميع، وتسبب المتاعب للكل، ولهذا طلب منها ابنها أن تذهب للسكن مع أخيه، وهو يعلم جيدا أن أخاه لا يستطع أن يستقبل أشخاصا في بيته، هو الذي يسكن في بيت من غرفتين، غرفة له وزوجته، وأخرى لأبنائه، ومع ذلك طلب منها ذلك، فما كان منها إلا أن استأجرت بمعاشها الضئيل بيتا في منطقة تكاد تكون مهجورة، ومع الوقت تتفطن الابن لخطئه، فعاد ليعيدها ولكنها رفضت· أما سميرة فتحكي لنا عن أخيها تقول إنه كان يريد الزواج، فوافقت هي وأمها، رغم أن البيت الذي يسكنونه لا يتسع كثيرا، ورغم ذلك فقد قررت أن تضحي، وكذلك أمها، وفكرت أنها ستتزوج قريبا، ويمكن أن يحل ذلك من الأزمة، ولكن الأخ ما أن استقر بزوجته، حتى حاول طرد أمه، في البداية لم يعلن ذلك صراحة، ولكن ما ارتبطت سميرة، تقول لنا، حتى راح ينغص حياة أمه، وذلك حتى تعيش معها، وفعلا، فقد أخذت سميرة أمها للعيش معها في بيت الزوجية، ولكن، وبعد مدة قصيرة، استولت الفتاة على كامل البيت، ورمت بالأخ خارجا، ذلك أنها طلبت منه أن يسجل البيت باسمه ففعل، وعندها طلبت منه الطلاق، ووقعت مشاكل بينهما ما جعله، لا يفقد البيت وفقط، بل حتى أهله، وإن كانت الأم، تقول سميرة، لم تمنعه من زيارتها، إلا أنها لم تغفر لأخيها ما فعله بهما·