يعود اليوم الوطني للفنان هذا العام ليجد الكثيرين يتحدثون عن الموت الغريب و''الاستثنائي'' للفنان المسرحي توفيق ميميش على خشبة مسرح ''عز الدين مجوبي'' بعنابة، عن عمر يناهز 54 عاما إثر ذبحة صدرية.. فهذا ''الرجل الغريب'' اختار موتة أكثر غرابة وهو يؤدي دوره في العرض المسرحي ''حياة مؤجلة'' لمؤلفه ومخرجه جمال حمودة لتتحول المسرحية إلى مأتم حقيقي وحياة مؤجلة إلى حين.. ورحل عنا هذا العام أيضا الموسيقار الكبير والطيب، الشريف قرطبي الذي وافته المنية بمرسيليا إثر مرض عضال. ويعد هذا الرجل من الرعيل الأول لفناني الإذاعة الجزائرية التي التحق بها قبل الاستقلال كموسيقي ثم كملحن ليصبح بعدها قائدا للجوق. وقام المرحوم بالتلحين لعدة فنانين معروفين على الساحة الوطنية على غرار السيدة سلوى ونادية بن يوسف والفنان محمد العماري وأميرة الطرب العربي السيدة وردة الجزائرية التي غنت له قصيد ''الصومام''. ومن أبرز أعماله أيضا تلحين النشيد ''من أجلك عشنا يا وطني''. ومثل هذا الفنان الجزائر في العديد من المهرجانات ليكرس السنوات الأخيرة من حياته لترأس لجنة التحكيم لحصة ''نوبة الجيل'' لإذاعة ''البهجة'' التي سمحت باكتشاف العديد من المواهب الشابة.. وفي الوقت الذي كان رفاق الفقيد يكفكفون دموعهم، يفجعون بنبأ رحيل الموسيقار هارون رشيد الذي رحل بالعاصمة عن عمر يناهز 78 سنة إثر مرض عضال أيضا. وعانى هذا الفنان رفقة الكثير من رفاق دربه، الأمرين في فترة الاحتلال الفرنسي، حيث زج به في السجن بمعية مسعودي زيتوني وسيد علي عبد الحميد وطاهر شبوقي وأحمد عروة وعيسات إيدير وجرمان رابح وغيرهم. وبعد إطلاق سراحه سنة 1959 أنشأ المرحوم هارون رشيد الجوق الوطني للمنوعات. وأجواقا للمنوعات وأخرى سيمفونية بعد الاستقلال أشهرها ''نسيم'' و''من دماء القلوب'' و''نشيد العمال''. وللمرحوم هارون رشيد الذي ساهم في تلحين النشيد الوطني ''قسما'' عدة ألحان كما كان أستاذا ممتازا بالمعهد الوطني للموسيقى.