الموسيقى الجزائرية فقدت في وقت واحد اثنين من عمالقتها ودّعت الجزائر موسيقارها الكبير شريف قرطبي. ونظمت يوم أمس الإثنين بقاعة السينما »الموڤار« بالجزائر العاصمة، وقفة تأبينية لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفنان والموسيقار الكبير الراحل الذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي بمرسيليا في فرنسا إثر مرض عضال، لتودّع بذلك الجزائر موسيقارها الكبير، رحمة الله عليه. وحضر في هذه الوقفة التأبينية التي نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، عدد من أعضاء الأسرة الفنية؛ من مسيقيين ومخرجين سينمائيين، وكذا في مجال المسرح وممثلين ومطربين، إلى جانب عائلة وأصدقاء الفقيد. وفي تصريح للصحافة أشاد المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام السيد لخضر بن تركي، بخصال الفقيد الموسيقار شريف قرطبي، »الذي كرّس حياته في الإبداع، ودعم الفن الراقي«. وأعرب السيد بن تركي عن حزنه »العميق« لما أصاب الأسرة الفنية مؤخرا؛ حيث فقدت في وقت واحد اثنين من »عمالقة الموسيقى الجزائرية، وهما المرحومان الشريف قرطبي وهارون الرشيد، إلى جانب الفنان الراحل توفيق ميميش، الذي وافته المنية يوم الخميس الماضي بعنابة خلال حصة تدريبية لمسرحية جديدة، بعنوان »حياة مؤجلة«. ودعا السيد بن تركي الأجيال الصاعدة من فنانين ومثقفين وموسيقيين، إلى الاقتداء بمسيرة هؤلاء الفنانين، الذين عملوا في »صمت وخفاء« لخدمة الفن والثقافة والوطن، ناكرين بذلك »ذاتهم ومصالحهم«. أما السيد لمين بشيشي فقد نوّه بخصال المرحومين الموسيقيين الكبيرين شريف قرطبي وهارون الرشيد، مقدما تعازيه الخالصة لأسرة الفقيدين، وكذا للأسرة الفنية، مشيدا في نفس الوقت بإبداعاتهما الفنية في مجال الموسيقى. ويُعد الفقيد قرطبي من مواليد 1937 بالمدية. التحق بفرقة الإذاعة الوطنية قبل الاستقلال كموسيقي أولا، ثم كملحن، ليصبح بعدها قائدا للجوق. وقام المرحوم بالتلحين لعدة فنانين معروفين على الساحة الوطنية، على غرار سلوى ونادية بن يوسف ومحمد العماري وكذا أميرة الطرب العربي السيدة وردة الجزائرية، التي غنت له قصيد »الصومام«. ومن أبرز أعماله تلحين النشيد الملحمي »من أجلك عشنا يا وطني«.