أكد د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن استقامة الفكر سابقة على استقامة السلوك، حيث لا يستطيع الإنسان أن يستقيم وفكره منحرف، مؤكدا أن ما أصاب المسلمين بما أذاهم كان بسبب الغزو الفكري الخارجي الذي نشره الغرب بسبب سوء فهمه للدين الإسلامي وعظمته. وأوضح القرضاوي أنه بالرغم من أن فطرة الإنسان تحب الاستقامة وتريدها ولكن إذا طمس الله على عبد تراه يرى الحقائق منقلبة ويسمى انحرافُه هذا استقامة ويسعى لنشرها. ونبَّه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الحاكم المستقيم هو الذي يقيم العدل ويدفع الباطل ويرفع الظلم وأول العدل هو إقامة التوحيد ورد الحقوق، وإقامة دين الله في الأرض مصداقاً لقول الله تعالى "ولينصرنَّ الله من ينصره أن الله قوي عزيز"، مُطالباً حكام المسلمين بتقوى الله في حق العباد. وأشار القرضاوي إلى أن الحاكم إذا استقام استقامت معه الأمة وتأثرت به الرعية، أما إذا اعوج اعوجت معه الأمة وانتشر الفساد وهو ما يحدث في عصرنا هذا، لافتاً إلى أن الحاكم هو من يملك في يده التعليم والثقافة والقدوة الحسنة وتولية الصالحين في حكم البلاد والعباد، مدللا على ذلك بقول احد الرعية لعمر بن الخطاب "استقمت فاستقمنا ولو اعوججت لاعوججنا"، لذلك أشار إلى أن الإمام العادل يسبق في الفضل عبادة ستين عاما لأنه يؤسس من قواعد الخير والحق ما هو أفضل من عبادة الستين عاما.