ماكرون هو مرشح التمسك بأوروبا في زمن البريكسيت (تصويت بريطانيا على الخروج) وتصاعد المشاعر القومية عبر العالم الغربي. كما أنه يرفض كما يقول وضع الفرنسيين المسلمين في مواجهة مع الجمهورية . ويقول إنه لن يقبل أبدا أن يوصم الناس بناء على دينهم أو معتقداتهم كما أنه يرفض أي تعصب على أسس دينية. وسبق لماكرون أن دعا إلى بذل جهود لإعادة الحياة إلى منطقة اليورو وإلى تعزيز السوق الأوروبية الموحدة وضرورة الدفاع عنها في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأغضب ماكرون بعض الدوائر الفرنسية المحافظة قبل بضعة أسابيع عندما وصف الممارسات الاستعمارية الفرنسية بأنها كانت جرائم ضد الإنسانية وبالرغم من اعتذاره بعدئذ لجرحه مشاعر البعض فإنه لم يسحب ذلك التصريح. وفي ما يخص السياسات الدفاعية يقترح ماكرون زيادة الإنفاق إلى 2 في المئة من الناتج الوطني الإجمالي وهو مطلب ملح للولايات المتحدة وغيرها من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. ويطالب بوضع خارطة طريق دولية لمحاربة الإسلام المتطرف ووصف إفريقيا بأنها منطقة فيها كل المخاطر وكل الفرص لفرنسا. إلا أن هذا الشاب الوسيم مثل نجوم هوليوود يتهمه مناوئون بأن برنامجه يسعى لإرضاء أكبر عدد من الناس ليس إلا وبأنه لن يكون قادرا على الحكم لأن النظام السياسي في فرنسا يبقى برلمانيا والبرلمان يبقى تحت سيطرة الأحزاب. دخول ماكرون رجل التوافق واللون الرمادي إلى قصر الإليزيه هو إعلان وفاة وحفل تأبين رسمي للأحزاب التقليدية في فرنسا وربما في أوروبا وقد تكون المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاستثناء فهي تستعد للترشح لفترة ولاية رابعة وتبدو متناغمة مع ماكرون.