في سكون وهدوء رمضاني، رحل عنا الأحد الماضي أحد أعلام الموسيقى والفن الجزائري، الفنان والموسيقار الكبير المغفور له »يوسف خوجة«. من مواليد عام 1924، بدأ مساره الفني سنة 1940 حيث انضم الى جمعية الحياة للموسيقى، انتقل بعدها في منتصف الاربعينيات الى جمعية »الجزائرية«، حيث تتلمذ على يد الاستاذ »محمد لكحل«. وفي سنة 1946 سجل »يوسف خوجة« في قسم الموسيقى الاسلامية في المعهد الموسيقي بالجزائر العاصمة، حيث تتلمذ على يد أحد الاعلام البارزة والكبيرة في الموسقى الجزائرية، فقد صنعت صرامة »محمد فخارجي« من »يوسف خوجة« موسيقارا بارعا، وعازفا ممتازا يداعب أوتار القيتارة الذي تميز وانفرد في العزف عليه. كما أنه كان ذو صوت قوي، وأحد أعلام الفن والغناء الكبار الذين يحترمون فنهم، ويلتزمون في ادائهم بالقواعد الموسيقية. الموسيقار الذي عايش الثورة والاستقلال، كون أجيالا عديدة من عازيفي القيتار، حيث كان أستاذا بالمعهد الموسيقي، وعازفا مع كل من »سعيد بسطانجي« و»أحمد عريفي« في اوبيرات »سليم صبري«. رحل عنا الجسد لتبقى روح الفقيد تحيا من خلال اعماله وعطاءاته الفنية الغزيرة. وعلى اثر هذه الفاجعة التي ألمت بالعائلة الفنية الجزائرية بعثت وزيرة الثقافة خليدة تومي بتعازيها الى عائلة الفقيد، ذكرت فيها بمناقب الموسيقار، الذي أفنى حياته في خدمة الفن والموسيقى الجزائرية الاصيلة، مبتدئا حياته الفنية معلما، تخرجت على يديه اجيال عديدة، وأضافت قائلة »ليس فقط اسرته التي فقدته بل الاسرة الفنية الكبيرة، وتلامذته وكل من عرفوه وعاشروه«. ودعت المولى سبحانه وتعالى ان يتغمد الفقيد برحمته التي وسعت كل شيء وأن يسكنه فسيح جنانه وأن يبوئه مقعد صدق مع المخلصين الابرار من عباده.