أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي أن ما يقوم به الشباب العربي حاليا ليس من الفتنة في شيء لأن الإسلام يأمر بإزالة "الظلم الذي يمارسه الحكام في أبشع صفاته". واوضح القرضاوي في كلمة بندوة نظمها الاتحاد في الدوحة عن علاقة الحاكم بالمحكوم، ان "السلفية المتعصِّبة" والصوفية اتفقتا على تسفيه الثورات العربية عبر الترويج لما سماها "ثقافة سامة تربط الفتنة بالخروج على الحكام". و طالب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالعمل على بناء دولة مدنية بمرجعية إسلامية، مشيرا إلى أن مبدأ دينية الدولة ليس من الإسلام. وقال إن الظلم وإضاعة حقوق الناس يجيزان للشعوب الخروج على حكامها، مضيفاً أن تحقيق الحرية مقدم على تطبيق الشرع في الإسلام. وكان العديد من فقهاء السلطان المحسوبين على ما يسمى "السلفية" قد بادروا في الأيام الأخيرة إلى نجدة القذافي عبر الترويج لفتاوى سقيمة تحث الليبيين على الخنوع للاستبداد والديكتاتورية والقهر بذريعة أن مظاهراتهم لإنهاء حكم الطاغية القذافي تعدّ "خروجاً على وليّ الأمر" كما حاول هؤلاء "الفقهاء" من قبل نجدة الطاغيتين بن علي ومبارك دون جدوى. يذكر أن الشيخ القرضاوي قد ساند ثورة 25 يناير في مصر بقوة ولم يتردد في دعوة مبارك إلى الرحيل وانتقد بشدة قمعه للمتظاهرين، كما أيد قبل ذلك الثورة التونسية، ولم يتردد في دعم الثورة الليبية وإهدار دم القذافي بسبب جرائمه الفظيعة التي ارتكبها، ولا يزال، ضد شعبه بهدف إجباره على قبول احتكاره للحكم مدى العمر ثم توريثه لابنه سيف الإسلام دون وجه حق.